هذا المفهوم الجميل الذي أسمه الخطأ والذي لايعرف قدره وقيمته إلا من جربه واستمتع بالوقع فيه. إن الخطايا تؤكد تميزنا وتفوقنا نحن البشر، حتى ربنا يحب أن نخطئ، لأننا لو لم نخطئ ونُذنب لذهب بنا وأتى بغيرنا، إنها دعوة صريحة للخإا، إذاً أخطئوا واستمتعوا بخطياكم ولا تحزنوا، يقول عبدالله الغذامي خلاصة تجربتي أمران، أن الأخطاء هي أعظم الدروس وأن المرء لاينمو معرفياً إلا إذا ظل يرى نفسه تلميذاً.

يخجل الكبار أو المسؤولين أو الآباء بالاعتراف بالاعتراف بخطياهم اليومية التي يقعون بها، ويحاولون أن يوراوها حين تكادت تظهر معالمها، وكأنهم يريدوا أن يظهروا أنفسهم كبشر معصومين، أو يقفزوا على فطرتهم ظانين أن بطريقتهم هذه وصلوا للكمال، ولكنها لعمري تكشف عن مدى نقص الثقة بالنفس وضعف العقل والذات، إن الكثيرين يمارسون دور الإنسان المثالي أو الملائكي الذي لم يخطئ قط، خاصة حين التعامل مع أطفاله أو غيرهم من الصغار والمراهقين أو من تحته من البشر، وويل لهم لو اكتشف أخطائهم أو اصطادهم على حين خطأ، فيهجم عليهم وكأنه ملك منزه ليؤنيهم ويقسوا عليهم وربما انهال عليهم ضربا، ولو فتشت بداخله لوجدته ملئ عيوباً وسلبيات، أوليس أجدى به أن يربي نفسه ويكافح اخطائها بدلا من أن يمثل دور المربي الذي لايأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه، إنه ينهال على أولئك الذين قد تنقصهم الخبرة أو معرفة الصح والخطأ أو الواجب والمنهي، أو يكونوا أطفالاً دافعهم حب الاكتشاف والفضول، أو مراهقين تتنازعهم أعمارهم بين الانعتاق من مرحلة الطفولة وبين الرغبة في إثبات المرحلة العمرية الكبيرة أو تغلب عليهم شهوة فلا يكادون يسيطرون عليها، أو حتى إنساناً مهما كان عمره ومستواه، فهو بالنهاية إنسان له خصائصه الطبيعية المعروفة من نقص ونسيان وضعف وغيرها، إن للمرحلة العمرية طبائعها وصفاتها سواءً كان طفلاً أو مراهقاً أو حتى شاباً، بالنهاية يبقى إنساناً يجب التعامل مع أخطائه بواقعية بعيداً عن المثالية، ناهيك عن أن الأولى على ممارس دور الوصي والمصلح أن ينشغل بنفسه ويقومها قبل انشغاله بغيره، يقول سلمان العودة إن أحق ما يعرفه الإنسان بعد معرفة ربه، هو أن يعرِف نفسه وينشغِل بتكميلها وإصلاحِها، قبل انشغالِه بغيرِه.

إن من الغير معقول والتناقض والسيطرة أن نمارس دور الوصي على الآخرين أو الأطفال ونحن نغرق في أخمص آذاننا بالأخطاء والسلبيات، على المستوى الشخصي وصلت لقناعة أن أضحك على نفسي حين تكون مستعدة لرد فعل على أخطاء أو سلبيات الآخرين فأدعوها وأقول دونكِ ذاتكِ يا أيتها النفس التي ملئت ضعفاً وتناقضاً.

لقد أخطأ مخترع الكهرباء توماس أديسون 999 مرة في محاولته لاكتشاف الكهرباء لكنه في كل تلك المرات كان يتعلم من أخطائه وبالمرة الألف نجح بعد أن جرب واستمتع بالأخطاء، دعوا الناس والأطفال والمراهقين والشباب والكبار والكهول يخطئون ويخطئون حتى يتعلموا، وإن شأوا فلا يتعلمون بالنهاية هم بشر والبشر جلبوا على الخطأ والنسيان، لنقتنع أن الخطأ جزء جميل منا كما هو أعضائنا لا انفكاك منه، وربنا يؤكد لنا ويقول ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، إنه إقرار من الله الذي خلقنا وأعرف منا بنا أننا خلق جلب على الخطأ، فلا نعطي تلك الأخطاء أكبر من حجمها مهما حدث سواء من قبلنا أم من قبل الآخرين القريبين والبعيدين عنا.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

الأخطاء تؤلم بشدة عند وقوعها , لكن بعد سنوات , هذه المجموعة من الأخطاء تحمل اسم الخبرة .
" دينيس ويتلي "

حقيقة رغم تكرر أخطأي في أختيار الأصدقاء لم أستوعب الا بعد أن أثخن قلبي بالجراح من كثير
إلى الأن أرسم معايير لأختيار الأصدقاء ولكني افضل الإبتعاد و أقول أكتفي بمن حولي تجارب كثيرة أخطأت التقدير فيها
والحمدلله على كل حال ..~

شكراً لك على الموضوع الجذاب

__________________



معظم مشكلاتنا الشخصية تقع بسبب الفجوة بين :


- ما أقصده أنا
- وماتفهمه أنت

فأحسنوا النوايا في بعضكم البعض ..


في كتاب حياة كل منا " فصل " لا يصلح للقراءة ..~

كلامك صحيح اخي الفاضل
ليس العيب ان نخطئ العيب ان لا نتعلم من اخطائنا

الخبره هيا الاستفاده من اخطائنا السابقة
موضوع رائع اشكرك

خطأ عن خطأ يفرق

يعني الاب المدخن مثلا يترك ابنه يدخن عشان يجرب و يتعلم من خطأه

و الي شوف ابنه مع رفقة السوء يتركه معاهم و يقول بعدين ينصلح بعد ما تخرب مالطة

ايه فائدة تجارب الاباء ان لم يستفيدوا منها في تربية الابناء

الخطا يكون بالاجتهاد
مثال اديسون ابدا ماينطبق على بعص النماذج
مش اخطاء الي عملها اذبسون هي محاولات
لكن شخص يدمن مره ومرتين وثلاث نقول يتعلم ويجرب
هذا تهلكه للنفس البشريه

شكراً على مشاركتك أخي عاشق.
كلام سليم، البعض يتعلم بالنهاية، وتكون تلك الدروس بمثابة خبرة كبيرة كما تفضلت، تؤهله للتعامل مع المواقف المستقبلية المشابهة بشكل مميز، وحالياً متأكد أنك لديك قدرة رهيبة في معرفة الصديق المناسب من عدمه، تحياتي لك.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

شكراً على مشاركتك فلسفة كيآن.

بالتأكيد، الأخطاء عادة تقود إلى الصحيح، ولذلك يجب أن نتعامل معها بواقعية للأسباب الكثيرة التي ذكرتُها في الموضوع. تحياتي لك.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

شكراً على مشاركتك ميس.

ميس الحقيقة وأنا أكتب الموضوع كنت متوقع 100% أنه سيأتي تساؤل ورد أو اعتراض مثل الذي قلتيه، وبصراحة لم أحب أن أضع استثناءات أو توضيحات أو معالجة أو الطريقة المثلى لرد الفعل تجاه أخطاء الأخرين، فمثلاً شخص معتدي على الآخرين أو قاتل أو غيره من الأخطاء لايمكن أن نقول دعوه يخطئ ويتعلم، بالتأكيد التعامل ورد الفعل سيكون بما يناسبه، أيضاً لو أن موظف لديك كثير الأخطاء والمشاكل بالرغم من التحذير لايمكن القول دعه يستمتع بأخطاءه لأنه هنا يعرقل مسيرة العمل، بل يجب أن يتعامل معه بشكل مهني ، المهم أني وددت فقط أن أركز بهذا الموضوع أن الخطأ أولاً شي طبيعي جداً، ولا يحتاج ردود فعل كبيرة تجاه الآخرين، إنما استيعاب الخطأ، تفسيره التفسير المناسب كالمرحلة العمرية أو الحالة النفسية أو الظرف الأقتصادي، أو غيره من مؤثرات، ثم بعد ذلك التعامل معه بالأسلوب الهادئ والأمثل الذي يكفل ويسعى إلى تغيير السلوك الخطأ بدلاً من ردود فعل سلبية عادة ماتساهم في استفحال الأمر بدلاً من إصلاحه، ثم أنني حاولت أن أقول يجب علينا نحن الكبار أن لانستحي حين نخطئ، ومن العيب أن نعيش طيلة حياتنا مكابرين بعدم الوقوع في الخطأ، وندافع بشدة حين يلاحظ الآخرون أننا أخطئنا باختيار ما أو سلوك معين.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

شكراً على مشاركتك مبتعثة متفائلة.

مثال أديسون قد لاينطبق على بعض النماذج التي ذكرتها، لكن المقصد في النهاية هو أن الإنسان يتعلم من تجاربه، فهو نفسه يقول تعلمت 999 خطأ لكي أعرف الصحيح، والمخطئ قد يقع في الخطأ ليس بغية معرفة الصح، لكن هذا الخطأ قد يكشف له مستقبلاً الصح، لأنه جربه وعرف سؤوه وبالتالي سيتجه إلى الصحيح، أو حتى لايتجه، لأن ليس كل من نراه أيضاً على خطأ هو يرى نفسه كذلك، بل قد إذا رأيته على خطأ قد يضحك عليك ويراني أغرق من رأسي إلى أخمص قدماي في الأخطاء، وهذه طبيعة كثير من البشر كلاً يرى نفسه وسلوكه وتفكيره ومواقفه وآراءه هي الصحيح وما يعكاسها عند الآخرين هي الخطأ، وحين نتكلم عن الصح والخطأ فإن ذلك لايلزم أيضاً الأخطاء من ناحية السلوكيات أو التصرفات أو القرارات، بل حتى الآراء أو المواقف في رأيي بأنه يجب أن نستوعبها ونقدرها، لأن كل فرد ومجموعة وأمة يرون الحقيقة من زاوية معينة وهناك عوامل كثيرة ومختلفة بيئية وتاريخية وغيرها تؤثر في تقييم الصحيح من الخطأ، وفهم ذلك هو جانب من العذر للآخرين، والحديث عن الآراء، ولعله في موضوع قادم تحت عنوان ثقافة الآراء يكون التوسع بالحديث عنه.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..