سريتوا خاطري
الله يسر خاطركم ونفوسكم بكل خير
أعتذر على طول الغيبة
أولاً أنا سعيد جداً بمشاركات الأخوات وأعتب على الإخوة عدم الحضور والمشاركة
سعدت كثيراً بالردود والتي تدل على الوعي والنجابة المتشربة بطيبة القلب
ومع أن الوضع في المجتمع العربي يختلف عن ذلك نسبياً حيث أن نظرة الناس تجاه المعاق نظرة سلبية
فقلة اختلاط المعاق بالمجتمع وانشغال الناس بكل ما هو جميل وجديد وممتع جعل نفسيتهم تنفر من مجرد ذكر اسم معاق أو مريض بغض النظر عن من هو هذا المعاق وما هي مكانته في المجتمع وما هي حالته وشكله وأخلاقه وقيمته فمن اللحظة الأولى يأتي على ذهن الناس تصور مظلم عن المعاق ثم يتدرج تصور البعض إلى الأفضل والأغلبية يبقى على تصوره القاصر عن المعاق وهذا بسبب نمط الحياة في المجتمعات العربية في هذا العصر عصر الملهيات والمغريات والقنوات الفضائية وغيرها وعصر تشتت المجتمع وعدم التكاتف والتعاون على الخير وعصر الأنانية وحط على هذه الكلمة خطين الأنانية وحب ألذات وقليل من يسلم من هذه الآفة.
فالشاب لا يريد إلا زوجة جميلة فقط والفتاة المتزوجة تريده زوجاً خاص بها دون غيرها ولا تريد أن يشاركها فيه أحداً وبقية الفتيات الذين لم يتزوجوا لا أحد يفكر فيهم وما أكثرهم في هذا الزمن وما أحوجهم إلى الزواج الصالح في عصر الفتن . والله إني رأيت إحدى الفتيات يسيل دمعها على خدها لأنها لم تستطع الزواج وسمعت عن أخرى أنها لا تريد أن تدخل معرض الملبوسات النسائية لكي لا ترى قمصان النوم النسائية فتحزن على حالها وشبابها ولكن نصبر أنفسنا ونجفف الدمع من أعيننا حزناً عليهم وحزناً على كل مريض وضعيف ومعاق وصاحب حاجة لا يستطيع الوصول إلي حاجته .
من هو المعاق
هو إنسان مثلنا تماماً له قلب وأحاسيس ومشاعر ويحب ويرغب ويتمنى
ولكنه تعرض إما لمرض أو حادث سير أقعده عن السير أو النظر أو أي إعاقة أخرى, بقضاء الله وقدره
وهذه الإعاقة قد تصيبنا جميعاً مثله في أي لحظة من لحظات عمرنا لا قدر الله.
عندها نحس بهذا المعاق ونعرف مشاعره ونشعر بمن حولنا من أصحاب الحاجات ونعرف كيف نعامل هذا المعاق.
فالمعاق ليس له معاملة خاصة بل هذه المعاملة الخاصة تحرجه وتألمه وتشعره أنه مختلف عن الناس وللأسف الناس تظن أن معاملته بهذه الطريقة تسعده وتفرحه خاصة إذا كان يضحك لهم مجاملة بل إن هذه الطريقة تحطم نفسيته وتجرحه في كبريائه وتضيق عليه حياته حتى أن هذه المعاملة تؤذيه أكثر من الإعاقة نفسها لذلك تجد أن بعض المعاقين يتحرجون من الاختلاط بالناس ويبتعدون عن تجمع الناس لكي لا يتعرضوا لهذه المواقف التي تؤثر على نفسيتهم تأثير كبير ويفضلوا الوحدة في أوقات كثيرة ومع أن الوحدة قاسية إلا أنها أهون من ألم النفس فالمعاق مرهف الإحساس ورقيق القلب وطيب القلب وحساس المشاعر جداً لذلك تجده مسالم ومحبوب فقد أكرمه الله بالإعاقة لأن الله أحبه , فإن صبر واحتسب , سوف يكرمه الله بنعم كبيرة لا يستطيع أحد من الناس العاديين أن يصل إليها وهذه النعم هي
نعمة الصبر والرضا وقوة الإيمان والأخلاق العالية وطيبة القلب والمشاعر والأحاسيس الرائعة ومحبة الناس ومحبة الناس له وحب الخير للناس وطهارة القلب والتواضع وأجمعها كلها في هذه الجملة ( قلب سليم )
لذلك نجد أن من يخالط هذا المعاق ويجالسه يأنس معه ويسعد معه ويحب أخلاقه وطبائعه ويحب مجالسته.
أعتذر على طول الحديث
سوف أرد على الأخوات الفاضلات في المرات القادمة إن شاء الله .
شكراً لكم من الأعماق وشكراً لطيبة قلوبكم
السلام