ندى معلمةٌ قديرة.... رقيقة الحرف.. عميقة المعاني.. كثيراً ما يثنى عليها وعلى قدراتها.. فقط لديها زيادة في الوزن أثّر على حياتها ونغّص من سعادتها وأجهز على كثير من لحظات الفرح عندها وجعلها كالدمية الجامدة... لا تثري نقاشاً ولا تُحيي مجلساً!!
وقفة
لست أقلل من قيمة المظهر.. لكن لا بد أن توضع الأمور في موطنها، فالمظهر يجمل بالعقل ويحسن بالأسلوب.. لكن الأمر اليقين أن الأنثى لن تستطيع كسب الآخرين واختراق قلوبهم بجمالها أو بأناقتها وإن أثارت انتباههم....
إن المرأة التي تتربى على أن الجمال مصدر من مصادر احترام الذات ستفشل يقيناً في أمور الحياة، لذا لابد من قيم راقية تُعلي من شأن الأنثى وتصنع لديها دروعاً واقية تحميها من ظاهرة الجمال المزيف!!
المشهد الثاني
محمد مهندس دخله ممتاز متزوج، ولديه أطفال رائعون يعاني من تأتاة بسيطة حطمت شخصيته وجعلت منه إنساناً انطوائياً منعزلاً قليل الاحترام لنفسه كثير اللوم لها، فأصبح بقايا إنسان وملامح رجل...
همسة!
ما أعظم جناية هؤلاء على أنفسهم، فعدم تقديرهم لأنفسهم ورفضهم لذواتهم وتمنيهم أن لو كان غير ذلك.
قد ولد لديهم شعوراً بنقص رهيب جنى عليهم وسيجني على من حولهم..!!
إن احترام الذات يعد الركيزة الأولى لأي نجاح، وخط الدفاع الأول ضد تحديات الحياة، وإن عدم تقدير المرء لذاته يجعل منه أشرس عدو لنفسه.
فتقدير الذات ينبع ابتداء من تعظيم الآخرين والمبالغة في قدراتهم، فالمحتقر لشأنه المقلل لقدره يسكن في نفوس الناس ويدور في مداراتهم، فحركاته وسكناته..
إقدامه وإدبارهم، أخذه وعطاؤه.. مرده ومحركه.. والمحرض الرئيس له أن الناس هكذا يريدون! فما أجمل تحرير النفس من رق رضي الآخرين وانعتاقها من ذل نظرات إعجابهم أن من النقص البين في الشخصية والقصور الفاضح في التصور هو ازدراء النفس الشائن واحتقارها..! إن من يحيد عن الصواب ويخطئ في تقدير نفسه معظماً مستعلياً لها خير ممن يحيد في تقديرها مخطئاً مستصغراً لها.. فإذا احتقر الشخص ذاتها لم يعد يأنف أراذل الأمور وسفاسف التصرفات وهو ما يقارب الصورة التي رسمها عن نفسه؛ فهو ضعيف في همته قصير في نظرته كما هي شخصيته التي رسمها.. فما هي سبل احترام الذات..
بعد أن تحدثنا عن أهمية حب الذات والرضا بها سنتطرق الآن إلى الأمور التي من شأنها أن تعزز فيها ذاتك واكتساب المزيد من الاحترام لها وهو بداية النجاح ومن أهم أسباب صناعة الشخصية الواثقة المؤثرة:
1- استشعر نعم الله عليك وما وهبه لك وقد حرم منه الكثير.
2- احص إنجازاتك وعدد مرات نجاحك ووثِّقها، وأقترح عليك إبرازها في مكان تقع عليه العين، ودائماً اعترف بقدراتك ومهاراتك.
3- كن رحيماً بنفسك مشفقاً عليها محباً لها حباً غير مشروط فإذا لم تحب نفسك فلن تجد من يحبها.
4- إن حبك لنفسك واعتزازك بشخصيتك لايعني عدم الاعتراف بأخطائها ومحاسبتها، بل لا بد من السعي لتطويرها واستدراك سلبياتها.
5- تجنب إلصاق التهم والأوصاف على الذات كأن تقول أنا ضعيف.. أنا غبي... الخ من الصفات السلبية...
6- كافئ نفسك على كل إنجازاتك حتى ولو بوردة أو كأس من العصير المثلج.
7- فكر باستمرار وكرر على نفسك بأنك قوي الشخصية وأنك إنسان مهم.
8- اعتن بنظافة جسمك وأناقتك واحرص على استخدام العطور والكريمات المعطرة.
9- نم ذاتك وقو قدراتك في أكثر من مجال فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف.
10- تجنب أن تقارن نفسك بالآخرين، فهذا قد يضعك في منزلة أقل من غيرك.
11- تقبل الثناء والمدح من الآخرين بلباقة، ولا تتجاهل مواهبك.
12- استثمر كل ما يمكن أن يفيدك في تقدير نفسك، كالبرامج التدريبية والقراءة.
13- اختلط بأشخاصٍ إيجابيين، لأنهم سيؤثرون في أفكارك وعقلك وسلوكياتك، وستتعلم منهم احترام الذات بشكل لا شعوري.
14- قدم المساعدة للآخرين فيما يمكن فيه المساعدة، وستشعر بالأهمية والقيمة.
15- عليك بحسن الصلة مع الله فهي الأساس في بناء شخصية قوية واثقة معتزة بذاتها مؤثرة.
خالد بن صالح المنيف