
"العريس المربوط"!!!!!!!!!!!!! كارثة
الأضواء التى ظلت تنير صالة الأفراح منذ ساعات تم إطفاؤها ، الهدوء يسود المكان بعد أن كان الضجيج سيد الموقف . غادر العروسان لتوهما متجهين بسعادة نحو حياتهما الزوجية الجديدة . علامات القلق والخوف واضحة على وجه العروسة، وكلما اقتربت السيارة التى تقلهما من المنزل كلما تفاقمت تلك المشاعر .العريس ليس بأفضل حالٍ منها وإن حاول جاهدا إخفاء هذه المشاعر خلف إبتسامته العريضة التى لم تفارقه طوال حفل الزفاف . إمتحان عصيب يدخله الطرفان بإرادتهما الكاملة وهما لا يثقان في النجاح . . ولكن هذه هي سنّة الحياة !دقات قلبها المتسارعة تكاد تكون مسموعة بوضوح.. العريس شغله الشاغل هو إثبات فحولته وقدرته الهائلة على ممارسة الجنس , العروس من جهتها تحاول جاهدة طرد الخوف الذي يسيطر عليها والذي حصر تفكيرها في ذلك الغشاء المقدس الذي حافظت عليه زهاء الربع قرن .. وحان الوقت لتخسره .
فجأة يتوقف العريس عن سيل القبلات التى همر بها عروسه.. قطرات العرق تغطي وجهه لا لمجهود "إضافي " قام به وإنما لشعوره بالخجل الذي أخذ يتسلل إليه بعد فشله في إثبات فحولته . . يبتعد قليلا عن عروسه الصامتة منذ فترة ، يبحث عن حلول سريعة لتفادي الموقف المحرج وخلسة يخرج تلك الحبة الزرقاء "السحرية" من جيبه علها تصلح " الضرر". يعود إلى عروسه ويحاول مجددا لكن من دون جدوى .. ما الذي حدث ؟حالة من الذعر تتملكه، يحاول إيجاد أجوبة لحالة الشلل التي أصابت حواسه ، ينهار تماما وينخرط في بكاء مرير. عليه بالخروج من هذا المكان، فيتصل بشقيقه الأكبر ليخبره بما حدث .
تسرع العائلة إلى التجمهر أمام شقته وحالة من الذهول تسيطر على الجميع .." فلنصطحبه إلى أحد الشيوخ لعلاجه بالقرآن" .. الشيخ شخص حالته " العريس مربوط" !!!!!
صفة " المربوط" والتي تطلق على العريس الذى يفشل فى أداء "المهمة المقدسة" ليلة الدخلة تحولت إلى الشبح الذي يلاحق الشباب . البعض يفسر هذه الظاهرة أنها نتيجة القلق والتوتر ، والبعض الآخر يلقي باللوم على السحر. وبين هذا التفسير وذاك يعيش العريس في هاجس مرعب يسيطر عليه ويزيد من مخاوفه من إستمرار هذه الحالة لأكثر من بضعة أيام .. خوف من إنفضاح أمره ،وخوف من "إنكسار" رجوليته أمام عروسه وخوف من خسارته لإحترامه لنفسه .
وفي ظل تعامل " مغلوط "مع الجنس ، وثقافة جنسية خاطئة وادعاءات " بمعرفة كل شيء عن الجنس " يبقى الوضع على حاله .. العريس "المربوط " والعروسة " المربوط لسانها "
واذ كان الحديث عن الجنس من الممنوعات فكيف بكشف " خلل ما " ومحاولة معالجته ؟؟
ان الكلام عن الجنس أمر صعب فى مجتمع محافظ يفضل الحديث فى هذه الأمور خلسة ولا يقبل أن يحدث ذلك فى إطار من الجدية بإعتباره جزءا أساسيا فى حياتنا اليومية .. ويزداد حاجز السرية المفوض على هذا الأمر عندما يتعلق الأمر بفتاة لم تتزوج بعد. ولذلك فهى عادة ما تكتفي بالمعلومات التي تحصل عليها من صديقاتها أو أمها قبل ليلة الزفاف بأيام قليلة". هذه المعلومات التي تكون غالبا مشوشة وغير دقيقة من جهة الفتاة ومشبعة " بالفحولة " الشرقية من ناحية الذكر تؤدي إلى خلق المشكلة ،" فالرجل يسعى دائما لأن يكون مصدر الفعل وتظل الفتاة مجرد رد فعل . فهو يسعى لإثبات فحولته وقدرته الجنسية وهى تسعى لإثبات عفتها من خلال الخجل المرسوم على وجهها والذي يكون حقيقي فى بعض الأحيان ومفتعلا فى أحيان أخرى ".
أساسا وبالدرجة الاولي لابد وان نركزعلى "معرفة" المشاكل التي تحدث خلال ممارسة العملية الجنسية من أجل تفاديها, وعادة ما تأتي الشكوى من جانب العروس التى تتحدث عن الآم لا تستطيع تحملها وبالتالي لا تشعر بالمتعة التي تنشدها,و الرجل من جانبه يعتبر هذه الشكوى في صالحه ودليلا قاطعا على فحولته. وبين شكوى العروس وفخر العريس تختلط الأمور وتضيع السعادة المنشودة .
ايضا يجب توضيح مفهوم الفحولة للزوج ، فالفحولة ليست مرادفا للعنف ، والمرأة تبحث عن الحب والحنان ولا تشغل نفسها بالمنشطات الجنسية كما هوالحال بالنسبة للرجل. فكلمة حب صادقة قد تغنيه عن تعاطى الحبة الزرقاء ..
بعضهم يدرك هذه الحقيقة ويعيد النظر فى الأفكار التى تملأ رأسه ، والبعض الآخر لا يفعل ذلك فتنتهى حياته الزوجية قبل أن تبدأ .