
الى من توكل تربية الأبناء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ظل الحياة الأسرية مجالا خصبا للكثير من القرارات الصائبة والخاطئة فهي كالسفينة بحاجة إلى ربان يقودها إلى بر الأمان ويشرف على ترميم وإصلاح العيوب بنفسه ولكن ماذا سيحدث لو كلف الربان شخصا قليل الكفاءة لإصلاح عيب بسيط في نظره ولكنه أكبر من قدرات ذلك الشخص المكلف ماذا سيحدث ألن يجر هذا التصرف الأرعن تلك السفينة المطمئنة إلى كارثة حقيقية لايعلم أحد كيف ستكون نتائجها فإصلاح عيب قد ينتج عنه عيب أكبر يستعصي إصلاحه حتى على الربان نفسه في حقيقة الأمر تعمدت تشبيه الحياة الأسرية بالسفينة والعيوب قد قصدت بها تصرفات الأبناء التي قد تكون بسيطة وتحتاج شيئا من التوجيه لا أقل ولا أكثر لتعديل سلوكهم ولكن المصيبة بأن بعض الآباء يوكلون مهمة التربية للابن الأكبر بحجة عدم فراغهم لمثل هذه الأمورفيبدأ هذا الابن بفرض سطوته الجائرة والتي قد لايتقبلها بعض إخوته لأنهم ينظرون إليه كأخ يجب أن ينال نصيبه من التربية مثلهم لاأن يوبخهم ويضربهم على أتفه الأسباب فتبدأ الحساسية والكراهية تدب بين الإخوة والسبب ذلك الأب المشغول وتلك الأم المهملة فلك أن تتخيل عزيزي القارئ طفل في سن التاسعة يكره أخاه الذي يكبره بثلاث سنين لماذا؟ لأنه يضربه أمام زملائه في المدرسة ويتباهى بهذا الفعل ويخبرهم بأن أباه قد أعطاه الضوء الأخضر لتربية شقيقه الأصغر أي تربية يتحدث عنها هذا الإبن وهو بنفسه في سن يحتاج فيه للتقويم والمتابعة فكيف بأسرة جعلت من هذا السلوك منهجا لتربية أطفالها أن تعيش بسلام والكراهية قد بذرتها في نفوسهم من الصغرألن تجني كل أنواع التشتت والكراهية ثمارا لبذور غرستها في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم فبالله عليكم من المسؤول عن التربية الأب والأم أم هو أخ قد يكون في نفس المرحلة العمرية لإخوته وإن كان أكبر فبسنين معدودة لاتشفع له بأن يقوم نفسه فكيف بتقييم غيره فبعض الآباء يكلف ابنا لايعرف للرحمة مسلك بتربية إخوته فيظن ذلك الابن المتعجرف أن التربية سوط باليد وشتم وتعنيف باللسان أي طفل سيعيش بسلام والسياط فوق ظهره كالصاعقة على أبسط الأموروالتعنيف اللفظي ينخر في نفسيته كالسوس بلارحمة لاتقل لي بأنه حتى الآباء قديفعلون ذلك نعم قد يفعلون ولكن تأثيرها يكون بدرجة أقل من توبيخ الأخ لأخيه والأب يشجع ذلك فحتى الطفل الموبخ يشعر بتفضيل شقيقه عليه وعندها لاأحد سيقدر ردة فعل ذلك الطفل المكبوت فالأب إذا وبخ طفله سيتقبلها منه وإن كان على مضض لأن الابن لديه شعور في عقله الباطن حتى وإن لم يظهر فهو يدرك بأن هذا الأب يبحث عن مصلحته في أغلب الأحوال وعندها ردة الفعل تكون بدرجة أقل بكثير من ردة فعله على توبيخ أخيه فمادام الأب حيا يرزق والأم تدير شؤون المنزل فلماذا نبحث عن المأزق الذي يوصل فلذات أكباد لحال مخجل لماذا أيها الأب تجعل العيب في ابنك خطأ أعمق وترضى لنفسك في التربية دور المهمل وأنت أيتها الأم أليس قلبك بالابن من أخيه أرفق ألا تخافين من غد ابنك عليه مقبل فهل أصبحت التربية في عصرنا معادلة مستحيلة الحل ليصبح أداؤها على كاهل الأبوين أثقل ليرميا على الابن عبؤها بالتفصيل والمجمل فأنت أيها الأب عن أبنائك يوم الدين ألن تسأل وأنت أيتها الأم ألست المدرسة التي منها طفلك ينهل فلماذا تعيبون الطفل بعد الكبر وقد أهملتموه عودا غضا منذ الصغر فإن أردتم التقويم فعليكم بنقش الحجر فلن يلين جلمود إلا بنار طول الدهر وهل تظنون النار حلا يابشر النار عنف والعنف يتلوه الشررهكذا هو ناتج الإهمال والضحية هي براءة الأطفال فلماذا التكاسل ولماذا الإغفال وعند وقوع الفأس بالرأس تتحرك الأفعال فهل بهكذا أسلوب ستتعدل الأحوال لاوالله فهذا بعينه هو المحال.
الطفل وردة تزدان في مرتعها
وتحلو إن أنت أحسنت سقياها
الطفل بذرة فاختر بالخير تربتها
تثمر الخير وتسر العين رؤياها
الطفل صفحة فأحسن وأنت تكتبها
لتسعد النفس دوما عند لقياها
الطفل وديعة وفي الأعناق موطنها
تحرج الأب إذا أهمل ولم يرعاها
والأم تسأل عنها لو حان موعدها
فكيف بمدرسة تهمل تعليم سكناها
فالأمانة عهد ويجب الوفاء بها
وإلا فبالإهمال ياأبا قد خنت مسماها
وأنت ياأم تبرأت من طفل يطلبها
فلست لعبة طفلك مع الوقت ينساها
حنان الأم دفء الطفولة في كهولتها
وروح الشباب للطفل ظهور سيماها
فالتربية فن وابحارتريد ربانا لمقودها
فتنجو السفينةوبالأمن يكون مرساها
هذا واسأل الله الهداية والصلاح لأبنائنا وبناتنا وجميع المسلمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد ابن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وازواجه واصحابه الطاهرين الى يوم الدين.
__________________
جمال العقل بالفكر
وجمال اللسان بالصمت
وجمال الحال بالإستقامة
وجمال الكلام بالصدق
اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
التعديل الأخير تم بواسطة أم سلطان1 ; 31-05-2012 الساعة 04:43 AM