انتهاك حق السكون وتبلد المشاعر لدى الطفل - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-2004, 02:13 PM
  #1
فهود
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 38
فهود غير متصل  
انتهاك حق السكون وتبلد المشاعر لدى الطفل

يفتقر المواطن العربي إلى نوع هام من الوعي الفني, والحس المرهف, وتتباين مشاعره وسلوكياته بين غلط الحس, وتبلد المشاعر, والصمم, والعمى اللوني, وجمود الإحساس بالجمال, والابتعاد عن الطبيعة, والقسوة على الحيوانات والنباتات والطيور, وانتهاك حق السكون, وذلك بالإزعاج والضجيج, ما جعلني اطرح هذا الموضوع عندما استوقفني أخي الدكتور جلال بخش أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة أم القرى ذاكراً لي إننا نحتاج أن نأخذ من وقتنا لحظات نعبر عن ما بداخلنا بكلمات أو برسم للنشط داخلنا ما يسمى بالحس المرهف, إن هذه الأمور تشكل إطاراً وجدانياً أساسياً, إذا تحقق تصويبه فسوف نحظى بسلوك فاضل لمواطنين واعين وداركين للتصرفات والممارسات الجارحة للبيئة والمذلة لها لأنك سوف تقراء ما تكتب وتفكر فيما تكتب0 والأسباب الكامنة وراء ضعف مستوى الذوق العام الآن هو الانصراف تماماً عن إحاطة الطفل بجو صحي, لا في المدينة, حيث الإغراق الإعلامي التلفزيوني الخطير بالقنوات الفضائية, ولا القرية حيث اختفت روح الحياة الشعبية التي تقوم على أكتاف أبناء القرية أنفسهم وتقوم فيها الأجيال المتعاقبة بالاستماع وتناقل التراث والقيم, وتمثل التربية البيئية أحد الحقوق الأساسية للطفل للتمتع بمنجزات الإنسانية, القادرة على الارتقاء بوجدانية وإشباع حاجات الطفل النفسية والجسمانية,فالتزايد السكاني الهائل, ونقص وقلة الموارد الموجهة للفنون, وانصراف المدرسة عن مسئوليتها في التربية الفنية, أدى إلى ما يشبه الإلغاء التام حتى في المرحلة الابتدائية التي هي مرحلة التكوين وبناء الشخصية, حيث يتعطش الطفل لما يروي خياله وينعش فكره ويفتق طاقاته0فوسائل الإعلام تأثيرها العميق والمبكر والمتأخر على حد سواء,فيما يتلقاه الطفل مثلا عبر الإعلانات البغيضة التي تنشر من خلال الغناء والموسيقى فهي أعمال تحمل معاني منافية للسلوك الاجتماعي القويم, ابسطها الإلحاح على نشر معنى كسب الأموال, فيغرس لدى الطفل منذ بدايات حياته إن الحياة تقوم على البخت والحظ والمصادفة, وهذا هو التواكل بمعناه الواسع, وليس على العمل والاجتهاد والجدية, إن هذا الاستهلاك دون وعي يرسخ في أذهان أطفالنا عكس ما نطالبهم به للحفاظ على البيئة ومواردها وترشيد مصادرها وموروثاتها0فكيف بالله يكون مستقبل هذا المجتمع إلي يربي أطفاله على هذه المعاني, ويغذي عندهم اتجاه القدرية والتكاسل والتواكل والمعاني السلبية لترسخ في وعيهم القيم التربوية المغلوطة منذ نعومة أظافرهم, وهذا فيه اعتداء على حرمة البيئة الناطقة وتدميرها من الكائن الوحيد الناطق بها, فويل للبيئة الطبيعية من البيئة الناطقة(الإنسان) إذا ما كانت هذه تربيته وتلك أهدافه وأطماعه وممارساته غير المرشدة0
وقفة
أيتها البيئة: الطفل لا يعرف مستقبلاً ولا ماضياً, وما هو إلا حاضره, فإن عييت بأمره فأوجده ما يلو به, فهذه هي سعادة الطفولة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جريدة البلاد الجمعة 8/5/1425هـ
الكاتب د0فهد تركستاني
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM.


images