بعض الناس يعتقدون أن الزواج قسمة ونصيب وبالتالي لا يفيد فيه تفكير أو تدبير أو سؤال , وأنما هو أمر مقدر سلفا ولا يملك الإنسان فيه شي ؟؟؟ وهذه نظرة تكرس للسلبية والتواكل , ولا تتفق مع صحيح العقل و الدين , فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب في كل شيء , ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج نظرا لأهميته التي ذكرناها أنفا . ومطلوب أن يغطي كل المستويات الممكنة لذلك يمكننا تقسيم أليات الآختيار إلى أربع مستويات بالتالي :
1_ الرؤية والتفكير :
ذلك بأن نرى للمتقدم للخطبة ,ونتحدث معه , ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه , وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه , ومن مراجعة لأنماط الشخصيات التي حددها علماء النفس , ومفاتيح تلك الشخصيات .
2_ الأستشارة :
بأن نستشير من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة بطباع البشر , ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج ( زملائه , جيرانه , معارفه ) وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا نستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة , ونعرف التاريخ الطولي لشخصيته , ونعرف طبيعة أسرة المنشأ , وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه , وفي بعض الآحيان يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما لأستشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناء على إستقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما .
3_ الأستخارة :
مهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والأستشارة تبقى جوانب مستترة في الشخص الآخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء . ولا يخفى عليه شيء , ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح , وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التي نتخذها في حياتنا إن لم يكن أهمها على الأطلاق , والأستخارة هي أستلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشري الممكن , أما من يتخذ الأستخارة بشكل تواكلي ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فأنه أبعد ما يكون عن التفكير السليم .
4_ التوافق والتكامل وليس التشابه أو التطبيق :
وما يهم في شريكي الحياة أن يلبي كل منهما أحتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنة , وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما , وإنما يتطلب تكاملهما بحيث يكفي فائض كل شخص لإشباع حاجات الشخص الآخر .