يختال كالطاؤوس ... يمشي متبخترا بين الناس ... يعتقد
انه خلق من ذهب وغيره من الطين .. ينظر الى الناس على
انهم معدن العيب والخطاء وهو كامل مبراء من كل عيب
( خلقت مبراء من كل عيب .. كانك خلقت كما تشاء )
ينظر الى الناس من علوا فيراهم اصغر من الذر واهون
من البعوض ... لايهتم بحقوق الناس ومشاعرهم .. يتعامل
معهم بفضاضه وقلة ادب .. يتحكم في رغباتهم ويأكل اموالهم
كأنه خلق امير ينهي ويأمر .. وعالم يبصر وينتقد ..
وحكيما تجري الحكمة على لسانه فما يخطي ..
ان تكلم الناس في الطب فهو استاذه .. وان تكلموا في الشرع
فهو الشيخ المبرز .. وان تكلموا في الاقتصاد فهو الحكيم الفهيم
لايقبل من احد توجيه ولا ارشاد .. ويتهم من ينصحه
بانه حسود حقود .. يفرح بمن يطبل له وينفخ في ذاته
ويضيف عليه اوصاف الجلال والكمال ...
( يطاء الثري مترفقا من تيهه .. فكأنه اس يجس عليلا )
لم يفطن انه خلق من نطفه مذره ويحمل العذره ونهايته الى جيفه قذره
لم يفطن الى عاد ارم ذات العماد وثمود الذين جابو الصخر بالود ممن
حكم الناس وعز في البلاد وساد .. ثم صارو تربا ورفاتا
تذروهم الرياح ويطأهم الناس باقدامهم ...
( اين الاكاسره الجبابره الاولي .. كنزو الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه ... حتى ثوى فحواه لحد ضيق )
ما اجمل قول المعري
( صاح هذي قبورنا تملا الرحب .. فاين القبور من عهد عاد
سر على السماء ان استطعت رويدا .. لا اختيلا على رفات العباد )
الشخصيه النرجسيه التي تحب تعظم نفسها وتنفخها وهي بالونه
كبير الحجم .. لكن كبرها هواء ... كالدخان والغبار يعلو طبقات
الجو وهو وضيع .. وما ضر الذهب يستخرج من باطن الارض
وهو من اثمن المعادن ..
حب الذات وعشقها والتسبيح بحمدها مرض يغزو كثير من اصحاب
الشهادات والمناصب اصحاب البشوت المزركشه والافواه الكاذبه
والاخلاق السيئه ..
يتسلط على عباد الله بالقهر والاذلال .. ويستغل منصبه لتحقيق نزواته
الرخصيه .. وشهواته الفانيه .. ومصالحه الخاصه ..
بل ربما اصاب هذا المرض بعض الفقراء المعدمين العالة المستكبرين
الذين لا يدخلون الجنه ولا يجدون ريحها ..
فاصله
كن كالغصن كلما .. زاد من خير تدني وانحني ..