السلام عليكم
حقيقة كنت أقدم يديّ ثم أؤخرهما حينما فكرت في طرح أمري هذا هنا وبينكم ،لكن قلت من الإنصاف والعدل في حق نفسي أن أوسع نطاق نظرتي لأمري قدر الإمكان فربما يتبين لي شئ من خلالكم كنت قد غضضت النظر عنه بحكم أني أعيش في خضم ضغط نفسي قوي
عايشت من صغري الألم والحرمان والتمييز والعنف المعنوي و الجسدي من كلي والديّ،شربت كأس اليتم منذ نعومة أظفاري رغم أن كلا والديّ أحياء،وصل الأمر في بعض الأحيان إلى التعذيب الجسدي والله ما كذبت في ذلك وتعرضت منهم لأمور تخونني المفردات حينما أرغب في التعبير عنها ولا أريد استحضارها من الأساس لأنها تؤلم حقاً ،مع أنهما متعلمان ويحملان شهادات عليا للأسف هذا ما يحزني أكثر !! كنت بحق البطة السوداء للعائلة ! هناك من الأقارب من كان شاهد على ما مررت فيه وكانوا دائمي النصح لهم ولكن لا فائدة!
كنت فتاة حادة الذكاء(هذا ما قيل لي ممن حولي) وكنت قوية من صغري إن صح التعبير ولاأصمت عن حقي أبدا ولا أتنازل بسهولة وأعتقد هذا ما جعل
وضعي أسوأ وأسوأ معهم ! ورغم كل ذلك الجو كنت متفوقة ومتميزة في دراستي وكنت أتلقى جرعات الحب والاهتمام التي يحتاجها أي إنسان من عالم الدراسة !
سأعرض مثال فقط لتروا أي نوع من البشر كانوا !
حينما كنت في السادسة أو ربما أقل كنت حينما آتي من غرفة كان فيها والدي وأذهب لوالدتي كانت تتلقاني بوجه متجهم مخيف لا أنسى ذلك ما حييت و تقول أنت ضرة لي لست بابنتي !وتكرر ذلك على مسامعي بغضب وحنق! مع إني وقتها لا اذكر أني كنت افعل ما يستحق كلام مثل هذا!
هذا مثال ربما تافه جدا مقارنة بغيره، ذكرته لانه اقصر مما سواه ،والدي ليس بأقل سوء أيضاً كان الجانب البارع فيه اكثر هو العنف الجسدي !
مثال اذكر كنت لم اتجاوز ال14 من عمري حينما تعلمت (التصفير) وحينما فعلتها للمرة الأولى الفرحة كادت تغمرني لأني رغبت بذلك من سنوات ،ومن سوء حظي أني فعلتها بالبيت فسمعني وجاء إلي عدواً ب(خيزرانة) وكسرها على ظهري ومزق شعري وسحبني كما الشاة في أنحاء الغرفة! وما جعله يغضب اكثر ويضرب بشكل أشد أني لم أبكي وأترجى بل كنت اقاومه واشتمه !
وهذا أيضاً مثال تافه جدااا مقارنة بغيره لكن أيضا ذكرته لأنه لن يأخذ مساحة اكبر من السطور ! ...عشت على هذا المنوال من شد وجذب حاولوا تزويجي في عمر ال15 !لكن وقفتي لنفسي وتهديدي بفضحهم واحراجهم وقسمي بجعل فعلتهم مشهدا للعالم عطل الأمر !يدركون أني لا أبالي برأي أحد وسأفعلها! ولكم أن تتخيلوا الشعور الذي تنامى بداخلي بعدم رغبة أهلي بي ،بعدم الإنتماء !كان والدي يقول لي أمام اخوتي تزوجي وفكينا كل ما حصل امر ! اللي يسمعهم يقول اني جالسه على قلوبهم والله اني كنت وقتها قد بدأت في عزل نفسي عنهم وعدم الاحتكاك بهم الا نادرا! ..وقف بوجه بعثتي وهو الذي أعطاني الضوء الأخضر سابقا وجعلني اصحو وأنام على هذا الحلم !! تعذيب نفسي على أصوله! ..استمر الوضع ما بين شد وجذب وألم ودمعات ومحاولات من جانبي انا للإصلاح لسنوات حتى انهرت وأصبت بالمرض النفسي وبدأت اتعاطى الادوية ومن ذلك الوقت تحسنت معاملتهم نوعا ما معي ..ناس مرضى ! ..ربما هو تأنيب الضمير أو ربما فرج الله ..لا اعلم! ما أعلمه يقيناً أن قلبي لا يحمل فيه (ذرة )من مودة ورغبة فيهم ،هم قضية خاسرة بحقي وانا استسلم لهذه الحقيقة ..أثرهم سئ جداً علي في كل احوالهم ،أثرهم على علاقتي بالله ،على تفاؤلي ورغبتي بالحياة ،على طموحي ،على علاقاتي الاجتماعية اقول في نفسي (لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ووجودهم بحياتي يحملني ما لا طاقة لي فيه صدقاً ! ...حرمت من الحياة الطبيعية ..لا اخرج للأسواق والحدائق الا بمزاجهم ! لن أتوظف الا بوظيفة توافق معاييرهم !اشعر اني اختنق ! أريد أن أحيا (افهموني ) ..
آمل اني بالسطور السابقة المختصرة جدا قد وضعتكم بصورة علاقتي مع عائلتي لأن راح يترتب عليها موضوعي الأساسي ..
الآن انا ناقمة على أهلي ،ناقمة على ثقافة المجتمع ،ناقمة على العادات والتقاليد البالية المريضة ،ناقمة على النسخة المشوهه من الدين التي تفرض علي فرضا!،ناقمة على الأنظمة والقوانين الغير فعالة والتي لا تصب في صالحي كامرأة ! وبما أني فتاة في مجتمع كهذا فلا مخرج لي من سجن عائلتي الا بزواج ..وأنا اقول زواج من رجل نشأ بهذا المجتمع ويعيش فيه يعني الإنتقال إلى سجن آخر ربما من ثلاث نجوم أو خمس او سبع نجوم أنا وحظي !! لكن هو سجن آخر بالنهاية! وذلك ما أرفضه بشكل قاطع ! أريد الخروج من هذا المجتمع !!من أفراد المجتمع ! أريد أن أحيا في ظل نظام أضمن أنه سيحفظ لي حقوقي كانسانة!كامرأة ! يحفظ حقوق من سأجلبهم للحياة ! أريد أن أمتلك زمام نفسي وأختار ما أريد في حياتي بدون إملاءات او ضغوط او خوف من أحد ! عندما أدخل قبري لن يحمل أحد عني صحف أعمالي !اذن لن أسمح لأحد أن يرسم حياتي عني !أن يختارها عني ..بأي حق يسلبون مني خياراتي في الحياة ! من أعطاهم الحق ! لا الانسانية ولا الدين الصحيح يسمح ذلك !؟
الآن أنا على علاقة برجل أوروبي منذ اكثر من سنة ووجدت فيه الشئ الكثير الذي أريده واعتبره حقاً هدية من القدر لي، هو من سعى خلفي بالبداية ولو لم أرى فيه ما أريد لم أكن لأعطيه مجالا ولا أنكر أيضاً اني رأيت فيه مخرجا جميل لي !أثبتت لي الأيام صدق رغبته بالارتباط بي وهو ينتظر أن أعطيه الضوء الأخضر ومستعد لتحمل كل التبعات من اجلي لكن بالطبع العائق الوحيد لنا هو أسرتي ..وأيضاً انا تحت السن القانوني حسب النظام العادل جدا !! ! لكن الأهم الآن هل من حل مع أسرتي ؟ إن كان والدي ومجلس الأمن تبع جماعته أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما تزوجت أحد الفتيات من شخص نسبه كما يزعمون (مشكوك فيه )!! وطلقوها في اول اسبوع من زواجها !فما بالك بي أنا التي اختارت رجلا من أقصى الأرض ! حقيقة لا أرى حلا إلا أن أفعل كما فعلت أحد الفتيات التي تحدثت معها قامت بالزواج من رجل هنا وعندما سافرت خارجا هجرته ! هذا الحل اللي يدور بخلدي حاليا ..هل ترون هناك من حل آخر ؟ ورجاء لا تقلبون الموضوع لفتاوى دينية .. لو رغبت الفتاوى الدينية فلها أهلها ومواقعها الخاصة ..ويعلم الله اني صادقة بكل ما قلت
بانتظاركم
تم تعديل العنوان