«المرأة الرجولية» تختلف تماما عن المرأة المسترجلة، فالفارق بينهما بعيد والاختلاف مديد، فالمرأة المسترجلة امرأة تتكلف الرجولة وتعاند فطرتها سواء بالملبس أو سائر التصرفات الذكورية المصطنعة، فهي معنية بتحوير ظاهرها بالدرجة الأولى وتمثيل دور الرجولة رغما عن أنوثتها الدفينة.
أما «المرأة الرجولية» فهي على العكس تماما .. إنها أنثى الظاهر بالدرجة الأولى لكن جبلتها الباطنة أقرب للرجولة منها للأنوثة، وهي لا تتكلف تلك الطباع الخشنة التي تتسم بها، بل إنها سليقة في كينونة شخصيتها التي تتشابه إلى حد كبير بشخصية الرجال.
فظاهر «المرأة الرجولية» يفيض أنوثة، فهي ليست بالضرورة تمتلك ملامح رجولية بل بالعكس تتفاوت في الجمال الأنثوي كتفاوت سائر النساء، بل قد تكون باهرة الجمال فائقة الرونق بهية الطلعة وضيئة البشرة ممشوقة القوام لكن مع طول العشرة تتكشف المواقف والتصرفات عن طبيعة ذكورية غريبة قد تكره بسببها الجمال والجميلات!
ومن هذا المنطلق فلا يمكن الاستدلال على المرأة الرجولية إلا بالمعاملة وامتداد العشرة، وبالتالي فالزوج هو المصطلي الأول بنار هذا النوع الخشن من النساء.
وأخص ما تتسم المرأة الرجولية هي «الإعاقة العاطفية» فهي لا تمتلك المشاعر الرقيقة ولا العواطف الجياشة التي تتسم بها كافة النساء، لذلك فهي ابتداء لا تندفع نحو الزواج بوازع من رغبتها في سكن الحياة الزوجية ومودتها ورحمتها، بل الزواج عندها مرحلة اجتماعية ومحطة عمرية ينبغي أن تحل بها، وعلى أسوأ التقدير هو نوعا من الاقتران الاجتماعي أفضل من وحدة العنوسة ونظرات المجتمع التي لا ترحم.
إن الزواج عند «المرأة الرجولية» عادة اجتماعية بحته لا علاقة لها بالعاطفة لا من قريب ولا من بعيد، وعلى ذلك فهي تتململ من أبيات شعر كتبها الزوج المحب في مغازلتها، وتنظر لهديته على أنها نوعا من المكسب المادي لا تعبيرا عن حبه وأحاسيسه، والطامة الكبرى لو كان الزوج رومانسيا في مشاعره لأنها ترى كل تعبير عن عواطفه نوعا من المراهقة السلوكية والحماقات العاطفية التي من المفروض أنههما كبرا عليها ولا تليق بهما.
والمرأة الرجولية في بيتها لا تتذوق الجمال ولا تستشعر لغة الألوان، فلا تهتم باللمسات الديكورية البسيطة في أركان بيتها والتي تحوله إلى جنة غناء، بل الجمال عندها في كل ما غلا ثمنه من قطع الأثاث والمفروشات، لذلك فهي ليست معنية بباقة ورد تزرعها في شرفة غرفتها، ولا تتحرك همتها كل فترة لتغيير ترتيب الأثاث ليضفي على البيت نوعا من التغيير المريح الكاسر لملل المظهر الروتيني الذي تعودت عليه العين صباح مساء، فهي أقرب ما تكون بعاملة النظافة التي تهتم بالقضاء على الوسخ وترتيب المبعثر لا أكثر ولا أقل.
أما لغة التزين فهي لغة لوغاريتمية صعبة لا تفقهها ولا تريد أن تفك طلاسمها، فأقصى الزينة عندها هي النظافة الشخصية، وهي غير معنية على الإطلاق بالتفنن في اختيار ملابسها على أساس ما يحبه الزوج وما لا يحبه، ولا تكلف نفسها في رحلة التسوق أن تعرج على محل عطور لتشتري عطر أخاذ ينعش بيتها ويبهج زوجها، وصندوق المكياج لديها لا يفتح إلا في المناسبات العائلية عند حضور عرس أو مناسبة عائلية سارة.
والمرأة الرجولية جريئة مقدامة لا تهاب المواقف الصعبة ولا تذرف الدمع إلا في النادر جدا، ففي المطبخ قد تذبح الطيور بكل شجاعة ولا تخاف من منظر الدم أو هيئة الذبح، وتتعامل مع جروحها بنوع من الثبات عكس سائر النساء .. تغسل الموتى، وتتبوأ المناصب الصعبة في وظيفتها، وتختار من التخصصات المهنية ما يتردد فيه أعتى الرجال.
أما حديثها فيتسم بالحدة والصرامة، وحواراتها خشنة تعطيك إحساس أنك تحاور قائد حربي تربى على الجدية، حتى أطروحاتها ومقترحاتها تتسم بالحزم وربما الشدة والعنف أحيانا لا كما هو معهود عند سائر النساء من تغليب لغة العاطفة على لغة العقل.
والمرأة الرجولية قوية الشخصية مولعة بالقيادة بدرجة كبيرة، فكل تصرفاتها لا تذعن للزوج برأي ولا قرار، فهي التي تقرر وتأخذ زمام المبادرة في كل موقف، وأمام عنفوان تصرفاتها واندفاعها تذوب شخصية الزوج .. إنها -مثلا- تتعامل مع مشاغبة أطفالها بالردع المؤلم لا بالصراخ والتهديد بعقوبة الأب عند عودته كعادة الأمهات، وتتصدر لمشاكل أبنائها بنفسها سواء في المدرسة والنادي وسائر المجالات، وتتقمص دور كبير العائلة المعني بحل مشاكل الأخ والأخت والخال والعم.
إن مشكلة المرأة الرجولية أنها امرأة فقدت أنوثتها لكن في الوقت ذاته هي غير متحسرة على هذا الفقد وبالتالي فهي لا تحاول استعادتها ولا ترميمها، وتلك النوع من الزوجات «ورطة زوجية» بكل ما تعنيه الكلمة، خصوصا إذا ارتبطت بزوج قيادي أو قوي الشخصية فهنا تتصارع الأدوار ولا يجد الزوج في زوجته السكن الذي ينشده ولا الطاعة التي يبتغيها ولا دفء العلاقة الزوجية التي كان يحلم بها في شريكة العمر، وهذا النوع من الصراع غالبا ما ينتهي بالانفصال أو العيش على مضض، وحينها تتنكد حياة الزوج المسكين الذي يحسب ألف حساب لبيت سيهدم وأطفال أبرياء ستدفع الثمن، فيدخل بتضحيته في الاستمرار معها إلى حالة من «السكون الزواجي» وتمر أيامه وما شعر بالسعادة الزوجية التي يتحدث عنها البعض وترويها الأفلام والمسلسلات.
لكن المرأة الرجولية ليست كلها مساوئ بل يظهر دورها الإيجابي عند غياب الزوج بسفر أو فقده بموت أو انفصال .. هنا تبرز المرأة الرجولية كشخصية المرحلة، وبجسارتها في مواجهة المواقف تستطيع أن تقود الأسرة ببراعة منقطعة النظير حيث تتقن مسئولية الأب والأم في نفس الوقت، وتشعر جميع أفراد الأسرة أنه لا يوجد أي نقص أو فجوة من غياب الأب.
إنها حالة فريدة من النساء ونمط غريب من الزوجات في دور مقلوب وأحاسيس معكوسة وصلابة في غير موضعها، وهي في حقيقتها نوع من الأزمات الزوجية الدفينة التي لا يبوح بمرارتها الزوج المسكين وتتأوه نفسه بالحسرات على غياب الدفء العاطفي وإلى الله المشتكى.

د/ خالد سعد النجار



قانون المنتدى يمنع وضع أي وسيله للتواصل
نامل من كاتب الموضوع التقيد بذلك


نائب المدير العام

الدكتور خالد أهلا بك في المنتدى ، ونشكر لك إثرائك ، لو يكون الموضوع مختصرا سيجذب شرائح أكثر من القراء ..
ولو تشارك في المشاكل التي تطرح فهذا يكون ترجمة حقيقة لتلك الحقائق القيمة ..

شاكرين لك ..

__________________
{ اللهم صلي وسلم على محمد وآله وصحبه تسليما كثيرا }

المرأه الرجولية مصيبة

وفيها عناد ممكن يتسبب في انهاء الحياة الزوجية

يعطيك العافية

شكراً لك صحيح ماأشارك في مواضيعك لكن أستفيد منها

طيب دكتور
المرأة الرجولية هل هي رجولته بسبب خلقتها
اقصد ربي وهبها الجسارة
او بسبب طبيعة البيت الذي تربت فيه ؟

وهل يختلف معيار إطلاق لفظ " رجولية " من زوجه لآخرى حسب صفات الزواج وقناعاته؟ اقصد بعض الرجل يعتبر زوجته تتمادى على سلطاته بمجرد الحديث مع رجل آخر أمامه في حدود الادب
وهناك زوج يتمنى ان تكون زوجته ممن تتصف بذلك لانه يرى في عدمه الاتكالية

لماذا سميت هذه الصفات التي بها رجولية؟

__________________

اتابع مواضيعك القيمة ولكن اعترض تماما على موضوعك هذا
يوجد نساء بمثل الصفات التي ذكرتها وهي مثلما ذكرت فطرة فطرها الله فيها لغاية الله أعلم بها ،، لم تتصنعها

هل اصبح مقياس الانوثة والرجولة بوضع مساحيق التجميل ؟ اذا من تريد ان تظهر جمالها الطبيعي ببضع اللمسات البسيطة للمحافظة على نظارة بشرتها تكون رجل!!

وان كان رجالا يحب كسر الروتين وتغيير اماكن المنزل فهو "رجل انثوي"؟

وتلك المراة النظيفة التي تهتم برتيب منزلها اصبحت عاملة نظافة!

لا بد للمرأة ان تولول عند كل مصيبة وتجزع ،، ان تنوح ،، وان تصرخ فزعة من الدم ،، ان تصرخ كطفل صغير عندما تجرح ،،

ومغسلة الموتى امراة رجولية مسكين زوجها متورط بها ،، هل ما تقوم به حرام او عيب ؟ اذا كل امراة رجولية تقمصت شخصية امراة ذو عاطفة جياشة من سيغسل الحريم ،، انت هنا "تقدح " في كل مغسلات الموتى الاتي يقمن بعمل عظيم ويحفظن عورات المسلمات عند قيامهن بهذه المهمة ولو تخلى كل النساء عن هذه المهمة من سيغسل النساء؟

لابد للام ان تمضي يومها بالصراخ والتهديد فقط بالاب وكان الاب "جلاد" ؟ هل ستكون سعيدا عندنا يكبر ابناءك يحملون في طيات انفسهم الخوف منك بسبب تهديدات امهم بك؟

نعم ولا ننسى كل من يعنل في السلك الطبي حيث الدم والجروح والاموات ،، كلكن رجوليات متورطون ازواكن بك ،، اعتزلن وابحثن عن انوثتكم الضايعة
وننكر فضلهم في الحفظ على عورات النساء في الكشف العمليات ،، نعم ليولد الرجال النساء لان من لا تهاب الدم لست انثى

ملخص كلامك
حتى تكوني انثى لا تربي اطفال ولا تعاقبيهم هذه مهمة الرجل فقط اصرخي وهددي بالغول الاب
لا تحلي مشاكل ابناءك ،، كوني --- لا تعرفين كيف تتصرفين
اياك ثم اياك ان تحلي مشكله لاحد حتى لا تكوني امراة رجولية ،، لا تكوني طبيبة ولا مغسلة موتى !!

ليكن بعلمك جداتنا كن مثلما تقول يذبحن الشياه ويرين الدم يمرضن الجرحى حيث لا مستشفيات ويدفن ابناهم ؟ هل كن ايضا حريم رجوليات؟
-------

كم هناك من زوجات مندفعات عاطفيا اي كلمه تهز ثقتها بزوجها وتهدم حياتها بعنادها

انت هنا ذكرت صفات المراة الحكيمة والمراة الحكيمة لا علاقة لها بعدم طاعة زوجها او توفير الدفء او منافسته عالقوامة
بل على العكس
تلك المراة الرزينة العقلانيه توازن بين الامور اذا مرت بمشكلة مع زوجها ،، تفكر في افضل الخيارات وتبحث وتقرا ،، امراة قوية قادره على الصبر و حفظ اخطاء زوجها ،، ليست كتلك العاطفية المندفعة التي اذا علمت بزلة زوجها ذهبت يمينا وشماليا تخبر كل من رات وتسب زوجها
المراة الحكمية لا تطلب الطلاق عند كل منعطف ،، بل تفكر في ابناءها ومصلحتهم
المراة الحكيمة تخفف عن الزوج عبء الحياة تربي ابناءه وتحل مشاكلهم فعندما يعود من عمله يرى بيتنا نظيفا واطفالا مودبين مستقرين في دراستهم
ليس تلك التي لا تحسن التصرف ما ان يدخل زوجها حتى تبدا بسرد مشاكل الاولاد واخطاءهم لانه هو الرجل وهو من يحل المشاكل فقط ويربيهم !!
المراة العاقله يطمن الزوج انه في غيابه هناك من يصرف امورهم ويتخذ افضل القرارات لمصلحتهم

هناك بعض الرجال لا يريدون ان تكون المراة اعقل منهم ولا احكم منهم ،، يريد ان يكن هو الكل بالكل ،، عجيب امركم !! اعطاكم الله القوامة فقط ولكن لم يعطيكم الحكمة فقط للزوج ويسلبها من النساء
نعم هناك من هي اعقل واحكم من زوجها ،،، ولا ارى في ذلك اي ضير فالخياة الزوجية حياة تكامل ما ينقص في زوج يكمله الطرف الاخر لتمشي السفينة بامان في هذع الحياة مع ابناءهم

لدي لديك عدة اسئلة
هل لديك دراسة فعلية تثبت ان المراة الرجولية هي من لا توفر الدفء الاسري ؟

انا امراة رجوليه تورط زوجي بي ! ماذا علي عن افعل لاستعيد انوثتي يا ترى؟

وما هي الاسباب التي تجعل المراة ان تصبح رجولية ؟

متى تكون صلابة الزوجة في موضعها؟

اتفق معاك يا أختي



لانه يوجد كما ذكر امرأة تتصف بهذه الصفات التي وصمها بالرجولية
وهي محط إعجاب وطلب لدى البعض لانه يأمنها على نفسها ثم اولادهم في حال غيابه
الا أنه بالغ حينما جعلها حتى غير مهتمه بزينتها واعتقد جاء بهذا الوصف
كما يوجد امرأة بيرفكت في الطاعة وماتعرف حتى تحط كحل

المستغرب ان المراءه او الفتاه البويه ... تتزوج ، وهنا يكون فعلا أن الزواج نصيب
يعني كنت اراهم لما كنت على مقعد الدراسه ... وآخرها اكتشف او تأتيني اخبار انها تزوجت ...
حقيقه لا اعرف هل هي في مكان الدراسه بهيئة ، وخارجها بيهئه او تعود لطبيعتها ...
اما عن المرأة الرجوليه ...بعضهم يكون عندهم مفهوم خاطىء ، يعني اتذكر مره واحده متزوجه ، كانت على وشك ان تضرب البائع بالبضاعه فقط لانه لم يخفض لها السعر .... وهذا يتنافى مع الأخلاق حقيقه .

يا اختي يبدو ان الكاتب اراد اي يعرض صفات المرأة التي لا تحترم زوجها ولا تسمع كلامه المراة المادية التي لا تقدر العشرة ولا السكن والمودة والدفء الاسري ،، وهي بالضبط صفات جدا سئية في الزوجة والتي اسماها بالمراة الرجولية

فاخذ عدة نماذج امامه وربما نموذج واحد واستعرض تفاصيل شخصياتهن ،، ثم ادعى بان من تحمل مثل هذه الصفات هي امراة رجولية وهي التي تنافس زوجها في القوامة بدون اي اثبات على ذلك
فيه من هذه الصفات صفات للنساء الحكيمات ،، وفيه للنساء الشجعات ،، كثير منها صفات جيدة جدا ووجودها في المراة لا يتنافى مع انوثتها ،، فمثلما ذكرتي هناك من تضع المكياج ولا تطيع زوجها وهناك ولا تعرف شيئا عنه وتحترم زوجها ،،

للاسف مثل هذه الافكار تسمم الازواج
نفترض ان رجلا تحمل زوجته كثير من هذه الصفات والتي ارى انها لا تقدح ابدا في انوثه المراة ،، هو لم يشتكي يوما انها لا تحترمه ،، وعند قرات مثل هذه المواضيع يرى بان صفات كثيرة تطابق زوجته فيحكم عليها انه امراه لا تحترمه ولا تقدر مشاعره ولا عطاياه لها وانها مادية ،،
هنا المشكلة الحقيقة !