![]() |
![]() |
|
| مع تخلف الأمة الإسلامية، وتخليها عن تحمل مسؤوليات الرسالة في العالم.. وحينما انكفأت الأمة على ذاتها، وتمحور أبناؤها حول مصالحهم وشهواتهم.. بدأ خط فكري ومسار ثقافي منحرف، يسود أجواء الأمة وينتشر في صفوفها.. ذلك الخط الفكري والثقافي المنحرف، كان يركز على مظاهر الدين وشكلياته، ويولي اهتمامه لبعض الجوانب من الإسلام، متغافلاً عن سائر أبعاده. ويستهدف هذا الخط الانحرافي تبرير واقع التخلف في الأمة، وتكريس الذاتية والروح المصلحية، وبالتالي نسف جوهر الإسلام ومضمونه، ومحتواه الرسالي، والإبقاء على مظاهره وشكلياته فقط.. وطبيعة هذا الفكر السلبي التبريري، تخلق من الإنسان المؤمن شخصاً انعزالياً خانعاً، لا دور له ولا طموح.. ويعني ذلك أن تنمو لديه مشاعر الأنانية و المصلحية والخوف.. بينما تخبو في نفسه روح التقدم والبطولة والطموح.. وتلوث عقل الإنسان بالثقافة المتخلفة، يعزز الحالات السلبية في نفسه كالخوف ويكرسها.. باسم التقية والزهد والصبر، وانتظار الفرج، وعدم إلقاء النفس إلى التهلكة، وتقديس السلف الصالح، وعدم التدخل في السياسة، وحرمة التدبر في القرآن.. وبمختلف العناوين التي تعرضت مضامينها ومعانيها للتحريف والتشويه.. بينما الفكر الرسالي، والثقافة الإسلامية الأصيلة، تدفع الإنسان المسلم نحو التغيير والثورة على سلبيات نفسه، وتجاوز الثغرات في ذاته، ثم تحمله مسؤولية التغيير في الواقع الاجتماعي المحيط به، بل ولا تقف طموحات الثقافة الرسالية عند هذا الحد، بل تدفع الإنسان الرسالي، والأمة المؤمنة، نحو القيام بدور قيادي رائد، على صعيد العالم كله، تحقيقاً لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} سورة الرعد أحد منا يرضى بالواقع المتخلف السيئ الذي تعيشه أمتنا و شعوبنا.. وقبل أن نبحث عن العوامل الخارجية التي فرضت علينا هذا الواقع، علينا أن نفتش في داخل أنفسنا، عن تلك الثغرات والنواقص والأمراض، التي أوصلتنا إلى هذا المستوى من الأوضاع. ومن أبرز تلك الثغرات والأمراض، هذا الشبح المرعب، والكابوس المخيم على نفوسنا وهو مرض الخوف.. الخوف من الفشل.. الخوف من المصاعب والآلام..الخوف من القوة.. الخوف من الموت. الخوف من كل شيء مجهول.. الخوف هذا الشبح المزيف الذي يمنعنا من الإقدام،ويشلّ قدرتنا على التحرك، ويبقينا أسرى لضغوط واهية، وقوى ضعيفة.. إن علينا إذا ما أردنا تغيير واقع أنفسنا وأمتنا، أن نبدأ بالثورة والتغيير في أعماق ذواتنا.. وان نواجه هذا الشبح العدو المزعج (الخوف) ونطرده من داخل نفوسنا.. لنتجاوز حاجز الخوف، وليفكر كل واحد منا فوراً في أن يصبح بطلاً شجاعاً، ويقتحم بالفعل كل ما كان يتهيبه ويخافه سابقاً من مجالات الخير والتقدم.. ولا يقتصر واجبنا على أنفسنا فقط بل نحن مسئولون عن إصلاح نفوس كل أبناء مجتمعنا فلنعلن الثورة على الخوف.. ولتكن معركتنا مع شبح الخوف شاملة على كافة الجبهات، فنكافح الأفكار والآراء الخائفة الجبانة، والأساليب التربوية الخاطئة..ومراكز القوى الخاضعة لإرهاب الخوف.. والأهم من كل أولئك تلك الجهات التي تعمل على نشر ثقافة الخوف، ومواقف الخوف في المجتمع.. لنعلن الحرب على كل هؤلاء، وبمختلف الوسائل والأساليب، حتى نطهر نفوسنا ونفوس أبناء مجتمعنا من جراثيم مرض الخوف الفتاك المعدي.. ولتزرع في نفوسنا ونفوس أبناء المجتمع، روح البطولة والشجاعة و الإقدام. وعندئذ يحق لنا أن نطمح للتغيير، وأن ننتظر التقدم، وأن نتوقع الحرية. ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى:{إِنَّا اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الرعد والله نسأل أن يعيننا على شرور أنفسنا، ويوفقنا لتجاوز السلبيات والنواقص والأخطاء، وأن يهدينا سواء السبيل إنه خير موفق و معين.. منقول |
||
![]() |
![]() |
| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|