من روح فارقت الأرض التي تربّتْ فيها ..
هنا لن يتوقف المشوار ستظل الطرقات تذكر عطرنا وستشتاق الورود الندية لروائحنا ويقسم المسك أنه بعضٌ منا
أنا التي سطرني الزمن فوق أرض وعرة بعدما كنت أمنح كل أحبائي سوار إخاء ...
واليوم ...اليوم تغير كل شيء ..دقات الساعة الجاثمة على الحائط المحتاج لطلاء ..ألوان التلفاز في وسط الدار ..أشجار البلوط نطل عليها من هناك نحييها وتحيينا ..صوت أمي تناديني ..وموعد مجيء أبي ..المدفأة هناك تشتعل حبا ودفئا ..والطعام البسيط يدعونا للاجتماع ..أصوات الأطفال يلعبون في الشارع الضيق يملؤون الحي سرورا ونشاطا ..
...واليوم ..لاشيء موجود ..الصمت يملأ المكان ..لا أشجار أحييها وتحييني ..والطعام لايدعو أحدا للاجتماع..الأطفال الذين يلعبون خارجا لا أعرفهم ..أحن لصوت أمي تناديني ..أنتظر أبي لكنه لن يدخل عليّ..الغربة أكلت كل شيء ..
لـــــــكنّ....
لن يتوقف المشوار هنا ..ستخضر الأرض ..وتنبت أشجار خضراء طويلة أحييها وتحييني ..سيعم الدفء أرجاء مملكتي ..وفي يوم صبح مزهوّ ..سيتغير كل شيء ..