بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت بدايتي معكم في موضوع يتحدث عن الزوجة وما الذي يحصل عليه الزوج حين يقترن بها، ثم بعد ذلك طرحت عليكم في مشاركات أخرى مختلفة تتحدث عن بعض الحالات الاجتماعية.
والحقيقة ومن خلال تجارب سابقة، فإنني لاحظت أن الكثيرينيسألون عن الأطفال وكيفية التعامل معهم، لأن عالم الطفولة عالم عجيب غريب نحتاج جهد لخوض هذا العالم ومن هنا جاء فكرة هذا الموضوع الذي سأطرحه عليكم في عدة أجزاء حتى لا يكون مملاً وطويلاً.
ولنبدأ الآن على بركة الله:
كيف نفهمالطفل؟
وكيف نتعامل معه؟
ماهو الصح وما هو الخطأ في تعاملاتنا معالأطفال؟
تردنا هذه الأسئلة كثيراً، ولكي نجيب عليها بأفضل الإجابات، علينا أولاً أن نفهم الأطفال، نفكر بعقولهم لا بعقولنا نحن، نعرف ماذا يريدون ونحاول توضيح الفكرة والهدف لديهم بدل أن نطلب منهم أن يفعلوا ما نريدهم نحن أن يفعلوه وكأننا بذلك نلغي ملكة التفكير واتخاذ القرار لديهم.
ولكي نفهمهم علينا أن نفكر مثلهم، ولكي نفكر مثلهم، علينا أن ندخل لعقولهم.
تعالوا معي أحبتي فيهذه الرحلة الشيقة والممتعة والتي سنبحر بها في : عقل طفل
إن عقل الطفل أحبتي في الله شيٌ مذهل للغاية، فمنذ اللحظة التي يخرج فيها المولد لهذه الدنيا فإن هذا العقل ينمو ويتغير ويتطور ويتواكب مع ما يمر به الطفل ويحتاجه.
وفي السنوات الـ 12 الأولى من حياته سترى / ترين طفلك / طفلتك يطوّر أفكار متراكبة ومتنامية وقدرات عالية في التحليل والمنطقية والفلسلفةأحيانا.
من الميلاد إلى سنتين:
طفلك يتعلم منذ اللحظة التي أتى فيهاإلى العالم، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال حديثي الولادة لديهم القدرة على تمييزقصص قُُرأت عليهم وهم لا يزالون في أرحام أمهاتهم.
أيضاً وبالرغم من أن الأطفال حديثي الولادة يبدو عليهم أنهم لا يجيدون غير الأكل والنوم، إلا أنهم أذكياء بطريقة مذهلة يصعب علينا نحن الكبار تفهمها وتصديقها.
الأطفال متألقين "مضيئين":
الأطفال أكثر ذكاء مما نلاحظه أو نعتقده، قد لا تكون قدراتهم اكتلمت تماماً عند الولادة لكن انظر / انظري إلى ما بوسعهم عمله منذ تلك اللحظة:
الرؤية:
يستطيع الطفل حديث الولادة أن يرى بوضوح الأشياء التي تبعد عنه ما بين 10 - 12 بوصة، أي ما يقارب تماماً المسافة بين وجهه ووجهأمه حين تقوم أمه برضاعته.
والملاحظ أن الرضّع يهتمون بالوجه البشري أكثر منأي منظر آخر تقع عليه أعينهم.
إذن وهذه للأم خاصةً استيفدي من هذا الأمر وأقض وقتاًأطول محدقةً في عيني طفلك/طفلتك.
وتأكدي من أنه سيحب ذلك كثيراً وسيستمتع به إضافةًإلى أنك ستستمتعين أنت بذلك أكثر وستمنحين طفلك الصغير وقتاً كافياً ليقرأك جيداً ومن ثم يبث لك ما بداخله من خلال نظراته لك.
السمع:
هناك أدلة وبراهين تثبتأن الأطفال يستطيعون السمع قبل الولادة بأشهر أيضاً وبعد أيام قليلة من الولادةفإنهم سيميزون أصوات أمهاتهم من بين كل الأصوات الأخرى التي يسمعونها.
وفي بعض الحالات كشفت الدراسات أن الأمهات اللائي يتحدثن مع أطفالهن وهم لا يزالون في أرحامهن لاحظن أن هؤلاء الأطفال يميزون صوت الأم ويستجيبون له حتّى قبل الولادة.
الأطفال يفضلّون أصوات البشر من حولهم"أي أن نكلمهم" أكثر من أي صوت آخر نحدثه، وسوف يبتهجون أكثر وبشكل خاص عندما نستخدم معهم لغة الأطفال (أي نتكلم وكأننا أطفال).
وهذاما يفسر حب استخدام النساء كبيرات السن لهذه اللغة مع الأطفال (الجدّات).
فسماع الطفل لنغمات طفولية واضحة وبطيئة بعض الشيء سيساعده كثيراً في تعلم النطقسريعا.
الذاكرة:
للأطفال ذاكرة عجيبة وغريبة في نفس الوقت، فيمكنهم تذكر أشياء تعلموها قبل أسابيع ولم يمارسوها إلا مرة فقط، فقد تم اختباربعض الأطفال في عملية تحريك العربة، أي عندما نضعهم في العربة المتحركة فإنهم يحركون أقدامهم بطريقة تجعل العربة تتحرك، وبعد أسابيع عدّة من إبعادهم عنها فإن أول ما فعلوه بعد وضعهم فيها هو تحريك أقدامهم كما تم تعليمهم من قبل.
أيضاً قدرة الطفل على الشم، التذوق واللمس تكون مكتلمة عند الولادة وما يفعله بعد ذلك هوتطوير هذه القدرات وتوسيع مجالها.
وحقيقة علمية جديدة هي أن الطفل يولد ومعه طعمين فقط يدركهما ويعرفهما جيداً وهما: المر والحار، أما البقية فهي كلها يكتسبها الطفل على مراحل حياته.
وصلنا هنا إلى نهاية الجزء الأول نكمل معكم في الجزء التالي لمتابعة عمر من سنتين إلى سبع سنوات.
تحية طيبة ودمتم بخير