هناك اعتقاد خاطئ عند ادارات بعض الشركات وهي ان تقديم الخدمات الصحية والاعتناء باللياقة البدنية لموظفيها نوع من انواع الرفاهية غير الضرورية لكن التقارير الطبية الحديثة التي اشارت الى الخسائر الكبيرة التي تنجم عن غياب الموظفين في اجازات مرضية والتكلفة الضخمة التي تتحملها الشركات ومن ثم الدولة كشفت عن ضرورة ان تبادر الشركات خصوصا الكبرى منها الى الاهتمام بصحة موظفيها للاستفادة من النتائج الايجابية الكثيرة التي تنجم عمها ومنها تقليل احتمالات غياب الموظف عن عمله بسبب المشاكل الصحية وتخفيض تكاليف الرعاية الطبية هذا إلى جانب تحقيق درجة عالية من الرضا الوظيفي ورفع الروح المعنوية وتعزيز فعالية الأداء.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف ينبغي على الشركات التأكد من حصول موظفيها على المعلومات الصحيحة من خلال برامج التوعية بشكل منتظم ولابد من وجود نشاطات الصحة واللياقة التي تتضمن برامج تحفز العاملين على الانخراط فيها إلى جانب برامج لتوعية وتدريب العاملين حول التعامل مع ضغوطات العمل والتحكم بالوزن.

ومن أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في الفعاليات والبرامج موضوع التغييرات الضرورية في أساليب الحياة والتي تشمل ممارسة التمارين الرياضية وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل وإدارة ضغوطات الحياة والنظام الغذائي السليم. ويجب ابراز أهمية التعامل مع مشاكل التغذية في حياتنا المعاصرة وتوفير النصائح والارشادات حول تناول الطعام المناسب وبالشكل الصحيح لتحسين مستوى الصحة لدينا.

وبسبب سهولة الحصول على الأطعمة الجاهزة وعملية طبخ الطعام أو اعداده في أفران الميكرويف تفقد أطعمتنا 30 إلى 40 % من عناصرها الغذائية. كما أن الأنظمة الغذائية غير المتوازنة والتدخين وشرب المشروبات الكحولية والأمراض واعتماد البعض على المأكولات النباتية فقط من العوامل التي تؤدي إلى نقص العناصر الغذائية في الجسم علما بإن نقص أي عنصر غذائي يؤثر سلبياً على أنظمة أجسامنا كما تؤثر الضغوطات الجسدية أو الذهنية الكثيرة أو المستمرة على أداء نظام المناعة والهرمونات المقاومة للهرم. ومن المعروف طبياً أن نظام المناعة الجيد هو النظام الذي يتأثر بشكل بسيط بعوامل الضغط الصغيرة ولكن استمرار الضغوط من العوامل الكفيلة بإحداث تدهور في نظام المناعة وزيادة احتمالات التعرض للأمراض.

كما إن التعرض للضغوط الحياتية الكثيرة مع عدم تناول الغذاء الضروري هو سبب معظم المشاكل الصحية والتي ينتج عنها فعلياً ضعف الانتاجية وزيادة فواتير الانفاق على التأمين الصحي وغياب الموظفين عن أعمالهم وانخفاض الربحية. ولذلك لابد من تعزيز نظام المناعة لضمان أعلى مستويات الصحة. ولكي نكون في أتم صحة يجب علينا تناول الأطعمة التي تنتمي للمجموعات الغذائية الرئيسية وهي الخبز والحبوب والحليب ومنتجات الألبان واللحوم والبقوليات والخضار والفواكه.

كما تُعتبر المقوّيات الغذائية مثل ديناميزان والتي يحتوي على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والجينسينغ والمقوّيات الطبيعية من الأمور الضرورية للحصول على كميات كافية من المغذيات في نظامنا ولتغطية أي نقص من تلك العناصر كما تساعد المقوّيات الغذائية في المحافظة على نظام غذائي متوازن لتمكيننا من التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.

واجمالا فأن الفكرة الرئيسية تتلخص في توعية الموظفين وتحفيزهم على العيش بأسلوب مفعم بالحيوية والنشاط والصحة ويجب أولاً تقييم المخاطر الصحية وتصميم برنامج لكل موظف يلبي الاحتياجات الشخصية والأهداف الصحية وويتم تنفيذه ضمن خطة ونمط حياة محدد. كما يمكن للموظفين تنفيذ الخطط الصحية ضمن مجموعات للمحافظة على اهتمامهم وضمان تشجيع كل واحد منهم للآخر. ولا بد قبل تنفيذ أي برنامج لممارسة التمارين الخضوع لفحوصات شاملة تشمل فحص القلب والحصول على موافقة الطبيب على ممارسة التمارين للتأكد من عدم وجود أية مخاطر صحية.

وبتنفيذ تلك الخطوات يتحسن المستوى الصحي وتقل تكاليف العناية الصحية التي تُنفق عادةً على الأمراض الناتجة عن العادات الغذائية السيئة وأنماط الحياة الكسولة وقلة ممارسة التمارين الرياضية والسمنة.


منقول

__________________
دائما وابدا ,كل مكان وكل زمان.
الحمد لله والشكر لله .
ولا اله الا الله.