إن المتعاطي والمدمن يتورط في الغالب في علاقات جنسية محرمة لا يحتاط فيها، فيكون معرضاً بشدة للإصابة بالأمراض الجنسية الخطيرة كالإيدز والزهري والسيلان وغيرها،
ثم ينقل هذه الإصابة إلى زوجته المسكينة الغافلة، وقد يأتي بالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي نتيجة حقن نفسه بالمخدر بإبرة استعملها غيره، والزوجة تبقى هي الضحية لهذا الطيش والاستهتار.
والخمر وغيره من المسكرات تجعل الرجل يعيش عظمة وهمية وإحساساً بالقدرة البالغة، وتجعل المرأة المتعاطية تحس أنها جميلة مثيرة جنسياً، وكل ذلك يزيد الرغبة الجنسية، لكنه كما أثبت الطب يقلل الأداء، وفي كثير من الحالات يصاب مدمن الخمر بالعنانة والعجز الجنسي، ذلك أن الخمر تخرب الأعصاب التي تحمل الأوامر وتنقل الأحاسيس ما بين الدماغ والأعضاء التناسلية، وهي عنانة تأتي في الغالب مبكرة في حياة المدمن، وعلاجها صعب جداً.. وهذه العنانة إضافة إلى خصائص كامنة في الخمر والكوكائين وغيرهما، تجعل المدمن يصاب بمرض الشك الزوري( البارانويا) حيث يصبح شكاكاً في نوايا الناس نحوه دون وجود ما يدعو إلى الريبة فعلاً، وتجعله يشك في امرأته ويتهمها ظلماً بالخيانة، ويراقبها ويعاملها على أساس أوهامه، وأحياناً يقتلها لينتقم لشرفه إن كان قد بقى له مع الإدمان شرف أو كرامة، وقد يشك المدمن بابنته ويتهمها في عرضها بل قد يشك في طفلته ذات السنوات القليلة، وكم هي تعيسة تلك الفتاة التي تسمع أباها يتهمها في عرضها صباح مساء دون مبرر.
العظمة الوهمية
والعظمة الوهمية التي يعيشها المتعاطي تجعله يعامل زوجته بفوقية وتعالٍ ويقوم بإهانتها وإذلالها، ليعود ذلك الزوج الطيب بعد أن يزول عنه تأثير ما تعاطاه.. والحياة الزوجية على هذه الحال حياة بائسة تذوق فيها الزوجة مر المعاناة.
والمدمن الذي يصبح الخمر أو المخدر محور حياته، تنحصر اهتماماته بالتعاطي ثم محاولة الحصول على المزيد من الخمر أو المخدر، وتضيق دائرة علاقاته الاجتماعية لتنحصر في مجموعة من المدمنين يهمل أسرته ويتخلى عن مسؤولياته كزوج وكأب، ويترك الأعباء كلها لزوجته المسكينة، بل قد يتوقف عن الإنفاق على أسرته، إذ هو يضيع ما يأتيه على ملذاته، وبخاصة أن المدمن كما يقال ينتج أقل وينفق أكثر، وهكذا يتدهور هو مهنياً ومالياً، وتعيش أسرته فقراً وحرماناً لا سبب لهما إلا إدمانه، وحتى الحشيش الذي يزعم البعض أنه لا يسبب الإدمان ولا يضر المتعاطي، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أنه يسبب الإدمان ويسبب حالة من فقد الدافعية تجعل المدمن قليل الاندفاع والطموح لتطوير نفسه، في مهنته أو تجارته أو اختصاصه.
والجرأة على العدوان التي يشعر بها المتعاطي تهوّن عليه قتل نفسه، وحوالي ثلثي حالات الانتحار في البلاد الغربية تتم والشخص تحت تأثير الكحول، ويمكننا تصور الأثر الذي يتركه اكتشاف زوجة أو طفل للزوج وقد قتل نفسه بمسدسه أو علق نفسه وتدلى من السقف ميتا.
ومن آثار الإدمان بعيدة المدى أن المرأة التي كان أبوها مدمناً تقع في الغالب في خطأ الزواج من مدمن مثل أبيها لتعيش معاناة مماثلة لما عاشته أمها، وإن كانت قلة من بنات المدمنين يحرصن على أن لا يعيش المأساة مرتين، لكن الغالبية يتأثرن بإدمان آبائهن ويخترن الزوج المدمن ويرضين به.
فاسد متمرد
والإدمان وبخاصة على الهيروين وما شابهه، يؤدي إلى تحول الشخص مع الوقت إلى شخصية فاسدة متمردة على القيم سيكوباثية أي إجرامية وبلا ضمير، ويظهر ذلك في الرجل في السرقة والقتل للحصول على ثمن المخدر، وفي النساء في بيعهن لأعراضهن مقابل جرعة مخدر، بل إن بعض المدمنين يورطون زوجاتهم في الإدمان والرذيلة لضمان حصولهم على المخدر الذي ما عادوا يقدرون على العيش من دونه.
لكن للإدمان علاجه، والعلاج صعب وعسير إلا إذا صدقت عزيمة المدمن نفسه ورغبته في .الشفاء، عندها تهون الصعاب ويكون النجاح