المُطهِّرات و المُنجِّسات ... بنكهة مختلفة عن المصطلح الفقهي..
السلام عليكم.
أحببتً أن أكتب فائدة للجميع .. و أتمنى دعوة صالحة و لا أريدها من الكيبورد ؛ أريدها من أفواه الطيبين.
الكلام عن الطهارة و النجاسة و المطهرات و المنجسات.
و لكن بلون و نكهة أخرى غير المتداولة في كتب الفقه حسب ما يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم من خلال عنوان الموضوع:
قال نبي الله صلى الله عليه و اله و سلم (المؤمن لا ينجُس).
قال الله تعالى (قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها )
الطهارة في موضوعي هذا : هي طهارة الروح من دنس المعاصي أو الكفر بالله أو الشرك.
النجاسة في موضوعي هذا : نجاسة الروح بدنس المعاصي أو الكفر بالله أو الشرك.
تنقسم الطهارة إلى قسمين:
طهارة عامة و هي : طهارة الروح من الكبائر بقدر الإمكان.
طهارة خاصة و هي : طهارة الروح من الصغائر بقدر الإمكان.
الذنوب : دنسُ و نجاسةٌ لأنها خروج عن مقتضى الطهارة و التزكية الروحية.
النجاسة قسمان:
نجاسة ذاتية ، و هي : الكفر بالله .
نجاسة ، عرضية و هي : المعاصي و الذنوب.
لأن النجاسة هنا : تلويث صفاء الروح و الفطرة .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال نبي الله صلى الله عليه و اله و سلم : (تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه)
المعاصي تلوث القلب ، و تنجسه و الطاعات تزيده صفاء و ألقا و رونقا.
أذكر عن أحد مشايخي رحمه الله أنه قال ما معنها عن ابن القيم رحمه الله -لا أذكر في اي كتاب من كتب ابن القيم الآن-:
مصائب الدنيا مطهرات للنجاسة العرضية (الذنوب و المعاصي بالنسبة للمؤمن ) و منه كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا ، فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله ، إنك لتوعك وعكا شديدا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجل ، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ) . فقلت : ذلك أن لك أجرين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجل ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يصيبه أذى ، مرض فما سواه ، إلا حط الله له سيئآته ، كما تحط الشجرة ورقها ) .
ف مصائب الدنياا و الآلام و نكبات الدهر هي مطهرات لطارئ النجاسة العرضية (الذنوب و المعاصي)
قال ابن القيم : فإن كانت المصائب و الأمراض و الإبتلاءات لم تكفِ في تطهير نجاسته (ذنوبه) ، كابد تعب و نصب مرض الموت و سكراته .
فإن لم يكفِ عٌذِّبَ في قبره لغرض تنظيفه من درن المعاصي.. لأن الجنة لا يدخلها إلا الطاهرون المطهرون ..
فإن لم يكف عذاب القبر و كانت نجاسة روحه و قلبه أعمق من أن يطهرها عذاب القبر.. انتقل إلى هول المحشر ، و أهوال يوم القيامة ، فقد ورد في كثير من الآثار أن أهل المحشر يكونون في غم و هم شديدين ، فمنهم من يصل عرقه إلى كعبه و منهم من يصل إلى عنقه و منهم من يغرقه عرقه. و كل بحسب نجاسة الروح و القلب (الذنوب ).
فإن لم يكفِ ,,, نوقش الحاسب ، و اشتد عليه الكرب يوم العرض ..
فإن لم يكف و كانت ذنوبه أكثر و اعمق ، فيستقبله الصراط ليتعذب فيه حين يمر عليه و النار من تحته تلسعه بألسنتها ....
فإن كانت ذنوبه أكثر.. سقط في النار .. و تخطفته كلاليب جهنمم و العياذ بالله .. (ليدخل فلترة لا فلترة بعدها ).
فيظل فيها إلى أن يصبح طاهرا و مؤهلا لدخول الجنة.
فإن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة طاهرة نقية .
و لذا .. بعد خروج من يدخل النار يمر على نهر الحياة ليغتسل فيه و يستعيد رونقه و جسمه اللائق بدخول تلك الجنة العظيمة.
و عليه : فإن المؤمنين الموحدين و إن كانوا عصاةً فإنهم طاهرون طهارة عامة , و شرط دخول الجنة أن لا يدخلها إلا من كان طاهرا طاهرة خاصة .
فيمر المؤمن العاصي بمراحل الفلترة المذكورة أعلاه .
و هذا من أعظم الفوراق بين الكفر و الإيمان .
إذ أن الكافر نجس نجاسة مغلظة و نجاسة ذاتية كنجاسة لسان الكلب.. فلو غسلته ببحار الدنيا كلها لم يطهر. لان نجاسته ذاتية.. و عليه فإن النار أولى بالكافر. لان الجنة لن تقبل دخوله. و لابد أن يتطهر ؛ و أنى له أن يتطهر و نجاسته ذاتية.
أسال الله لي و لكم أن يطهر قلوبنا و ارواحنا من النجاسات الذاتية و العرضية و أن يجعلنا أبرارا أطهارا
التعديل الأخير تم بواسطة صاخب جدا ; 28-07-2012 الساعة 02:38 AM