يعتبر الرهاب الاحتماعي ( الخوف الاجتماعي المرضي أو القلق الاجتماعي المرضي ) اضطراباً نفسياً واسع الانتشار (1، 8) . وتصل نسبة انتشاره إلى 7-14 بالمئة في المجتمعات الغربية وغيرها (1، 8 ، 13) . وهو اضطراب مزمن (5) ومعطل (1، 13) ولكنه قابل للعلاج (4) . وهو يظهر عند الإناث والذكور بنسبة 2 إلى 1 (13 ) ويظهر عادة في سن الطفولة أو المراهقة (13) وهو يترافق مع اضطرابات القلق الأخرى ومع الاكتئاب ( 13) كما يمكن ان ينشأ سوء استعمال للكحول والمواد الإدمانية في بعض الأشخاص الذين يحاولون معالجة اعراض خوفهم بالكحول او المواد الإدمانية (15) . ويتضمن اضطراب الرهاب الاجتماعي قلقاً شديداً وارتباكاً في المواقف الاجتماعية . ويعاني المصابون به خوفاً شديداً مزمناً من ان ينظر الآخرون إليهم وأن يطلقوا عليهم أحكاماً وتقييمات سلبية . وأيضاً يخافون من ان تسبب اعمالهم وتصرفاتهم إحراجاً لهم أو خزياً . ويمكن لهذا الخوف أن يكون شديداً لدرجة أنه يتدخل في الأداء المهني أو الدراسي أو النشاطات الاعتيادية الأخرى للمصاب به. وعلى الرغم من أن كثيراً من المصابين بالرهاب الاجتماعي يشعرون بأن خوفهم المرافق لاجتماعهم بالآخرين هو خوف مبالغ فيه وغير منطقي ، فهم لايستطيعون التغلب على هذا الخوف ، وغالباً ما يقلقون لأيام أو أسابيع قبل حدوث الموقف المخيف . ويمكن للرهاب الاجتماعي أن يكون محدوداً بنوع واحد من المواقف مثل الخوف الشديد من الحديث أمام الآخرين أو تناول الطعام أو الشراب أو الكتابة امام الآخرين . وفي الحالات الشديدة يكون الخوف متعمماً حيث يعاني المريض من أعراض الخوف والقلق في كل الأوقات التي يكون فيها مع الآخرين . ويمكن للرهاب الاجتماعي أن يكون معطلاً وأن يمنع المصاب به من الذهاب إلى العمل أو المدرسة لعدد من الأيام . وكثير ممن يعانون من الرهاب الاجتماعي يقضون وقتاً صعباً في ابتداء الصداقات أو المحافظة عليها . وغالباً مايرافق القلق والتوتر النفسي أعراض القلق الجسمية مثل احمرار الوجه والتعرق الزائد والرجفة والغثيان وصعوبة الكلام .. و من يعاني من هذه الأعراض الجسمية فإنه سوف يشعر بالإحراج الشديد منها وهو يشعر أن كل العيون تحدق به وتنظر إليه . وربما يصبح فيما بعد في الحالات الشديدة خائفاً من أن يجتمع مع أشخاص آخرين غير أسرته .. ويمكننا القول بشكل عام أن هذا الاضطراب المزمن يعطل الفرد وطاقاته في مجال السلوك الاجتماعي فهو يجعله منسحباً منعزلاً خائفاً لا يشارك الآخرين ولا يستطيع التعبير عن نفسه كما أن أداءه المهني أو الدراسي أقل من طاقاته وقدراته . ويضاف إلى ذلك أن المعاناة الشخصية كبيرة والمصاب به يتألم من خوفه وقلقه ونقصه وهو يصاب بالاكتئاب وأنواع من القلق والسلوك الإدماني .. وغير ذلك . وترتبط أسبابه بعوامل وراثية وعائلية وعوامل تربوية وسلوكية ونفسية واجتماعية ( 11، 5 ) وله علاجات دوائية فعالة وعلاجات نفسية مفيدة مثل العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات (6) . وتدل بعض الدراسات في العالم العربي إضافة للملاحظات العيادية أن هذا الاضطراب واسع الانتشار في مجتمعاتنا العربية ..وتصل نسبة المصابين به من مرضى العيادات النفسية إلى حوالي 13 % من عموم المرضى (12 ، 17 ) . والحاجة كبيرة في مجتمعاتنا إلى إجراء الدراسات العلمية حول هذا الاضطراب للتعرف على انتشاره وملامحه وارتباطاته بعوامل تربوية واجتماعية وعيادية متنوعة .. ويبدو أن إجراء دراسة عبر شبكة المعلوماتية ( الانترنت ) شيق وجديد ..حيث يمكن الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور العربي في أماكن مختلفة ومتباعدة وإجراء الدراسة بسهولة نسبية ..ومن ثم الحصول على معلومات مفيدة يمكن تحليلها ومناقشتها واستخلاص النتائج العملية منها .. مما يمكن له أن يغني فهمنا لهذا الاضطراب وما يرتبط به من مشكلات متنوعة وبالتالي المساهمة في وضع الحلول المتناسبة معها ..وأولها نشر الوعي النفسي ورفع مستواه مما يزيد في تحديد الحالات والتعرف عليها وبالتالي علاجها (14) ، وأيضاً زيادة الاهتمام بالخدمات النفسية على مختلف أنواعها ودعمها لتلبية الحاجات المتزايدة للجمهور من النواحي العلاجية والتثقيفية والوقائية ، وغير ذلك . وقد اعتمدنا في إعداد الاستبيان الخاص بهذه الدراسة على عدد من المراجع الحديثة (3،9،16،10،7) وعلى خبرتنا العيادية .ويتضمن الاستبيان عدداً من المقاييس العالمية التي يجيب عليها المفحوص ، وقد أضفنا عدداً من النقاط التي تتناسب مع بيئتنا العربية ( 17) , إضافة لعدد من الأسئلة التي ترتبط بتحديد التشخيص وأسئلة تتعلق باستعمال شبكة المعلوماتية , وغيرها .. ويسرنا البدء في إجراء هذه الدراسة .. وتسرنا مشاركتك فيها ... |
||
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|