
إبتسم فكل ماحولك يدعوك للإبتسام!!
بسم الله الرحمن الرحيم
وقبل أن أغمض عيني وأغيب في عالم جميل...عالم النوم ...عالم الراحة..عالم نحس بشوق له وبحاجة شديدة له..
فقليلا ما نعيش ذلك العالم وقد شغلتنا هموم هذه الحياة وأخذت من راحتنا وطاقتنا...
أسطر مناجاتي
كنت في الصباح الباكر أستشعر سعادة كبيرة ورضا وأرى الكون وإبتسامة تعلو محياي... ياه ما ألطفك يارب وما أرحمك...
وهبتني هذه الحياة في ظل طاعتك...ياه...سبحان الخالق الذي أبدع جمال هذ الطبيعة...
يا لروعة خضرة الإشجار ويا لجمال أنشودة العصافير وما أحلاه من صوت لخرير الماء....
إبتسم ... فكل ما حولك يدعوك للإبتسام...
كل ما حولك يرسم لك السعادة... ويملىء قلبك رضا وقناعة
ماذا تريد أكثر من هذا؟
أتجري وراء المال؟؟
ومن قال لك ان السعادة تشترى بالمال؟
أتلهث وراء الشهرة والجاه؟؟
ومن قال أنها تجلب السعادة والطمأنينة؟؟
هذه أنشودة قديمة قد مل سماعها الناس وأستخفوا بسذاجتها!!!
إبتسم... وكيف لا تبتسم وكل هذا حولك؟! وكيف لا تبتسم وبسمة ملؤها فرح وسرور تفيض من قلبك وكيانك وأنت تستشعر نعم الله عليك في كل شي حولك بدءا من روحك وهذه الحياة والحركة التي تدب في ضلوعك
...إبتسم
ياه ... لا أريد أن أفارق هذا المكان الرائع... فكل جمال الطبيعة تحيط بي... وهذه أوراق الشجر الصفراء وزهورها الصغيرة تتساقط حولي وفوقي وتملىء هذا الكرسي... لا أريد أن أمسك كتابي لأذاكر ففكري متعب من هذه الإمتحانات التي إنقضت بسلام وكل ماحولي يدعوني لللإسترخاء ...
أجول بخاطري بعيدا ولا ادري أين... بعيدا في عالم الهدوء والراحة...
ولكن ما لنفسي يزداد ألمها... فنفسيتي متعبة بالفعل.. فقد مر ما يقارب الشهر ولم أجتمع بأهلي وأستنشق عبير قربنا وأنس إجتماعنا..
أمي وأبي وأخوتي...يا الله تكاد عيني تدمع... كلا .... لن أبكي... فسأجتمع بهم فريبا بإذن الله.
ولا ترحمنا هذه الأفكار والوساوس لتزيد ألمنا وتعبنا... لماذا أرهق نفسي في هذه الدراسة؟!
لماذا لا أكون مع أهلي وزوجي بدل وجع الراس!!
حتى أعمل وأكسب المال؟؟
وماذا يعني المال؟؟ وأنا أحتقر الدنيا ومافيها؟ ماذا سيجلب لي المال؟؟
لولا أن شيئا واحدا يشجعني فقط وهو إنفاق هذا المال على أؤلائك المحرومين والمعذبين والمشردين في الأرض
فما أجمل أن تكون العطاء!!
ولكن ظروف الدهر متقلبة!! فالإنسان لا يدري ما سيحل به وإن كان في نعيم فأحوال الدهرة متقلبة!
ولماذا أحمل هذا الهم!! أنا فتاة وهناك من يتحمل عني هذه المسؤلية... هناك الأب والأخ والزوج.
لم أخُلق لهذا العناء ولكني خُلقت لأؤنس زوجا وأضم طفلا..
ولكني لم أطلب العلم للوظيفة ولا لغيره أبدا لم يكن هدفي سوى الوصول لرضا الله تعالى
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
ثم أني أرسم رضا أهلي وسعادتهم بتفوقي...ولكن
زوجي ... روح
قلبي... هل أظلمه حقه... كلا... فرضاه جنتي.
وهل سأستطيع التوفيق بين دراستي وعملي والقيام بواجبي إتجاهه؟
عندي الثقة بقدرتي على ذلك.. فقد بذلت جهدي لإسعاده وأنا في غمرة أتعابي وأعبائي وفي خضم معركتي مع هذه الدراسة..أستطعت بشهادته أن نصل لجنة سعادتنا...ولكن ومن الأن .. إن تعارض واجبي إتجاهه مع وظيفتي فزوجي أحق بي من كل شي.. فلا للوظيفة ولا للدنيا كلها ان تمس ولو جزءا مني..فأنا لزوجي فقط.
يااه كل هذه الهموم بسبب غربتي...فلو كنت وسط أهلي لما حدث ذلك... ماذا سيبقى من عمري لأعيش مع زوجي وبين أهلي..
لماذا تبكين عزيزتي؟؟
هذه الدنيا لا تكمل لأحد.. فأنت وجدت السعادة مع زوجك والرضا والطمأنينة بين أهلك وأخوتك وأنت في نعيم في كل ما حولك وأنت متفوقة ومبدعة والكل يحبك ولكنك حرمت شيئا يسيرا
هذه الغربة تؤذيك
وأنت لا تدرين ما يخفيه لك الغيبب
فقد تكون سعادتك هكذا..
أعلمي أن الدنيا دار عمل وإبتلاء... وأن للصابرين عند الله أجرا كبيرا...
وأعلمي أن الإجتماع الذي تنشدينه... لن يكون في هذه الدنيا الفانية... فالموت كم فرق من أحباب.. ولكن الإجتماع الخالد في جنات الخلد في رضا الله سبحانه وتعالى ورحمته...أكثري من الدعاء ومناجاة الله في كل حيين بأن يجمعك بأحبابك في جناته إنه غفور رحيم.
أصبري ...
وأبتسمي... وليشع فؤادك نورا وسعادة ورضا... ولتنيري دروبك إيمانا وهدىً
إبتسمي... فكل ماحولك يدعوك
للإبتسام وكل ماحولك يملىء قلبك قناعة ورضا وإيمانا بالله
ياه... ما أرحمك يا الله... ما ألطفك... ما أكرمك... كل هذه النعم حولي وفي نفسي... وكم من محرومين وكم من معذبين...
أنبحث عن
السعادة وهي تملىء قلوبنا؟؟!
أحبك يا
الله...
اللهم أغفر لي وأرحمني لا آله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين
والحمدلله رب العالمين.