المطلقة ..كيف تواجه مشاكل الحياة وتتعلم الاستقلالية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع بالغ الحساسية تهرب من مناقشته غالبية المطلقات، بل وتنكرنه ـ أيضاً .. إنه الاحتياج العاطفي والإحساس بالفراغ والحرمان ..
تذهب بعض المطلقات بعيداً في إنكار هذا الاحتياج، فتزهو الواحدة منهن بأنها (ارتاحت) من وجوه الرجل في حياتها، ولا تعرف أنها تعطى صورة سيئة عن نفسها، وفي الوقت نفسه فإنها تكلف نفسها الكثير حيث تخفى احتياجها الطبيعي لتواجد الرجل في حياتها مع إظهار عكس ذلك مما يشكل ضغطاً نفسياً لا مبرر له ..
وهنا لا ندعو المطلقات إلى إمساك الميكروفونات في الميادين والإعلان عن احتياجهن العاطفي، ولكننا نطالب كل مطلقة ـ من أجل سلامها النفسي ـ أن تتعامل بأمانة مع نفسها وألا تخجل من إحساسها الحقيقي أو تتهم نفسها بالضعف، أما إذا شعرت المطلقة بالرغبة الحقيقية في الاستغناء عن الرجل، فهذا حقها بدون شك، مادام لا يسبب لها ألماً نفسياً وليس ناتجاً عن الخوف أو الشعور بالنقص أو انعدام الثقة بالنفس ..
والثابت نفسياً أنه يمكن للمرأة المطلقة أن تعيش حياة متوازنة نفسياً بدون وجود للرجل في حياتها متى اختارت هي ذلك بكامل إرادتها، ومتى نجحت في إشباع عواطفها، سواء بتدعيم علاقتها بأبنائها أو بأسرتها وأصدقائها والانشغال بالحياة الاجتماعية.
وهنا لابد أن نتوقف عند خطأ شائع لدى العديد من المطلقات حيث يشعرن بإحساس ـ لا مبرر له ـ من النقص وبأن الواحدة منهن يجب أن تبذل جهداً نفسياً كبيراً حتى يقبل الناس على صحبتها.
* ولنتأمل ما قالته إحدى المطلقات، ولنشعر بالألم النابض في كلماتها ..
قالت: بعد طلاقي أحسست بفراغ ووحدة هائلة .. ولأنني لم أنجب فقد حاولت تعويض نفسي عن ذلك برعاية أبناء إخوتي .. وبمرور الوقت وجدت الجميع يلقون بأعبائهم على دون تقدير لأي جهد أبذله وكأنهم يقولون: إننا نمتعك بوجودنا حتى لا تعيشي وحيدة .. ولم أستطع تقبل ذلك لفترة طويلة .. وما لبثت أن انفجرت فيهم رافضة تصرفاتهم، فاتهمونني بأنني أغار منهم لإنجابهم ولاستقرارهم في حياتهم .. وتألمت لأقصى درجة .. وأخيراً، قاطعت الجميع واقتصرت على تبادل الزيارات معهم في المناسبات والأعياد فقط ..
* الحقيقة أن هناك خطأً مشتركاً قد وقعت فيه هؤلاء المطلقات، وهو التعامل مع الآخرين وكأنهن النبع الوحيد في الدنيا المتبقى لهن للإشباع العاطفي، وفي الحالة الأولى تمثل ذلك في أبناء الأسرة، والثانية أبناء المطلقة نفسها.
وهناك مثل معروف نتناساه جميعاً من آن لآخر وهو (لا تضع البيض كله في سلة واحدة) ..
فمن الخطأ أن نختزل شعورنا بالأمان العاطفي في علاقة واحدة .. فإننا بذلك نرتكب عدة أخطاء منها: أننا نضيق على أنفسنا الخناق بدون مبرر، وأيضاً أننا على هذا الأساس نتوقع الكثير جداً من طرف العلاقة، وبذا نرهقه ونتسبب في فشل العلاقة أيضاً، فضلاً عن أننا نضغط على أنفسنا كثيراً جداً لإنجاح هذه العلاقة التي لن تستمر إلا على حسابنا ..
والحل يمكن ببساطة في توزيع الاهتمامات الإنسانية .. ما بين الأبناء .. وصديقات العمل .. والقريبات .. فضلاً عن الكف عن التصرف وكأن المطلقة يجب عليها أن تفعل الكثير ليتقبل الآخرون صحبتها سواء بالإغداق العاطفي أو المادي، وأيضاً عدم إرهاق الأبناء ومطالبتهم بترك حياتهم الخاصة، فإنهم وإن فعلوا ذلك لبعض الوقت فلن يشعروا بالراحة لصحبة الأمن ذلك أن الإنسان عندما يفعل شيئاً وهو مضطر لذلك فإنما يغلب عليه الإحساس بالضيق والرغبة في الانتهاء قدر الاستطاعة، بعكس إحساسه عندما يفعل شيئاً برغبته الخالصة فإن يستمتع به ويتمنى إطالته، لذا فإن المطلقة الذكية هي التي تجعل أبناءها ينطلقون مع أصحابهم كما يرغبون ـ بالطبع في الحدود المعقولة ـ ثم يعودون إليها ويحكون لها عما فعلوه لتصطاد أكثر من عصفور في آن واحد، وأولهم قضاء وقت طيب مع الأبناء، واستعادة الإحساس بالشباب من خلالهم. وثانيهما، أن تعرف تصرفاتهم وتفهم أخلاق أقرانهم للتدخل ـ بذكاء ـ في الوقت المناسب .. وثالثاً وليس آخراً .. أن تجعل أبناءها يحبون صحبتها ولا يحسون بأن ذلك عبء نفسي عليهم .. ويجب ـ أيضاً ـ أن تحكي لهم ـ أيضاً ـ ما قابلها سواء في العمل أو مع الصديقات لتزداد العلاقة الإنسانية بينهم عمقاً ولتحس بالدفء العاطفي الذي لا غنى لأي إنسان عنه ..
ويمكن أيضاً للمطلقة ـ التي لم تنجب ـ أن تفعل ذلك من آن لآخر مع أبناء إخوتها أو أبناء صديقاتها لتشيع المرح في حياتها .. ولتضيف لنفسها مصدراً ...
آخر من مصادر الإشباع العاطفي .
ولذا يجب التنبه إلى عدم الوقوع في هذه المصيدة الشائعة، والحقيقة أن المطلقة التي تبالغ بصورة فائقة في الاهتمام بعملها تسيء إلى صورتها كأنثى وكأنها ترسل رسالة للآخرين مفادها: هذا ما تبقى لي في الحياة، أو هذا ما أصلح له فقطن أو هذا هو الشيء الوحيد الذي لا أخاف منه لأنه لن يخذلني أو يتركني .. ولا تدري أنها تعلن نقاط ضعفها للجميع، وهناك من الرجال مَن يتربص لأمثال هذه المطلقة ويستطيع ببعض الحيل الاستيلاء على مشاعرها المخبأة بعناية تحت ستار العمل وقد يعبث بها ويزيد أوجاعها ..وما كان أغناها في ذلك لو اتبعت الوصية الدينية الرائعة .. وهي الالتزام بالوسط في كل شيء في حياتنا .. فلا تفريط ولا إفراط ..
ولا أحد ينكر الاحتياج الإنساني بشكل عام لتواجد الآخرين في حياتنا .. وأن الإنسان كما قيل حيوان اجتماعي ..
والعفووووووووووووو علي الاطاااله
التعديل الأخير تم بواسطة وجه الخير ; 05-08-2005 الساعة 12:50 AM
السبب: تنسيق النص