ريجيم العصر الحجري - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

عيادة الاسرة الإجابة على الإستشارات الطبية العامة

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-2005, 03:04 AM
  #1
السوري
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 1,631
السوري غير متصل  
ريجيم العصر الحجري

السمنة مرض المجتمعات الحديثة ولم تعان منها المجتمعات البدائية.. هذه حقيقة أكدتها الدراسات العلمية، ونموذجها الواضح قبيلة شهيرة للهنود الحمر قسمها خط رسم الحدود بين أمريكا والمكسيك الى قسمين، وبعد عدة عقود من الزمن كان القسم الذي يعيش في أمريكا يعاني من أعلى نسبة سمنة في العالم، فيما ظل القسم المكسيكي على حاله من الرشاقة وعدم امتلاء الجسم. والتفسير الذي ذكره العلماء هو استعمال القسم الأمريكي لأساليب الحضارة الحديثة في الغذاء والوجبات السريعة الغنية بالدهون والنشويات مما أدي الى سمنة مفرطة، بينما تمسك القسم الآخر بعاداته الغذائية التقليدية. وهذا يثبت أن السمنة ليست فقط في الجينات والاستعداد الوراثي، بل أنه هناك دورا كبيرا للبيئة وأسلوب الحياة.

وهناك حيوانات تظل تأكل طوال اليوم بفطرتها الطبيعية ولا تعاني من السمنة. ويقول علماء الحيوان أن الغوريللا لا تقرع على صدرها وهي تزأر كما تظهرها السينما لسبب بسيط، هو أنها لا تجد وقتا لذلك فهي تمضي الوقت في الأكل فقط ومع ذلك لا توجد غوريللا سمينة.

الفطرة الطبيعية للإنسان:
واذا طبقنا هذا النظام على الانسان نجد أن فطرته الطبيعية في الغذاء كانت تدعوه الى أكل الثمار المتساقطة من الأشجار، والخضراوات الطبيعية، ولحوم الحيوانات التي يصطادها. لم تكن هناك مطاحن للدقيق أو أفران لخبز العيش، ولا مصانع للسكر والحلويات المختلفة. كان يحصل على الطاقة اللازمة لحياته من الأغذية الطبيعية التي تستهلك بالكامل في هذه العملية. ثم عرف الانسان زرع الحبوب والبقول ثم طحنها وفصل دقيقها عن باقي مكوناتها وخبز العيش، ثم صناعة السكر بعد ذلك بزمن طويل، وهكذا أصبح لديه مصدر سريع للطاقة، فلا تستهلك الطاقة الموجودة في مكونات الغذاء الأخري التي أصبحت تختزن في الجسم على هيئة دهون. ومن هنا جاءت كارثة زيادة الوزن والسمنة لانسان العصر الحديث. ومن هنا يرى العلماء أنه لا حل لمشكلة السمنة الا بالعودة للحياة الطبيعية، والحصول على الطاقة من الأغذية الطبيعية الموجودة في البيئة دون تعديل كبير.

ولقد وجد العلماء أن انسان العصر الحجري (الباليوسي) كان صيادا وجامعا للثمار في وقت واحد، مما يعني أنه كان يأكل لحوم ما يصطاد من حيوانات، وأيضا فواكه وثمار مما يجمعه، وبالطبع الأوراق الخضراء الصالحة للأكل، ويشرب كثيرا من الماء. وهو ما كان متسقا من قدرات أعضاء الجسم، وكافيا لاحتياجاته العضوية بطريقة مناسبة.

فوائد العودة للغذاء الطبيعي:
وعندما يتبنى الانسان طعاما يماثل طعام الانسان الأول، فانه يحمي نفسه من أمراض السمنة الناتجة عن التغذية العصرية وتوابعها مثل مرض ضيق الشريان التاجي للقلب، والسكتة الدماغية ومرض البول السكري وتآكل مفاصل الركبتين، وارتفاع ضغط الدم وغيرها، وأيضا مرض هشاشة العظام -وهو واحد من أوبئة العصر الحديث - حيث أن الخضراوات تحتوي على كثير من الكالسيوم. وجدير بالذكر ايضا أن التقليل من استعمال ملح الطعام (وهوآفة غذائية حديثة نسبيا) سيؤدي بالتالي الى التقليل من فقد الكالسيوم في البول. والحقائق العلمية تؤكد أن نسبة الكالسيوم وكثافة العظام كانت أكبر في الهياكل العظمية للانسان القديم. ولاحظ العلماء أيضا عدم وجود علامات لاصابة أطفال الانسان القديم بمرض الكساح الناتج عن نقص الكالسيوم وفيتامين دي ويرجع العلماء زيادة نسبة هذا المرض بعد التمدن والتصنيع الى تثبيط امتصاص الكالسيوم بواسطة مادة موجودة في الحبوب التي كثر استخدامها كطعام في العصور الوسطى وليس لقلة التعرض للشمس والتي تؤدي الى تكون فيتامين د في جسم الانسان.

وفي العشرين سنة الماضية كانت الحكمة التقليدية في التغذية تضع الغذاء الغني بالنشويات والقليل في الدهون كطعام كامل، مع التقليل من أهمية تناول كميات كبيرة من البروتين باعتبارها خطرا على الصحة. لكن الأبحاث المتطورة أعطت أدلة قوية على أن الطعام البروتيني في الحقيقة هوالغذاء الذي تطور عليه الجنس البشري في مراحله الأولى. وأدي هذا الى تغير الصورة مؤخرا بحيث يوضع في الاعتبار أن الغذاء عالي البروتين منخفض المواد النشوية والسكرية، والغني بالخضروات والفواكه قد يكون الأكثر مناسبة للجنس البشري.

وفي دراسة حديثة ظهرت أدلة على أن الانسان الأول – الصياد جامع الثمار – كان يتناول طعاما يتكون في المتوسط من نحو 50% من الطعام الحيواني. ويتفق ذلك مع حقيقة أن الكيمياء الحيوية لجسم الانسان تتوافق مع تلك التي لجنس القطط (بما فيها من أسود ونمور) في اعتمادها على المكونات الغذائية الماخوذة من أطعمة حيوانية، حيث لا يمكن لجسم الانسان أن يصنعها من الأطعمة النباتية مثل بعض الأحماض الأمينية.

مفردات قائمة الغذاء الطبيعي:
من أمثلة ما تحتوي عليه القائمة الطبيعية أو ما يسمى بريجيم العصر الحجري: البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، والبيض، والدواجن، والأسماك، والفواكه مثل التفاح، والبرتقال، والكمثرى، والموز، والفراولة وغيرها، والخضروات الورقية مثل الخس والجرجير والفجل، وأيضا الكرنب والقرنبيط والطماطم والخيار والبصل، وخضار الطبيخ، وزيت الزيتون، كما تحتوي القائمة على المكسرات مثل البندق واللوز وعين الجمل. مع شرب كثير من الماء. ويمكن اضافة الحبوب الكاملة وخبر القمح الكامل. لكن القائمة لا تحتوي على أغذية يدخل في تركيبها ما اصطلح علي تسميته بالسموم البيضاء، ونقصد بها هنا السكر، والدقيق الأبيض، والملح، كما لا يدخل فيها منتجات الألبان.
__________________
دائما وابدا ,كل مكان وكل زمان.
الحمد لله والشكر لله .
ولا اله الا الله.
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM.


images