السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تغير الزمان وتغيرت معه مفاهيم كثيرة ومن ضمنها ( العانس ) ،عمرها ونظرة المجتمع لها ، ولا شك ان تلك النظرة ايضا تختلف باختلاف بيئة ذلك المجتمع .
النظرة الغالبة هي الشعور بالشفقة لحال تلك المرأة واحيانا التساؤل وربما بشكل مباشر ومحرج لتلك المرأة او اهلها عن سبب عدم زواجها ، فماذا ستجيب ؟
طبعا الاجابة السائدة هي : ( لم يأتي النصيب )
ولكن لو فكرنا قليلا قبل طرح ذلك السؤال الفضولي المقيت لما سألناه ، وذلك اولا بسبب ان المرأة مطلوبة وليست طالبة ، وايضا لأن ذلك الامر يعتبر من خصوصيات تلك المرأة ، اعتقد آن الأوان ان نحترم خصوصيات الناس وان نتعلم استخدام كوابح الفضول القاتل الذي يستشري بين الناس .
ولكن هناك امر يغيب عن اذهان الكثيرين ، وهو ان تلك المرأة قد لا تكون حزينة او تشعر بالتعاسة فلماذا نضعها في إطار صورة التعاسة واليأس فلربما هي لا تشعر بذلك الشعور ولربما هي راضية بوضعها ؟!
الأمر الذي لا يعرفه اغلبية الناس الا امرأة بنفس الظروف ، ان تلك المرأة قد تتحلى بكل الصفات التي تجعلها مرغوبة ومطلوبة للزواج ، واين المشكلة اذا ؟
المشكلة ان تلك المرأة قد تكون تحمل معاييرا معينة للرجل الذي سترتبط به ولم تجد لغاية الآن من يرقى الى مستوى ذلك الطموح ، ( لا بد من ان نتفهم ذلك على انه ليس غرورا ) فمن حقها ان ترسم الصورة التي تريدها فتلك حياتها .
كما ان المرأة عندما تكبر تزداد نضجا وتزداد عمقا في التفكير وتصبح الامور التي ترضيها في الرجل ليست نفس الامور التي ترضى بها صغيرة السن ، تصبح تحسب الف حساب لكل صغيرة وكبيرة ، يصبح هاجسها هو التوافق والانسجام مع من سترتبط به وقد يكلفها ذلك التفكير سنينا ، مع اننا في المقابل نجد نساء يقبلن بالزواج بتنازلات كثيرة فقط لمجرد ان تتخلص من أسر لقب ( عانس ) او من اجل ان ( تلحق نفسها وتنجب على الاقل ولو طفل )
لا ننكر ان هذا هو اسلوب تفكير العديد من النساء في مجتمعاتنا ولكن هل هذا اسلوب تفكير سليم؟
هل تنشد المرأة من الزواج هو ان تصبح أمّا فقط؟
وهل الزواج هو فقط من اجل الهروب من وحش العنوسة؟
أليس من حق المرأة ان تنظر الى الزواج على انه اتحاد روحي وارتباط عاطفي مشروع ؟
هل من المثالية ان تطمح المرأة الى انشاء علاقة حب مع زوجها ؟
هذا النوع من النساء يرفض الزواج لمجرد الزواج والسير مع التيار ، هن في حالة انتظار لشيء ما........... .لحدث ما ......ربما يصبح مع الايام مجرد :
حلم