الحياة الزوجية الناجحة فن يحتاج إلى تدريب - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

التوجيهات الزوجية (أرشيف) المواضيع الخاصة بالثقافة الجنسية بين الزوجين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-2003, 04:28 PM
  #1
أبو بشائر
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 135
أبو بشائر غير متصل  
tongue3 الحياة الزوجية الناجحة فن يحتاج إلى تدريب

حوار: مرتضى عبدالله

سؤال1: الأستاذ / محمد رشيد العويد بصفتكم من المتخصصين في العلاقات الأسرية؛ كيف ترون ملامح التغير الذي شهدته الأسرة المسلمة خلال السنين الأخيرة، وهل يقلقكم هذا التغيّر كما يقلق آخرين؟
جواب1: التغيّر السلبي الذي شهدته الأسرة المسلمة في العقدين الأخيرين محزن ومقلق لي دون شك كما يقلق كثيرين. وإذا لم يحمل المسؤولون هم هذا التغيّر، ويعملوا على إصلاحه، فإن النتائج الخطيرة ستزداد عدداً وخطراً.
ولقد استبشرت خيراً حين بادر المسؤولون في دولة قطر إلى إقامة مجلس أعلى للأسرة، يهتم بشؤونها ويعمل على إصلاحها، ويبذل من أجل استقرارها وعافيتها. وتبعتها البحرين التي أنشأت أيضاً مجلساً أعلى للأسرة.
هذه المجالس العليا للأسرة ينبغي أن تقام في كل بلد، ويهتم بها المسؤولون على أعلى مستوى، وتوفر لها الإمكانات المادية وغير المادية، وإلا فإن الخسارة جسيمة وعظيمة، خسارة اجتماعية واقتصادية وتربوية.
وأرى أن يكون من مهام هذه المجالس العليا للأسرة ما يلي:
- إضافة مقرر دراسي إلى مقررات المرحلة الثانوية يكون فيه ما نعد به الشباب والبنات للزواج، ومقرر آخر في جميع الكليات الجامعية التي ترعى النشء، فتقيم لهم النشاطات وتنظم لهم البرامج، وتصطحبهم في الرحلات، وتقوم خلال ذلك كله بتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم.
- مراقبة ما يعد للعرض في القنوات التلفزيونية من مسلسلات وأفلام بحيث يراعى ويصحح ما يعرض من تصوير خاطئ للتعامل بين الزوجين على أنه هو الصواب.
- إعداد برامج إذاعية تلفزيونية تشرح للمتزوجين التعامل الأمثل بينهم، وتصحيح الأخطاء الشائعة في تعامل الأزواج.
- تنظيم دورات ينتظم في حضورها جميع المقبلين على الزواج.
سؤال2:يلاحظ التربويون تزايد عدد وفاعلية المؤسسات المنافسة للوالدين في التأثير على أبنائهما إلى درجة نخشى معها تآكل الدور التربوي لهما، كيف يمكن في ظل هذه المعطيات- أن نحافظ على دورنا في تربية أبنائنا كما نريد لا كما يريد الآخـرون؟
جواب2:أحب أولاً أن أشير إلى أنه ليس جميع المؤسسات التربوية مناسبة للوالدين، إذ إن هناك مؤسسات مكملة لدورهما، وجابرة لتقصيرهما، وخاصة تلك اللجان والجمعيات الإسلامية التي ترعى النشء، وتنظم لهم البرامج، وتصطحبهم في الرحلات، وتقوم خلال ذلك كله بتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم.
أما الإجابة عن سؤالك: كيف نحافظ على دورنا في تربية أبنائنا كما نريد لا كما يريد الآخرون، فبإدراكنا، نحن الآباء والأمهات، أن تربيتنا أبناءنا مقدمة على أي عمل آخر، وهي عملية جليلة ينبغي ألا نضن عليها بالوقت والاهتمام اللذين نبذلهما رخيصين في أعمال كثيرة لا تستحقها.
وهؤلاء الآباء والأمهات يحتاجون ما أشرنا إلى حاجة الأزواج إليه في الإجابة عن السؤال السابق من برامج إعلامية ودورات تدريبية.
سؤال4 :العلاقات الزوجية الناجحة هل هي فطرة أم فن يكتسب؟ وهل تعتقد أننا نعد أبناءنا وبناتنا ليكونوا أزواجاً ناجحين؟ وكيف ننجح في ذلك؟
جواب4:قد يكون للفطرة دور في إنجاح العلاقات الزوجية.. ولكن بنسبة لا تزيد عن عشرين أو ثلاثين في المائة، وكثيراً ما لا تتجاوز نسبة دورها العشرة في المائة. بينما أرى أن كونها فناً مكتسباً لا يقل دوره عن سبعين في المائة، وقد يتجاوز التسعين في المائة في أحايين كثيرة.
وأصل إلى الجزء الثاني من سؤالك فيما إذا كنا نعد أبناءنا وبناتنا ليكونوا أزواجاً ناجحين لأقول: للأسف الشديد فإن قليلاً جداً من الآباء والأمهات يعدون أبناءهم لذلك، بل حتى هؤلاء الذين يعدون أبناءهم للزواج لا يتجاوز إعدادهم لهم إرشادات عاجلة وتوجيهات عابرة، بينما الزواج حياة مشتركة تحتاج أن يفهم كل من الزوجين نفسية الآخر فهماً مفصلاً دقيقاً، وكيف يتعامل إزاء كل تصرف يصدر عن صاحبه وكل كلمة ينطلق بها لسانه .
أما كيف ننجح في ذلك فبشرح كل ما ينبغي بيانه للأبناء والبنات عن طبيعة الحياة الزوجية ، وما تحتاجه إلى صبر طويل وكبير، وأنها مسؤوليات وواجبات قبل أن تكون لذائذ وبهجات، ومتعاً ومسرّات ، وأن الأجور الأخروية المترتبة عليها عظيمة وجزيلة.
ويحسن بالأب ألا يدع موقفاً في حياته إلا ويجعل منه إضاءة لابنه، فحين يُسمِعُ أُمَّه كلمة طيبة ، يقول لأبنه : المرأة يا ولدي تحتاج ثناء زوجها عليها وتقديره لها.. فلا تبخل بعد أن تتزوج بالكلمات الطيبة تسمعها زوجتك.. وكذلك الأم لا تفوت موقفاً دون أن تجعل منه مناسبة لتوجيه ابنتها، فمثلا إذا ما حرصت على التعجيل في إعداد طعام الغداء قبل وصول زوجها تلتفت إلى ابنتها قائلة: الرجال يا ابنتي يحبون أن يجدوا طعامهم جاهزاً فور عودتهم إلى البيت.. ويحبون أن يجدوا زوجاتهم في استقبالهم وغير مشغولات عنهم بأي عمل.. وهكذا.
سؤال5:القلق والتوتر من سمات العصر وأدوائه في آن.. فهل من وصفة لكل زوجين لتجنب هذا الداء؟
جواب5:أول كبسولة أو حبة دواء في هذه الوصفة هي التوكل على الله سبحانه حق توكله، قال سبحانه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ، ذلك أن توكل الزوجين عليه سبحانه يثمر ثمرات كثيرة منها الرضا والتسليم والزهد وهي جميعها من كبسولات هذه الوصفة.
حبة الدواء الثانية في هذه الوصفة هي الرضا والتسليم ، والتسليم كما يعرفه ابن تيمية – رحمه الله – نوعان ؛ الأول: الرضا بفعل ما أُمر به وترك ما نُهي عنه ، والثاني : الرضا بالمصائب كالفقر والمرض . أي أنه يرضى بما أصابه من المصائب ، لا بما فعله من المعايب ، فهو من الذنوب يستغفر ، وعلى المصائب يصبر . قال تعالى :"فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك" فجمع بين طاعة الأمر والصبر على المصائب .
ومن ثم فإن الزوجين الراضيين ناجيان مما يصيب الناس من توتر وقلق بسبب الجري المحموم وراء الدنيا ، والحزن الممرض بسبب فوات بعض ما فيها . يُروى عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه كتب لأبي موسى الأشعري "أما بعد ، فإن الخير كله في الرضا ؛ فإن استطعت أن ترضى ، وإلا فاصبر".
سؤال6: تزداد حاجة الشباب إلى الزواج في عصر الإنترنت والفضائيات لإحصانهم في مواجهة موجة العُرىِ التي تجتاح العالم ، فيما تزداد العراقيل أمام سعي هؤلاء الشباب للزواج حتى غدا حلماً.. هل من حل لهذه المعضلة؟ كيف يواجه الشباب هذه الفتن؟
جواب6:لا حل عملياً إلا بالزواج وتيسير سبله أمام الشباب، وتيسير السبل مسؤولية ينبغي أن يؤديها اثنان: الآباء، والمسؤولون في كل بلد. فالآباء مدعوون إلى إلغاء اشتراطاتهم الكثيرة والمتشددة أمام الشباب الذين يخطبون بناتهم ، والمسؤولون في الدولة مدعوون إلى توفير السكن وقروض الزواج للشباب عوناً لهم على التعجيل في الزواج . وهذا ما قام به مسئولون في عدد من بلدان المسلمين - جزاهم الله خيراً - حين وفروا المساكن ومنحوا قروضاً للمتزوجين، بل منحاً في بعض الأقطار.
ومن جانب آخر فإن على الشباب ألا يحرصوا على إقامة حفلات الزواج التي ينفقون عليها كثيراً، حتى ولو كانوا قادرين مالياً، من أجل أن نوقف هذا التسابق والتنافس غير المحمودين في هذه الحفلات . وما أجمل أن يتصدق القادرون مالياً بتكاليف الحفلات على شباب غير قادرين على الزواج .
أما مواجهة الشباب لهذه الفتن – إذا لم يستطيعوا الزواج- فأراها في استغلال الوقت فيما يفيد وينفع من عمل أو مطالعة أو غيرهما، وسيتحسرون كثيراً بعد الزواج على هذه الأوقات التي ستصبح قليلة.
سؤال7:الأباء والأمهات مازالوا أسرى نصائح الأقارب في تربية أبنائهم هل من سبيل لإعداد هؤلاء الآباء والأمهات وتدريبهم على هذا الدور المهم؟
جواب7:السبيل إلى ذلك يتحقق عبر طريقين فيما أرى:
1-دورات تدريبية للآباء والأمهات تنظم لهم في أوقات مناسبة وفترات قصيرة.
2-برامج تلفزيونية يومية ذات مادة علمية يفهمها كل أب وأم مهما كانت درجة تعليمهم ، تشرح لهم كيف يوجهون أبناءهم وبناتهم ويربونهم ويعلمونهم. وتفسح هذه البرامج المجال رحباً أمام أسئلة المشاهدين المختلفة واستشارتهم في أساليب التربية العلمية.
سؤال8:اختطفت وسائل الإعلام عقول بعض من فتياتنا - ونسائنا أيضاً - وصبت فيها من المفاهيم والتصورات ما يثير الشكوك في قدرة هذا الجيل من الفتيات على تربية جيل من الأبناء يواجه تحديات الأمة . فكيف السبيل إلى تحرير هؤلاء النسوة من أسر هذه المفاهيم والتصورات؟
جواب8:السبيل بوسائل الإعلام نفسها، ووسائل الإعلام التي اختطفت عقول بعض من فتياتنا ونسائنا هي سبيلنا إلى تحريرهن من أسر تلك المفاهيم والتصورات، لأنها تدخل كل بيت ، ويتابع ما يبث فيها من برامج ومسلسلات وأفلام ملايين النساء والفتيات.
وهذا أمر ليس سهلاً دون شك ، ويحتاج إلى إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات تقدم تصورات إسلامية تصحح تلك التصورات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، ويحتاج إلى تأمين بثها عبر القنوات الفضائية التي تدخل أكثر البيوت.
ولا أنكر دور الصحافة المقروءة ، وما تقوم به المجلات النسائية من تسطيح اهتمامات المرأة ، وتهميش رسالتها، ونحمد الله أن صدرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المجلات التي صارت تقوم بعملية التصحيح المطلوبة، مثل مجلة "الأسرة" و"الشقائق" و"مؤمنة" التي تصدر مع مجلة "النور" و"الفرحة" و"حياة" و"تحت العشرين" و"الفتيات" وغيرها.

الإسلام اليوم
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 AM.


images