عندما يكون صمتنا شريكا في الجريمة
قالوا عن الصمت أحلى الكلام ...
فالصمت هو جواب أحيانا... وعقلانية أحيانا أخرى ..
هو جمال ساحر تارة .... و حكمة ووعي تارة أخرى ...
قالوا وقالوا ...
قالوا شعرا كشعر الشافعي :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاحُ
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف * وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأسود تُخشى وهي صامتة * والكلب يخسى لعمري وهو نباحُ
قالوا حكما :
إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب
بكثرة الصمت تكون الهيبة
الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل
إِن كان ينطقُ ناطقاً من فضةٍ … فالصمت درٌّ زانَه الياقوتُ
قالوا وقالوا....
أنا ممن يحبون الصمت في أكثر الأحيان .. وأحب أن أقل في الكلام ...
ولكن ماذا لو كان صمتنا شريكا في الجريمة ...
يوم نرى شعبا يُقتل ويٌذبح ، ونسكتُ ونقول ، الصمت أبلغ ...
يوم نرى أطفالا تتقطع أشلاؤها تحت أنقاض البيوت المقصوفة ، ونسكت ..
يوم أرى منكرا يفعله أحدهم وأقول لماذا أتكلَّم ، الصمت أبلغ ...
يوم أرى شيئا سيئا قد يحصل ولا أتكلم كي لا يقال عني واشية ...
يوم أرى عزيزا عليّ يتصرف خطأ وأصمت كي لا أجرحه أو يجرحني ..
ألا يكون صمتنا عندئذ شريكا في الجريمة ؟؟؟
البحر غالبا ما نصفه بالصامت ، ولكنه لعَمْري هادرُ الموجِ ،عالي الصوت ، ثائرُ الطبعِ ، حتى عند سكون الريح .... يلفتُ انتباهنا بزبدِ موجٍ يضرب أقدامنا ، ويصرخ فينا : لن أكون شريكا في الجريمة ...
بقلم أختكم : مؤيدة بنصر الله
من مواضيعي في منتدى الفراشة ..
__________________
08-01-2015, 10:03 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري