نٌرَدِّد دائماً: "اختلاف الرّأي لايُفْسِد للوِدّ قضيّة " ، وما أكثر الودّ الذي أفسده اختلاف الرَّأي .
وكُلُّنَا نعلم أنَّ في داخل كل شخصٍ منّا ميل -سواء كان ظاهراً أم خفي - لأن تلقى آراؤه القبول والتأييد ممن حوله ، ولأنّنّا بَشَر وآرائنا ليست مُنَزَّلَة من السماء ؛فهي بالتالي عٌرْضَة للرّدِّ والنَّقْضِ والنَّقْد ، وهذا مايجب أن نُوَطِّنَ أَنْفُسَنَا عليه دائماً حتى مع أقرب المُقَرَّبِيْن.
ولكن لأنّ البعض يجهل ثقافة الحوار وثقافة الاختلاف ، فهويٌفَسِّر كلّ رأيٍ معارض على أنه مٌسْتَقْصَد لذاته ، وعلى أنّ الشخص المُخَالِف يُعارضه لذاته ،وربما فَسَّرَ ذلك بناءً على العاطفة ،فمن يوافقني فهو معي ومشاعره طيّبة اتجاهي ، ومن خالف فكرتي أو رأيي فهو يكرهني ويتربّص بي .
وفي الحقيقة أنّنّي لم أكن ألاحظ ذلك كثيراً الابعد ان ظهرت (مجموعات الواتس آب) فَأَظْهَرَتْ لي الكثير ممّا تَحْمِلُه العقول،إذ تقول رأيك في فكرة وتحمل رأي يخالف أحدهم في المجموعة ثمّ تأتي بأدلّتك على أسباب الاختلاف ؛ لتتفاجأ بعد مدّه بتغيّر معاملة -من خالَفْتَهُ -معك تماماً ، وحين تتحرّى عن سبب تغيّره يقول لك " انت حاط نقرك من نقري " و" تركيبتك تختلف عن تركيبتي" ولااعلم من الذي قال بأن تركيبة البشر ينبغي أن تكون متساوية.!
وهذا موقف ضمن مواقف كثيرة مثلها تحدث في الحياة، ومن وجهة نظري أن اختلاف الرأي يفسد الودّ في حالتين :
-امّا ان يكون صاحب الرأي المخالف يجهل أساليب الحوار ، فيطرح فكرته على أنها فرض بطريقة توحي بأنّ الجميع على خطأ الا هو ، أو يناقش الفكرة في أحد المجالس بصوت مرتفع و بعصبية تجعل فكرته وان كانت صائبة تُقَابَل بالرّفض لعدم معرفته بآداب النقاش ، وبالتالي قد تنفر النفوس منه.
-واما ان يكون الطرف الذي تخالفه يجهل ثقافة الاختلاف، ويفسّرها على اساس الحب والكره ، فان احببتني ستوافقني وان خالفتني فأنت تكرهني ، ومثل هذا لن يفهم الا ان شاء الله وتَعَلَّم كيف يِفْصِلْ بين عَقَلِه ِوعاطِفَتِه.
هذا من وجهة نظري ، فماذا عنكم أنتم ، ومتى ترون أن اختلاف الرأي يفسد الودّ فعليّاً؟
ختاماً: أختم بمقولة - محمد الرطيان- "هونفس الباب : أنت تراه( مدخلاً) وغيرك يراه (مخرجاً)، واختلاف الرأي لايفسد للود قضية ، ولكنه يخلع الباب أحياناً!".