بعدما انتهى مؤلف المجلد القصصى الأشهر " ألف ليلة .. وليلة", من وضع نقطة النهاية وراء آخر خيط أسود في الليلة الأولى بعد الألف, لم يجد ثوباً شائقاً يلبسه لقصصه, ليضفى عليها اللمسة الاحترافية, سوى أن يضع هذه القصص على لسان امرأة, كان من " سوء طالعها" أن تكون إحدى جوارى ملك مريض بداء قتل جواريه بعد أن يقضى مع كل منهن ليلته, وكان من " حسن داخلها" أن تكون من الذكاء والفطنة, بحيث تتمكن من أن تؤنس نفسه الملولة, بتلك القصص المثيرة, والممتدة, ما أمكن ـــ لتؤجل عمل السياف ليلة بعد ليلة, بحيلة التوقف عنده, في الليلة التالية.. وكل ليلة.
فلما كان نهار اليوم الثاني بعد الألف , اجتمعت النسوة في مكان ما من مدينة الألف ... ليلة, ليتدارسن ذلك العمل البطولى الفذ الذي قامت به واحدة من بنات جنسهن, والذي استطاعت معه أن تروض مليكها وأن تكتشف مستعمرة الأطفال داخله وتخاطبهم بحكاياتها, وبعد انتهاء المداولات والمداخلات ــ التي كان يتخللها بين الحين والحين بعض الزغاريدــ خرجن من هذا الإجتماع بورقة عمل تاريخية, شملت عدداً من التوصيات, قررن توزيعها على أرحام الأمهات ــ في كل زمان ومكان ــ لتسليم نسخة منها لكل جنين "أنثى" قبل أن ترى النور , على أن تحفظها وتمارس تنفيذ ما جاء فيها عندما تلتقي برجلها الموعود!!
وقد تمكن كاتب هذه السطور, من الحصول لكم ــ إخواني الرجال ــ على نسخة من روقة العمل هذه "وأرجو ألا يسألني أحد كيف؟
وسألخص لكم ما جاء في هذه الورقة من توصيات لكي نتمكن نحن الرجال من الإجتماع على قلب رجل واحد ــ لاقدر الله ــ ونعد ورقة عمل مضادة ربما تعيننا على معايشتهن:
اجعلي عينيك دائماً على الطفل الساكن بداخله, واستقطبيه بكل الطرق التي يستقطب بها الأطفال بدءاً من "الحدوتة" .. وانتهاء بقطعة الشيكولاته " أو أي شئ له علاقة بمعدته"!.
حاذري من أن تكوني كتاباً مفتوحاً أمامه يستطيع أن يتوقع محتوى الصفحات التالية منه, فإن تمكن بعبقريته من معرفة الخطوة التالية , فسارعي إلى تغيير الأحداث لتخالف توقعاته, وتحفظ لك ولحياتك معه عنصر التشويق!!
عندما تختلفين معه في موضوع ما ويكون متمكناً ومقتنعاً به, انقلي النقاش إلى ملعب آخر تجيدين المحاورة فيه, وذلك باختيار أضعف النقاط في موضوعه واعتبارها نقطة الخلاف الحقيقية!!
لا تهتزي عندما يهدد ويتوعد, واحتفظي بهدوئك لتعرفي موطئ قدمك التالية, فهدوؤك سيجعله يعتقد أن تهديده غير ذي جدوى لديك, فيتراجع عنه ويبحث عن أسلوب آخر للضغط!!
لاتعيريه بماضيه المتواضع ــ الوظيفي أو العائلي ـــ ودعي لبلاهته شرف الاعتراف, وسيفعلها بمحض إرادته, وساعتها عليك بالإشادة بعصاميته المتفردة, التي لا يذكرها أحد.. لعدم وجودها أصلاً!! وتذكرى أن المتغابي هو سيد قومه.. وليس الذكى !!
غيرتك من امرأة أخرى أمامه تفتح عينيه على ما خفي من أمرها, فعليك بالتجاهل ــ بوعى ــ ثم تقليد مواطن حسنها فيما بعد, فإذا فطن لذلك, فإياك والإعتراف, وأنكري أنك لاحظت شيئأ فيها مما يقوله , ومن دون أن تختمي بالعبارة العبيطة " هي من دى.. اللى أنا ها أغير منها؟..!.
اختارى الموعد المناسب لمطالبك , ولا تضيعي هباء ما وهبك الله من قدرات الأنثى, وتذكرى أن معظم رفض الأزواج لمطالب زوجاتهم لا يكون للموضوع, بقدر ما يكون للتوقيت الذي تناقش فيه هذه المطالب.
استشيريه في الأمور التي قررت فيها سلفاً امرك, ولا تنسى ادعاء الجهل والبحث عن المشورة عند أهلها ــ وهو خير أهلها بالطبع !!!
وسينتهي رأيه بالتأكيد إلى ما استقر عليه رأيك دون جهد منك, وهذا الأسلوب هو أحد أسلحة "الكيد" السلمي للنساء....
إخواني الرجال:
بعد أن أدركتم " التاريخ العريق" الذي يقف وراء ما نحن فيه من معاناة, لا أملك إلا أن أنصح بأن يتطوع أحدنا لكتابة مجلد قصصى بديل بعنوان "الف نهار.. ونهار", نفرغ فيه أحقادنا عليهن , وضعفنا حيالهن, ونتعلم منه كيف نروضهن ــ إن كان إلى ذلك سبيل!
كما أنصح بتفتيش كل مولودة أنثى, لتجريدها من ورقة العمل هذه قبل أن تكبر وتتعلم اللغة التي تقرأ بها هذه التوصيات, علنا نئد الخطر في مهده أو في مهدها!!
وإلى ذلك الحين.. وكل حين.. ندعو الله أن يحفظنا من زوجاتنا, أما أعداؤنا فنحن كفيلون بهم!!!
ولكم مني اطيب الامنيات0
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة وجه الخير ; 08-09-2004 الساعة 09:45 PM