الحي السكني قد يكون سبباً في ... انحراف الأبناء - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-2006, 04:24 PM
  #1
الرميصـــــــاء
قلم مبدع
 الصورة الرمزية الرميصـــــــاء
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 430
الرميصـــــــاء غير متصل  
الحي السكني قد يكون سبباً في ... انحراف الأبناء

الحي السكني قد يكون سبباً في ... انحراف الأبناء

قد يظهر في العنوان بعض الغرابة، إذ كيف يكون هناك علاقة بين الحي السكني وانحراف الشباب،
ولكن ستزول الغرابة بقراءة المقال بإذن الله وبداية، نقصد بالحي السكني هنا المنطقة الجغرافية التي تقطنها أسرة الطفل إن كانت بجوار العديد من الأسر وتتشابك بينهم العلاقات الاجتماعية تأثراً وتأثيراً، ومن هنا فالحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والعادات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة السكنية أو الحي.

ويمكن القول أن للحي دوراً قد يكون مكملاً لدور الأسرة في توجيه الطفل، ويؤثر كل واحد في الآخر، فقد يكون داعماً لما تقدمه الأسرة من سلوكيات بغض النظر عن ماهية هذا السلوك، وقد يكون هداماً وذلك يتأتى من طبيعة الحي ومستواه الاقتصادي والاجتماعي، فلقد ربطت العديد من الدراسات بين طبيعة الحي وتأثيره على سلوك قاطنيه، وأبرز تلك الدراسات الدراسة التي قام بها الأمريكي "كليفورد شو" على خمسة من الأشقاء عرفوا بتاريخهم الإجرامي الطويل وأثبت أن للحي أثراً بيناً في تكوين العنف عندهم.

* بطل الانحراف
والحي الذي يساعد على الانحراف نجده يعطي شيئاً من الشرعية على أعمال المجرمين ويصورها بالصورة البطولية، مما يكون لدى الطفل في الحي مثالا وقدوة سيئة يحتذى بها وتتشكل شخصيته على هذا الأساس . ومن هنا فالحدث يرى أنه لا يمكن أن يكون له منزلة في الحي إلا بتبني إحدى صور البطولة والرجولة التي ارتسمت في ذهنه كصورة المجرم في حيه.

حيث يبدأ في تتبع خطوات بطله المنحرف حتى يسقط في أخطائه ويرتكب أعمال ضد القيم والمصلحة العامة لحيه، فالطفل انحرف بإتباعه بطل السوء، وهذا ربما لعدم وجود بطل الخير والصلاح الذي يرشده ويقتدي به في الحي نفسه .
وبالاضافة إلى ذلك لا نستطيع أن نفعل في هذا المجال الوسائل الترويجية المتاحة للأطفال في الحي .

* تشكيل الشخصية
فبعض العلماء يرى أن الجنوح ما هو إلا سوء استثمار الطفل لوقت فراغه في ظل غياب الوسائل الترويجية الصحية المناسبة في الأحياء، مما يجعلهم يتجهون إلى بعض النوادي لتكون مركز تجمع والتقاء بالمنحرفين فتتكون لدى الحدث بلقائهم القدوة السيئة، ويحاول تقليدهم وتقمص شخصياتهم.

ومن هنا نجد شخصية الحدث تتشكل في الغالب بحسب سكان الحي وبحسب مكانة الحي بين الأحياء على مستوى المدينة، وبحسب وسائل الترويح المتاحة فيه، فالحي الذي تتوافق قيمه مع قيم المجتمع الكبير، يكون حباً سوياً يهيء للطفل جواً يكسبه الشعور باحترام النظام والقانون.

ففي الدراسة التي أجراها " الرباعية " على ثلاثة مجتمعات ( الأردن، المغرب، السودان) وجد أن 30% من جيران من ارتكبوا جرائم سبق وأن دخلوا السجن ويتضح الترابط بين الحي وساكنيه وأثره في إكساب الفرد للسلوك المنحرف إذا عرف أنه في الدراسة السابقة نفسها وجد أن 40% من العينة كانوا يزورون جيرانهم يومياً و 34% منهم كانوا يزورونهم أسبوعياً.

كما أظهرت العديد من الدراسات أن هناك علاقة بارزة بين خصائص النسق العمراني البيئي للأحياء وبين انحراف الأحداث، وقوة العلاقة بين مستوى الحي ومتغيراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من جانب أخر.

وأخيراً نستطيع القول: إن الحي مرآة لساكنيه فمن خلا ل الحي نستطيع أن نحدد معالم ساكنيه إلى حد كبير من التسليم أن ذلك الأمر ليس مطلقاً، فليس كل ساكن في الحي السيئ هو إنسان منحرف، بل يتوقف ذلك على مدى تأثره بالمواقف الاجتماعية التي يعايشها في الحي، ودور الأسرة والمدرسة في غربلة تلك المواقف التي يتعلمها في الحي، سواء كانت سلبية أو إيجابية.

مجلة ولدي - العدد 33 - ص 26
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM.


images