اختي المطلقة..لا تتركي اليأس والمعاناة ونظرة المجتمع ينبشون خلايا مشاعرك!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
واسعد الله اوقاتكن جميعا بكل الخير...
كتبت هذا الموضوع ..لاقف مع كل اخت خاضت تجربة الطلاق بكل اشكالها وانواعها..
لاعينها بما قدرني الله على تلك المشكلة التي قد تؤثر في حياتها تأثيرا عميقا..
نعم الطلاق ابغض الحلال الى الله تعالى..اؤكد على ذلك..
وارجو الا يفهم كلامي على انه تشجيع على الطلاق او الانفصال ..اطلاااااااقا..
انما انا اشدد على ان الحياة لا تتوقف عند تجربة فاشلة..
وان الزوجة ليست هي السبب في الطلاق دائما حتى تكون مضطهدة اجتماعيا ..
وان المرأة من حقها ان تعيش حياة كريمة بعيدا عن الزوج..ان كان زوجها سببا في حياة قاسية..متعبة..
والاولاد من حقهم ان يعيشوا في بيئة صالحة اجتماعيا ..تبعدهم عن التأثير السئ لبيئة المشاحنات والمشاجرات الزوجية..
نعم ..الطلاق كبوة حياتية..
ولكن..بعد هذه الكبوة لا بد من القيام مرة اخرى..
ومواصلة ركب الحياة ..والتوكل على الحي الكريم العظيم سبحانه..
عندما تفكر الزوجة بالانفصال:
عادة ما يمكن رأب الصدع بين الزوجين اذا كانت الخلافات الزوجية في اولها..ويمكن ايضا اعادة الاجواء الزوجية المتأزمة الى طبيعتها عندما تقلب صفحات الماضي المزهرة..عندما بدأ الارتباط على اساس المحبة والاخلاص والوفاء..والايمان القوي بضرورة تكملة مسيرة الحياة..على دعائم الحب والاقتراب النفسي وصفاء العلاقة..
والواقع انه يمكن السيطرة على الوضع ومنع تدهوره اذا تم فهم مرحلة الحالة التي تمر بها سفينة الزواج..فهي كأي حالة مرضية..
يمكن ان تحتاج الى مسكنات..
او بحاجة الى مضاد حيوي او عقاقير متطورة..
او بحاجة الى غرفة انعاش..
وبغرفة الانعاش يمكن ان تدب اليها الحياة من جديد..ويمكن ان تلفظ انفاسها الاخيرة..
والزوجان العاقلان هما من يفهم كيف يمكن ان يكون العلاج في كل حاجة سابقة..
فالمسكنات او العقاقير المتطورة..تختلف باختلاف طبيعة كل زوجين..مستوى التقارب بينهما..ثقافيا واجتماعيا ونفسيا ايضا..
لكن..هنا اصبح واضحا انه عندما تصبح الحياة الزوجية في مرحلة الاحتضار..فالطلاق هو الحل الوحيد..
الطلاق:
هو معيبة المصائب واكثر المشكلات الاجتماعية خطورة..فهو حالة افلاس في التجربة الشخصية..هو الانكسار وموت العواطف..هو سلسلة من الذكريات المريرة التي تخلفها واحدة من اقدس العلاقات في حياة الانسان..
ان الاهم من هذا كله..المعاناة التي يعيشها الانسان في الفترة التي تلي الطلاق..فما ان ينطق القاضي كلمة الفصل..حتى يمر الرجل والمرأة بدرجة عالية من الاجهاد النفسي..وتظل الذكريات المضطربة عالقة في النفس..
وما ان تنتهي مشكلة النطق بالطلاق وخروج كل من الزوجين في حال سبيله ..حتى تبدأ نوازع جديدة..منها الخوف..الحيرة والقلق..وفقدان التوازن..تلك المشاعر المؤلمة..التي تتسرب الى الانسان وتسكن في وجدانه وضميره بحاجة الى علاج..وليكن هذا العلاج سريعا وفي بدايته..
طبيعة المشكلة :
يشعر المطلق او المطلقة بانهما اصيبا بكارثة او مصيبة..وقد لا يفصح اي طرف صراحة عن احساسه الداخلي..وقد يتظاهر بالانتصار والتخلص من الم اشبه باقتلاع الضرس..
لكن الشعور الداخلي قد يظهر بوضوح..ويعتقد احدهم انه قد اسدل الستار على تلك العلاقة السابقة..ولكنها ما تلبث وان تعود وتنفتح تحت ضغوط الحياة ..وتوابع الطلاق وتواليه..
ولا استثني من ذلك..من حدث طلاقها قبل الدخول..
فرحة لم تتم..وبهجة وئدت في مهدها..وعروس مع ايقاف التنفيذ..وفتاة فسخت خطوبتها لاسباب خارجة عن ارادتها..لتدخل في دائرة جهنمية قوامها دوامة لا تنتهي من الشكوك والاسئلة ..وسجن اجتماعي يعاقبها ويحاسبهاويصدر عليها حكما بالادانة حتى يصل الامر الى النظر اليها كمذنبة..
بل ان المجتمع قد يقسو احيانا على المرأة ويحملها مسؤولية فشل الخطبة..بل ان التعصب الاعمى وعدم الوعي يقودان بعض العائلات لمعارضة ارتباط ابنائهم باية فتاة سبق لها الخطبة لمجرد التخمين والاستماع للشائعات..
اختي المطلقة ..
لا تدعي اليأس يدب الى قلبك..ولا تفسحي الطريق للوهم يتسرب الى عقلك فيزعج راحتك ويؤرق منامك ويخذل مشاعرك..
بعدها ستعيشين الامرين بين نظرات المجتمع التي قد تختالينها شفقة او انقاصا من شخصيتك..وما بين المعاناة والاحباط والالام..
نعم..قد يكون الطلاق عذابا وفشلا ذريعا يلاحقك اينما كنت..ما دمت قد تركت العنان للمعاناة واليأس ينبشان في خلايا مشاعرك..[/COLOR]
اختي المطلقة..قد يكون الطلاق بردا وسلاما عليك..
ولم لا..فقد يكون طلاقك او تطليقك اكثر صوابا وعقلانية..واستفادة من مسرحية درامية كنت انت بطلتها..وكانت الاسرة والمجتمع على حد سواء جمهور المتفرجين..
قد يكون انفصالك عن زوج لم ترتاحي معه..او خطيب ظلمك حقك..هو انفلات من قيد ادمى عنقك..وكبل اطرافك..وجثم على انفاسك ككابوس ليلة قاتمة غاب عنها القمر ..وبخلت عليها النجوم باضاءتها ونورها..
من الطبيعي ان تنهار الثقة..وتنسج الافكار وتتناسل الهواجس..فتبدأ رحلة الاحساس بالعذاب والفشل..
لكن بالقاء نظرة تأملية في افق المجتمع دون محاولة نبشه..ستشعرين بانك لست وحدك..
فكل يوم يشهد ميلاد عينة من قضايا الطلاق..باتت لدى رجال القضاء امورا مألوفة..عندها سينتابك احساس وشعور بان الطلاق لم يستهدفك دون غيرك..فلم تنطلق البداية معك..ولم تختم النهاية معك..
وان عصفت بك رياحه..فلن تكون الا سحابة صيف عابرة..اذ سرعان ما تعود البسمة..وتلتئم الجراح..معلنة :
لا حياة دون امل..ولا امل دون حياة..
اختي الغالية ..
قد يكون حل ميثاق الزوجية بردا وسلاما عليك :اذا ما ادركت بتبصر ووعي واقع الحال لبيوت عديدة يعيش اطرافها بين مد وجزر..بين تمظهر بالسعادة والانسجام امام الغير..وبين تنافر وتطاحن يومي امام الابناء!!
الابناء الذين هم ضحايا المظاهر الخادعة التي تسمم البدن وتصيب العقل بعلل اجتماعية عاجلا او آجلا ..ان لم يتم ايجاد الحل المناسب ليعيشوا في بيئة صحية نقية..تنشئهم التنشئة المناسبة..
وقد علل العديد من المحللين النفسيين بعض الامراض النفسية ..الى نشأة الاطفال في وسط اسري موبوء بالخداع..يمارس الابوان فيه دور الممثل لشخصية منسجمة ..مرتاحة وسعيدة..بينما الواقع مغاير لذلك تماما!
انه الواقع الذي لا مفر منه..والقدر المكتوب علينا وعلينا الرضا به خيره وشره..
فخطوة الى الوراء يمكن ان تكون دافها لخطوتين الى الامام..
وبغض النظر عن مختلف حالات الانفصال..عندما تدوي قنبلة الطلاق تهتز معها الجوارح والاعصاب..ومع هذا فقد تكونين اسعد حظا من مثيلاتك اللواتي اقتادهن الظلم الاسري..والبطش الزوجي الى مصحات نفسية..!
اختاه..
مسألة الطلاق ليست هينة اذا لم تتمكني من مقاومة الشعور بالفشل..
قد يكون الزوج او المجتمع ظالما لك..
ولكن لا تكوني ظالمة لنفسك وللغير ..بتحميلها مالا طاقة لها به!
الانفصال الزوجي وحل العشرة..يمكن ان يشدك للانزواء..والالم..
لكن لقب مطلقة ووقعها على المسامع - ان اعرتيه اهتماما كبيرا وجعلتِ صداه يتردد في مسامعك ليل نهار - قد يكون كالصاعقة..
لا تعيري اللقب اهتماماااااااااا اختاه..
فليس سهم الطلاق هو القاتل..
بل القاتل هو من اطلق السهم..!!
وعادة ..من يطلق السهم هو المجتمع الذي ينظر للمرأة المطلقة على انها داائما هي المخطئة..
هي الملومة..
هي المقصرة..
هي السبب..وكل السبب !
اختاه..
انت بدرايتك وشخصك قادرة على مواصلة الحياة..قادرة على استمرارية ادوارك الفاعلة في الحياة..
لا تعيري الامر اهتماما مرة ثانية..فالطلاق يحدث في كل فئات المجتمع..المهم العظة والعبرة..
فيمكن ان يكون الجرح..سببا لتكوني اقوى في تحمل الآلام..
ويمكن ان يكون طلاقك من شخص لم ترتاحي معه..سببا في بدء حياة جديدة مريحة مع شخص آخر..
ولولا هذا السبب..ما شرع الله عزوجل الطلاق..
..