الوقت هو وعاء الخير والشر فمن حافظ عليه حفظ امر دينه ودنياه

وضياع الوقت اشد من ضياع الدينار والدرهم

لان ضياع الوقت هو ضياع للعمر

فإن قلت ما ضياع العمر ؟؟

قلنا ضياع العمر هو ضياع فرصتك في الحياة


ذالك ان لك فرصة وحيده ويتيمه في العيش على ظهر الارض وهي فرصه لن تتكرر

واذا فهمت ان الحياة فرصه لن تتكرر .. ولها ثمر ونتيجه على ضوء عملك وسلوكك

وفهمت ان كل ما الهي عن الله فهو باطل كما قال الامام مالك رحمه الله

شمرت عن ساعد الجد وأجتهدت فيما ينفعك


فصارت سعادة الانسان في امرين


1 - ان يعرف ما ينفعه وما يضره

2 - ان يستغل وقته فيما ينفعه وترك ما يضره

واكمل الناس من اكمل هذين الامرين ..



وأشار الامام ابن القيم

أن سعادة الانسان ان يعرف ما ينفعه وما يضره .. ويعزم على فعل ما يحبه وترك ما يضره

فعندنا اربعة امور يجب ان تضعها في بالك

1 - ان تعرف ما ينفعك

2 - ان تعرف ما يضرك

3 - ان تعزم على ترك ما يضرك

4 - أن تعزم على فعل ما ينفعك


فالسعيد من كملت قوته العلميه وقوته العمليه

وتكمل القوه العلميه بالفطره والعقل والعلم الشرعي


فالفطره هي توحيد المعبود و حب الخير وكراهيه الشر الاصليه

فالانسان ولد مزود بحب الخير والميل اليه وكره الشر والنبو عنه

كما ورد في الصحيح (( كل مولد يولد على الفطره )) اي فطرة التوحيد

وورد قوله تعالي (( فألهمها فجورها وتقواها )) اي فطرها على حب الخير والشر


والعقل هو معرفة الحق ببراهينه

والعقل يعمل في ثلاث قوانيين

قانون السببيه وقانون الغائيه وقانون عدم التنافض

فالسببيه اي لا يوجد شي بدون اسباب قبله

والغائيه لايوجد شي بدون غايه وهدف

والتناقض لايوجد شي ونقيضه في أن واحد



وقد حكم الله تعالي في سورة العصر على الانسان انه خاسر مهما بلغ سنه ومنزلته وعلمه

الا من تخلق بأربع صفات الايمان والعمل والتواصي بالحق والتواصي بالصبر


وقد قال الشافعي لو ما انزل الله على خلقه الا سورة العصر لكفتهم


وذالك لانها ذكرت سعادة الانسان في تكميل قوته العلميه بالايمان

والايمان ان تعرف الحق وتعتقده

والقوه العمليه بعمل الصالحات

ثم تكمل غيره بالتواصي بالحق

ثم ذكر الصبر وهو شرط في تكميل نفسه وتكميل غيره

فمن لاصبر له لا إيمان له


والقوة العلميه في امرين

الاول المعرفه .. الثاني التمييز

فيعرف الحق .. ويميز الحق من الباطل

واكمل الناس من كمل في معرفة الحق وفي تمييز الحق من الباطل


والقوة العمليه في امرين

الاول في حب الحق وطلبه

الثاني في كره الباطل وتركه


وربما تخلف الامران اي ان يكون الانسان ضعيف في علمه وفي عمله

وهذا من اخطر الاشياء .. وهو من اكثرها في الزمن الحاضر

قال محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر انه يغلب على المسلمين اليوم

فساد التصور وفساد السلوك


ففساد التصور انهم لا يعرفون الحق ويلتبس عليهم الحق بالباطل

لانهم فقدوا قوة المعرفه وقوة التمييز


وفساد والسلوك انهم يحبون الباطل ويسعون له ويكرهون الحق ولا يعملون به


وربما تخلف احد الامرين

فربما كان الانسان عنده فساد سلوك وليس عنده فساد تصور

مثل بعض العصاه يعصون الله ويعرفون انهم على خطاء ويقولون نحن مقصرون

لكن حب الباطل والميل له سيطر على قلوبهم فكان اقوى من تصوراتهم

وقد كان تقصير المسلمين الاوائل تقصير سلوكي لا تصوري

فهم يعرفون انهم عصاه ومذنبون ويميزون الحق عن الباطل ولكن تغلبهم نفوسهم

ويميلون مع الباطل بسبب حبهم له ..


فإن قلت ايهما اخف الفساد السلوكي ام الفساد التصوري ؟؟

قلنا الفساد السلوكي اخف من الفساد التصوري

لان الفساد السلوكي هو فساد في الجوراح

وفساد التصور فساد في العقائد والقلوب

والانسان اذا عرف انه مخطي ومقصر ربما ينزع ويتوب

لكن اذا اختلط عليه الحق بالباطل وصار يرى المعروف منكر والمنكر معروفا

فقد تم هلاكه واستحكم فساده ..

ولذا قال بعض السلف ان الشيطان يحب البدعه اكثر من حبه للكبيره

و صاحب البدعه لا يتوب منها وصاحب الكبيره قد يتوب منها

لان صاحب الكبيره يقول لك ان عاص ومقصر

وصاحب البدعه يقول لك ان طائع واتقرب الى الله بهذه البدعه

وقالوا ان الشيطان يحب البدعه اكثر من الكبيره لان صاحبها لا يتوب منها

ولما ظهرت بدعة الارجاء شرعنت الفساد السلوكي وقصرت الدين على القلوب

فقط بدون عمل جوارح وقالوا ربنا رب قلوب ولا يضر مع الايمان معصيه كما

لا ينفع مع الكفر طاعه


الامه اليوم مصابة بفساد تصوري حيث انها ترى الحق باطل والباطل حق

والسنه بدعه والبدعه سنه والمعصيه مباح وتقدم والطاعه تشدد وانغلاق وتحجر

فالمغنيه تحج وتعتمر وتقول انها تقيه تخاف الله وتتقرب الى الله بالتنفيس عن الناس

بالغناء والمرابي يقول انه يدعم الاقتصاد ويتقرب الى الله بذالك والسارق للمال العام

يتفاخر بذالك ويرى انه على الحق والحاكم بغير من انزل الله يرى حكمه يحقق العداله

وان الحكم بما انزل الله لا يجب او ان الاسلام دين روحي لا حكم فيه ولا حدود

وصاحب القبور يدعوها من دون الله ويرى انه على الحق .. والسادر الغافل عابد

الدنيا يرى ان الدين عباره عن طقطقه مسبحه وترنيمه ذكر وانتهي كل شي

وبعضهم يرى الدين عمره في رمضان


وكل هذا الفساد سببه الانحراف في التصور حيث ان الحق انطمس في النفوس

والعقول وحل محله الايمان بالباطل وهذا من اعظم المخاطر

قال ابن مسعود هلك من لم يعرف المنكر من المعروف

ورسولنا قال فيمن لا يعرف المنكر بقلبه (( وليس وراء ذالك حبة خردل من ايمان ))

لان من لم يعرف المنكر بقلبه فلديه فساد تصور وهو فساد للايمان بالله تعالي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
كلمة رائع قليل بحقّ هذا المقال الجميل ..كم نحتاجه لأختلاط الحق بالباطل ..
لعلّ يكون عبرة لذوي البصائر الحيّة ..
لله دررّك أيّها الرجل ..لاحرمك الله الأجر وكثّر الله من أمثالك ..
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين ...
لي طلب ولو لديك حساب في أي مكان خارجاً انشر هذه المقالات ..لأنها تستحق النشر سواء الفيس أو تويتر أو مكان آخر ..
شكراً شكراً ..

الاخت سر الحياة

اشكرك على المداخله
كل ما اكتبه حق لكل مسلم ينشره في اي مكان

بوركت