زوج.... زوجة؟؟؟اول حلقة
هـــــــــــــو
شاء الله أن تكون أمي هي من اختارت زوجتي لي ، ففي ذات مساء جلست أمي بجنبي وقالت : لقد وجدت لك عروساً ، وآن لك أن تتزوج ، لم أكن حينها أفكر جدياً في الزواج ، فأنا في بداية مسار الحياة ، ولم يمض على زمن حصولي على وظيفة إلا بضع أشهر ، كنت أفضل أن أرتب حياتي ، لأكون جاهزاً للقفص الذهبي ، ولكن أمي ألحت عليّ ، كانت تقول : كل أصحابك و أقرانك قد تزوجوا إلا أنت ، أريد أن أراك ( معرساً ) قبل أن أموت فأنت أكبر أولادي ، وقرة عيني ، وها قد وجدت لك من ستسعدك ، و هي فرصة لا تعوّض ، فلماذا التردد ؟؟
ومنذ ذلك الحين بدأت – بإلحاحها – أفكر في الزواج ، و ما هي إلا أيام حتى جاءت وبيديها صورتان للعروس المقترحة ، وبابتسامتها قالت : هذه هي ، أخلاقها ممتازة ، وجميلة ، ومرتـّـبة ، ولعل كلمة ( مرتبة ) هي ما استوقفتني وشدت انتباهي ، فلباسها المحتشم كان يـُـبرز بوضوح ذوقها الرفيع في اختيار اللباس وتناسقه ، ولأنني أهوى الرسم و الفن فكان التفاتي لتناسق اللباس تلقائياً ، نعم .. فاللباس بتناسق ألوانه وفنية شكله يعطي صورة رائعة للابسه ، وتم العقد ، وكانت زوجتي تبهرني كل يوم برائع من اللباس الجميل ، ومرت الأيام ، و تزوجنا ، و ( بقدرة قادر ) اختفت تلك ( الفساتين ) المزينة ، والألبسة الزاهية ، وكأنها كانت مجرد ذكريات طواها الزمن ، ولا تجلس في البيت إلا بــ ( البيجاما ) ، ولا تلبس إلا الثياب العادية المملة ، ولا أرى زاهي لباسها ، ورائع ثيابها إلا إذا أرادت الخروج لزيارة صديقة ، أو أفراح دُعِــيَـت لها ، وأتساءل لماذا تشتري فساتينها الغالية بأموالي ولا تلبسها لي ؟؟
هـــــــــــي
أمه الطيبة البشوش كانت سبب تعارفنا وزواجنا ، أتذكر حين طلبتي على حدة في المأتم وببساطة قالت لي : ولدي يريدك زوجة له فهل توافقين ؟ وما هي إلا أيام حتى كان خاتم ابنها في يميني ، وحين انتقل إلى يساري بدأ يتأفف ويتذمر ، وكثيرا ما كان يردد : أيام الخطوبة أحلى ، وحين أسئله لماذا كان يقول : كنتِ تلبسين ثيابك الزاهية لي فلا أراك إلا بجديد في كل يوم ، أما اليوم فثيابك البالية لي والزاهية لصديقاتك وحفلاتهن !!
أفهمته مراراً أنه من يعنيني في الحياة دون غيره ، وحين أخرج معه ألبس أجمل ثيابي له ولكنه يريدها حتى في المنزل ، فكيف ألبسها في المنزل وأنا مشغولة بالكنس والطبخ وترتيب الغرف وتربية الأطفال ؟ أنها تعيق حركتي في أعمال المنزل ، ولا أدري سر إصراره رغم معرفته بالظروف ؟!!
تجرأت في يوم من الأيام - بعد معاناة طويلة - وقلت له : أنتَ أيضاً لا تلبس الثياب الحسنة والزاهية إلا عند خروجك من المنزل مع أصدقائك ، ولا تتذكر قنينة العطر إلا وأنت خارج من المنزل ! فأنت تطالبني بما لا تفعل !! ولا أخفي أنني ندمت كثيراً حين قلت له هذا ، وأحسست أنني كنت قاسية عليه ، ولكني أردته أن يتفهم ظرفي ويقدره كما أتفهم ظرفه وأقدره ...