بسم الله الرحمن الرحيم
أختى الكريمة جدا / طيبة القلوب سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
سأبدأ بفضل الله ونعمته بما إنتهيتى إليه وهو أنك مننتى على بشرف كريم لا أستحقه ولكن أتمناه ، وهو أنك تشهدى الله أننى مثل أخاكى ، فأين لمن مثلى من من هى مثلك
.
أشكرك على إحترامك وتقديرك الذى إن دل يدل على كرم أخلاقك ، وحسن تربيتك وصلاح بيأتك ومجتمعك .
أما بخصوص ما نوهتى عليه أختى بخصوص المبالغ التى أرسلها لأهلى لو سافرت ، هذا كان مجرد إقتراح ، وليته كان مفيدا ، ولكن قد فشل هذا أيضا ، الأكثر من ذلك إننى قلت أختى أننى مستعدا أن أتزوجها ، ولو لم أنال منها حقا شرعيا أو خلافه ، لأن حبى لها حبا روحيا وليس حبا جسديا ، وأعود فورا إلى أهلى ، وذلك لأنها كانت تقول لى إن أمنيتها أن تتزوجنى وترانى ولو ليوم واحد ، ولكن يبدو أن أختى الكريمة طيبة القلوب نسيت أن لها طفل ، وأنا أرفض أن أحرمها من طفلها هذا ، وما فعلت هذا وتمنيت أن يمنحنى الله التوفيق فى عمله ، إلا لأنى أحببتها حبا يفوق حب أى رجل لأى إمرأة ، ولهذا فكنت معاهدا ربى إن مكننى من ذلك أن أعيش لسعادتها فقط دنيا وآخرة . متمنيا أن أكون مما تخصهم الأية الكريمة
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
فمن يحب أختى حقا عليه أن يفعل ، فأنا أعترفت بحبى ،الذى ملكنى وملئ دمى ولحمى وعظامى ، هذا طبعا بعد حب الله سبحانه وتعالى ورسوله الصادق الوعد الأمين ولكن ينقصنى أن أفعل ما يثبت ذلك ، وكان فى إعتقادى أن أحسن الصورة السيئة التى يظهر بها الرجال والشباب ، خاصة على الإنترنت ولكن يبدو أنه لا فائدة .
وأجيب على أختى الكريمة بخصوص صلاة الإستخارة ، فقد إستخرت الله أكثر من مرة ، كما طلبت منها أن تطلب إستخارة ربها فى زواجنا وقد فعلت ، وما تقدمنا فى هذه القصة ، وما سمحنا لأنفسنا بأن نزرع الأمال ، إلا لما لاح لنا من مؤشرات طيبة فى هذا الشأن .
وأيضا أختى ما سجدت سجدة لله عز وجل فى فرض أو سنة أو نافلة ، إلا ودعوت ورجوت وبكيت وناجيت رب العالمين أن يهدينى ويمنحنى أسباب سعادتها ، وهذا لأنها عاشت مأساة تفوق تحمل البشر ، وقد صبرت واحتسبت والحمد لله ، فرأيت فى صبرها إيمانا وصلاحا ينبغى أن أفوز بها من أجله ، ثم كنت أرى فى نفسى عوضا لزوجها الشهيد رحمة الله عليه وعلى أمثاله ، تأكيدا لدينى ، لأنها كانت ستعيننى على إقامة فرائض ربى أنا وأولادى .
أما من ناحية أن أتزوج ، فهذا ليس واردا لأنه أصلا لم يكن واردا فى حساباتى قبل أن أعرفها ، وبعدها فلن أجد من أحبها هذا الحب الذى وصل إلى عنان السماء ، كما مثلما شق الأرض وتمكنت جذوره وتشبثت .
أما باقى ما تنصحينى به فسوف اعمل كل ما أستطيع من صلاة وقيام ليل وصيام وقراءة قرآن إن شاء الله .
أشكر لك إهتمامك وتقديرك لى بالرد الجيد الذى يجعلنى أتمنى ان تكونى أختى حقا .
جزاك الله كل الخير وأكثر من أمثالك من الأخوات الصالحات الناضجات دينيا وأخلاقيا