
(...مذكرات زوج في اليوم الاول من طلاق زوجته...)
(...مذكرات زوج في اليوم الاول من طلاق زوجته)؟؟؟؟؟؟
.الساعة 1.00بعد الظهر
اليوم: السبت ..
عدت إلى البيت..منهوك القوى..فتحت الباب..وتوجهت لأقرب غرفة وهي صالة
الأستقبال..كانت كئيبة ..مظلمة ..وخالية من أي معنى من معاني
الحياة..ورميت نفسي على الأريكة..وتنفست بعمق ..دخل الغبار الذي
يعلوها إلى أنفي حيث انها لم تنظف منذ زمن طويل..اغمضت عيني
لدقائق..وأنا أغالب حسرتي..كانت لدي رغبة كبيرة في البكاء..تذكرت
اللحظات التى كنت فيها والمكان الذي أتيت منه..انها تمر بخيالي
كأنها مشاهد من حلم ..او قل كابوس ..لا لا انها مشهدتمثيلي نعم مشهد
رعب.. كنت انا فيه البطل والضحية..كنت في المحكمةالشرعية.. أستكمل
إجراءات الطلاق لزوجتي ..كم كانت اللحظات عسيرة..آآه لا يمكن أن أتصور
ولا أن تتصوروا كيف مرت..كانت هي -زوجتي سابقا- تقف في غرفة القاضي
متوشحة بالسواد..راسها منكس للأسفل..ويداها معقودتان عن وسطها..انا
أعرفها واعرف قسمات وجهها الذي تخفيه العبائة..أعرف أين
عينيها ..واين أنفها ..وأين شفتيها الصغيرتين..كان غطاء وجهها مبللأ
بدموعها التي تحاول أن تخفيها..كانت تبكي بصمت ..خطوط الدمع على
الغطاء واضحة جلية..كانت تقف كأنها مذنب ينتظر حكم الأعدام..
قال القاضي ..وهو يقلب نظره بيني وبين الدفتر الكبير الذي امامه:هل لازلت تريد أن تطلق زوجتك يا (...) ؟؟
-: نعم يا حضرة القاضي انا لأزال عند رغبتي بالطلاق..
-: وهل تعلم ماذا يعني هذا لكليكما؟؟..
-: نعم..ولكن الامر أصبح في حكم المنتهي يا سيدي والعيش معهامستحيلاً..
إنها يا سيدي .. إنها لا تدرك معنى الزوجية ولا تعي ماهو الزواج إنها مستهترة وأنا لا أرغب بالعيش معها..لقد جربت كل الوسائل معها يا سيدي بالترهيب تارة وبالترغيب تارات أخرى..توسط بيننا المصلحون..كلمتها أكثر من مرة ولا تزال على عنادها..مستهترة لا تهتم بزوجها ولا بيتها ..تظن انها لا تزال طفلة ..وأني لعبة بين يديها..وليت الأمر وقف عن هذا الحد يا سيدي ..لكنه بلغ أشده عندما أصبحت تخرج من البيت من غير أذني ..تخرج للسوق أوإلى بيت أهلها..أوصديقاتها..أين القوامة ؟!! أين الرجل !! هل انا نكرة اوقليل الرجوله..؟!!
كنت أقف قبالة القاضي وأنظر نحوه بإتجاه مستقيم..لكن هذا لم يمنعني من ملاحظة غزارة الدمع الذي أصبح على غطاء زوجتي -سابقا- وأنا أتفوه بالكلمات السابقة..
سكت بعدها..ولم اتفوه بشيء..
أطرق القاضي مليا ثم قال- وهولا يزال مطرقا-
وأنتي يا (...) هل ما يقوله زوجكِ عنكِ صواب ..
- (.............)
- ماتقولين ؟؟
- (أأ...............)
شهقت بصوت مسموع..وهي تغالب البكاء..
نعم يا حضرة القاضي انا كما يقول .. لكن..لكن ..وانخرطت في بكاء
مرير..
مرت في غرفة القاضي لحظات من الصمت المطبق الذي لا يمزقه سوى بكاء هذه الزوجه..
تنحنح القاضي بصوته الوقور..(آآه كم يعاني هؤلاءالقضاة في ضبط
مشاعرهم امام الأخرين)
- يا سيدتي..زوجكِ يريد ان يطلقكي وقد أبدى حجته التي سمعتيها..وقد ذكر انه سعا بينكم المصلحون..وإجتهد أكثر من مرة في مناصحتك فهل لكي رغبة في قول شيء ؟؟
- ........نعم.. نعم لدي ما أقوله يا سيدي القاضي -قالت هذا وهي
ترمي بجسمها النحيل المتهالك على الأريكة التي بجوارها..
إنني زوجة منذ ما يقارب السنتين ..التربية التي تلقيتها في بيت
والدي..لم تكن هي التربية التي تفخر بها أي فتاة..نعم تلقيت..
الطعام والشراب والتعليم ..وكل ما يمكن ان يعطيه الأبوان
لأبنتهما..لكن..بقي شيء مهم هومن طبيعة الفتاة..لم يابه به
والداي ..ولم أعره انا اي هتمام..
انه الحياء يا سيدي..الحياء من الله والحياء من الناس..كنت مدفوعة بكليتي نحو ما يسمونه يالحريه ..والفكاك من القيود ..لم اهتم لديني
ولا بيتي ولا زوجي ..وهاأنا ذا اتجرع غصص النتائج لما كنت اهملته من
قبل .. (كانت تقول هذاه العبارات وهي تعزف سيمفونية هادئة من النشيج
الممزوج بقطرات رقراقه من الدموع..)
وجه القاضى نظراته إلى وقال ..ألا تريد أن تراجع نفسك يا (....) قلت
لقد إنتهى وقت المراجعة ولم أت إلى هنا إلا بعد ان راجعت نفسي الف مره
قال -اليس بينكما اولاد...قلت ..لا
صمت..وصمت أنا..
ثم كانت إشارة خفيفة من رأسه تبين لي ان لي القدرة في ان أطلق الان...
ورفع إصبعا واحدا من يده إشارة إلى انها طلقة واحدة فقط..
إلتفت إلى زوجتي ..اللتي ما تزال على ذمتى حتى هذه اللحظات..وسوف
تخرج منها بعد قليلا
.جمعت نفسي ..,اخذت نفسا عميقا..تذكرت كل تلك السنتين اللتي عشناها
سويا بحلوها ومرها ..من ليلة الزواج ..مرورا بشهر العسل وايام
الإجازات ..والأوقات السعيده .. والضحكات التي كانت بيننا .. الذهاب
سويا للاسواق ..الجلوس أمام التلفازسويا..كم كنت أحب ان أطبخ بجانبها
وتعلمني الطبخ وتضحك مني ..صلينا بالليل مرة واحده..
لكن.. لقد بلغ السيل الزبا..واختارت هي الطريق الصعب وهذه كانت هي
النتيجه..
فلانه..انتي طاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآ آآآآلق
كانت تخرج من فمي كالرصاصة إلى قلبها المحطم..فقط في تلك اللحظه شعرت بالأسى تجاهها..
انتهت
منقول للفائدة
__________________
هـــدفـــي الــجــنــة
التعديل الأخير تم بواسطة وجه الخير ; 06-05-2005 الساعة 10:19 PM