لكل من أمه على قيد الحياة هذه رسالتها - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-2003, 05:10 AM
  #1
قويد
موقوف
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 196
قويد غير متصل  
لكل من أمه على قيد الحياة هذه رسالتها

الحمد لله فارج الهم ، وكاشف الغم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وبعد : -

يابني : هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة . .
كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار .

أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة !
وأوقفت الدمعة مرات ، فجرى أنين القلب .

يابني .. بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً مكتمل
العقل ، متزن العاطفة . . ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة
وإن شئت بعد فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل !

يابني : منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً
في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل ! والأمهات يابني يعرفن
معنى هذه الكلمة جيداً ! فهي مزيج من الفرح والسرور ، وبداية معاناة
مع التغيرات النفسية والجسمية . . وبعد هذه البشرى حملتك تسعة أشهر

في بطني فرحة جذلى ، أقوم بصعوبة ، وأنام بصعوبة ، وآكل بصعوبة ،
وأتنفس بصعوبة . لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك !
بل نمت محبتك مع الأيام ، وترعرع الشوق إليك !

حملتك يابني وهناً على وهن ، وألماً على ألم ..
أفرح بحركتك ، وأسر بزيادة وزنك ، وهي حمل علي ثقيل !

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي
لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن ، ونالني من الألم والشدة والرهبة
والخوف ما لا يصفه قلم ، ولا يتحدث عنه لسان .. اشتد بي الأم حتى
عجزت عن البكاء ، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة !
حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك
بدموع فرحي ، وأزلت كل آلامي وجراحي ، بل حنوت عليك مع شدة
ألمي وقبلتك قبل أن تنال منك قطرة ماء !

يابني : مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي
وأغسلك بيدي ، جعلت حجري لك فراشاً ، وصدري لك إذا ..
سهرت ليلي لتنام .. وتعبت نهاري لتسعد .. أمنيتي كل يوم : أن أرى
ابتسامتك . وسروري في كل لحظة : أن تطلب شيئاً أصنعه لك ..
هي منتهى سعادتي ! ومرت الليالي
والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر ، ومرضعة لم تتوقف وعاملة
لم تسكن ، وداعية لك بالخير والتوفيق لاتفر ،

أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك ، واستقام
شبابك ، وبدت عليك معالم الرجولة ، فإذا بي أجري يمينا وشمالاً
لأبحث لك عن المرأة التي طلبت !

وأتى موعد زواجك ، واقترب زمن زفافك ، فتقطع قلبي ،
وجرحت مدامعي ، فرحة بحياتك الجديدة ، وحزناً على فراقك !

ومرت الساعات ثقيلة ، واللحظات بطيئة ، فإذا بك
لست ابني الذي أعرفك . اختفت ابتسامتك ، وغاب صوتك ،
وعبس محياك ،، لقد أنكرتني وتناسيت حقي ! تمر الأيام أراقب طلعتك ،
وأنتظر بلهف سماع صوتك . لكن الهجر طال والأيام تباعدت !

أطلت النظر إلى الباب فلم تأت ! وأرهفت السمع لرنين الهاتف
حتى ظننت بنفسي الوسواس ! هاهي الليالي قد أظلمت ،
والأيام تطاولت ، فلا أراك ولا أسمع صوتك ، وتجاهلت من قامت بك خير قيام !

يابني :
لا أطلب إلا أقل القليل ..
اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك ، وأبعدهم حظوة لديك !

اجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق ..[/

يابني :
احدودب ظهري ،
وارتعشت أطرافي ، وأنهكتني الأمراض ، وزارتني الأسقام ..
لا أقوم إلا بصعوبة ، ولا أجلس إلا بمشقة ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك !
لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه ،
وجميل إحسانه .. وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاًً
لا تجازيه .. لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات !

فأين الجزاء والوفاء ؟ !

يابني .. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري .. وأتعجب وأنت صنيع يدي ..
أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي ، وتتثاقل زيارتي ؟ !
هل أخطأت يوماً في معاملتك ، أو قصرت لحظة في خدمتك ؟ !

اجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم .. وامنحني جزءاً من رحمتك ..
ومن علي ببعض أجري .. وأحسن فإن الله يحب المحسنين !

يا بني أتمنى رؤيتك ! لا أريد سوى ذلك ! دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك .
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM.


images