
مـيلاد الغـربة "مطار م خ د "
وقفة: لا تعتبروا بأن ما أكتبه شعراً أو نثراً حيث أنه.. لا مكان لدينا لمثل تلك الخواطر والأشعار، إنما موقف مر بي وأحببت أن أعرف رأيكم فيه.. .. .. ولكم شكري.
ذهبت إلى المطار مودعاً إخوة وأقرباء لي فكما تعلمون جاءت العطلة الصيفية والهروب من الحر ووهج الشمس، وبما أنني لست ممن يرغبون في السفر شدني زحام صالات المطار بمختلف الجنسيات في رحلة العودة إلى الديار ومقابلة الأهل.. وتذكرت حينها أنه في مرة من المرات كنت جالساً وبصحبتي واحد من الجنسيات العربية، صديق دراسة وكان منهمكاً في الكتابة لى أحد قصاصات الورق وأخذني الفضول لمعرفة ما يكتب وألححت عليه حتى رضي بإطلاعي بما كتب .. وشدتني بالفعل حروفه وحركت ساكناً في نفسي، وأحسست من جمالها أنها سوف تنطق وتألمت لمثله ولمن تجبرهم ظروف الحياة على الهجرة بحثاً وراء طلب العيش الكريم. وإليكم ما كتب:
(وأنا أخطو على أعتاب سنة أخرى في حضن الغربة، أقف لحظة في منتصف الطريق متأملاً ما مضي من أيام لا أدري كيف مرت ؟؟ ومتطلعاً إلى المجهول الآتي وماذا يحمل الغد لي من مفاجأءات ؟؟
وكم وقفت مع نفسي مراراً وتكراراً أسألها.. هل الغربة محطة أم مصير لي ولأخوتي ولكل عزيز وغالي؟؟ وإلى متى تنتهي هذه الدوامة وتردد الناس وزحامهم في صالات المطار بين مستقبل ومودع.. عشرات من الأسئلة تطرح نفسها والإجابة عنها معلقة ومجتمعة في كملة واحدة هي ((الحياة)) هذه الأنشودة الغريبة النغمات، والتي لم يملَّ جهدي لحظة من التعايش معها بكل ما فيها من معاني وبكل ما تحمل من مضمون.. وأضحك حينما أكتشف بأننا نلهث وراء شيء تافه في معناه تحكمنا قيمته وتحدد بالمقابل مصيرنا).
إخـوتي .. عشاق المنتدى، لنريح المتزوجين وعالمهم ونبحر لحظة بآرائكم في عالم الإنسان، وأسألكم صراحة هل عانى أحد منكم ويلات الفراق.. أكيد بأن داخل كل منكم بركان من الاحاسيس والمشاعر ينتظر مثل هذه اللحظة ليطلقه.. وكلي عينان وآذان صاغية لقراءة انفعالاتكم.