د.هبة قطب
أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية


*إلى الدكتورة العزيزة "هبة قطب": لقد استفدت منك كثيراً في التحدث عن الدورة الجنسية ولكن عندي سؤال يؤرقني وأعلم أنه يضايق زوجي مني كثيراً.
أنا عمري 27 سنة ومتزوجة ولدي طفل، والمشكلة هي أنه أثناء العلاقة الحميمة بيننا وهو كما يقول لي إنني باردة من الناحية الجنسية فهو يحاول كثيرا إثارتي ولكن للأسف لا ينجح ومن ثم يكون دوري فقط هو مساعدته لكي يصل إلى المرحلة التي يريدها حتى أريحه أما أنا فلا يحدث هذا عندي مما يجعلني أحس أنني مجرد آلة تقوم بعمل محدود دون النظر إليها، وهذا أيضاً يضايقه لأنه يقول إنه من حقي الوصول لنفس المرحلة ولكن لا أعرف ماذا أفعل!!
فدليني فربما أكون مريضة وأحتاج لعلاج؟
وشكرا على وقتكم الثمين....

سيدتي العزيزة..
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "النساء شقائق الرجال"..
من هذين القولين العظيمين لا بد أن تعرفي جيداً بأنك قادرة بشكل مطلق على الاستمتاع بنفس القدر الذي يستمتع به زوجك، بل إن الله قد حباك وبنات حواء بميزتين لا توجدان عند الرجال في الإثارة الجنسية هاتان الميزتان هما قدرتك على الحصول على أكثر من شبق أثناء اللقاء الجنسي الواحد والميزة الثانية وجود مصدرين للاستمتاع الجنسي عند المرأة وهما الداخلي "المهبلي" والخارجي "البظري".
أعلم أن كلامي هذا يبدو لك في غير موضعه لأنك لا تشعرين بالمتعة أصلاً ولكني أعرض ذلك مبدئيا لأؤكد لك أن هناك مخرجا مؤكدا من حالتك بإذن الله.

يا سيدتي الفاضلة إن حالك هو حال الكثيرات من الفتيات الصالحات العفيفات اللاتي لم يصادفن العلاقات بالجنس الآخر في حياتهم أبدا وبالتالي ظلت هذه المنطقة من مشاعرهن منغلقة دون أدنى تلبية لها إلى هنا وهذا شيء محمود، أما الجانب المظلم من المسألة فهو ذلك الجهل والتعتم الذي غلف هذا التحفظ وهذا المستوى الرفيع من التربية والتأدب وأقصد بالطبع الجهل بأمور الجنس والزواج والرغبة كل هذه الأشياء التي يمكن أن تقدم إلى أبنائنا في سن معينة مشمولة بالتوءمة بين العلم والدين ولكن قدر الله وما شاء فعل...

أما الآن يا سيدتي فمن حقك أن تستمتعي بحياتك الزوجية حتى لا تصبح بالنسبة لك ذلك الشيء البارد الممل أو المهمة الثقيلة كما وصفتها أنت في رسالتك؛ حيث إن لهذا مردودا نفسيا غير مرغوب في عواقبه ومن حق زوجك أيضا أن يشعر برغبتك فيه وفي التقارب الجسدي منه مدفوعة بعاطفة قوية وبرغبة جارفة وليس بمجرد رغبة في القيام بواجب أنت مضطرة لأدائه.

أما الطريق لتحقيق ذلك فهو سعيك أنت وزوجك لبعض جلسات العلاج الجنسي الذي سيعمل على تحقيق قدرتك على التقاط الأحاسيس الجنسية الموجودة بين جينات جسدك وأيضا بالنسبة لزوجك تكون له جلسات لتعليمه بعض فنون المداعبات لمن هن في مثل حالتك لمساعدتك على تجاوزها بمعاونته حيث إن العلاقة ثنائية زوجية غير قابلة للتجزئة على جميع جوانبها وفي كل مراحلها.

وأخيرا يا سيدتي أود أن أطمئنك أنه لا يوجد عرض مسمى بالبرود الجنسي لدى المرأة، ولكنه عرض تسهل إزالته بإذن الله إذا ما سعينا لذلك وأخذنا بالأسباب حيث تستمتعين وتمتعين وتفيدين وتستفيدين وتكونين سببا في هدوء نفسك وهدوء زوجك وهنائهما.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
معذرة إذا كان الموضوع اللي هاتكلم فيه محرج شوية...
الموضوع هو إني شره جداً للجنس لدرجة إني عندي علاقات كتير جنسية وخايف على بكره من النهارده والسؤال هو:
- هل كثرة الجماع يؤثر بعد كده على الشهوة الجنسية؟
معلومة سني الآن 29 عاما برجاء حل مشكلتي وشكراً.

لا تتصور مدى ما أشعر به من استثارة لأعصابي من جراء قراءة هذه الرسالة التي تتحدى الثوابت الدينية والأخلاقية..

أنا عادة ما أبدأ ردي على الرسائل بـ"يا سيدي أو يا صديقي أو يا عزيزي" ولكني هنا لا يسعدني أن تكون سيدي ولا عزيزي بل لا يشرفني ذلك عموماً سأحاول أن أنحي شعوري الشخصي جانبا وأكون أكثر موضوعية.

أولاً: بخصوص ما أشرت إليه بأنك "خايف على بكره من النهارده" فإنني أرى أن منتهى نظرك ذهب إلى الدنيا أيضا وكأنك ملكت اليوم وغدا وفقط خائف أن تصاب "شراهتك الجنسية" بسوء فمن قال لك إنك ستعيش إلى "بكره" الذي تخاف عليه من "النهارده"؟ ألم يصل تفكيرك إلى أن "بكره" أبعد من الغد؟ ألم تفكر في الغد القريب الذي تقف فيه بين يدي الله -سبحانه وتعالى- وأنت مرتكب لكل هذه الكبائر بل لأكبر الكبائر؟

والمصيبة أنك تجاهر بتلك المعصية الرهيبة وتلتمس لنفسك العذر بأنك شره جنسيا فإن كان ذلك عذر يسمح لك بكل هذا الانتهاك الصريح والمتكرر بشرع الله -سبحانه وتعالى- لاستثنى هو -وهو خالقنا والأعلم بنا- الشرهين أمثالك من العقاب ولأشار إليهم في التشريع السماوي، فأفق بإرادتك وتب وارجع إلى الله واندم على ما فعلت واعزم على ألا تعود قبل أن تفيق على ما لا تحب ولا تشتهي من غضب الله في الدنيا وعذاب منه في الآخرة.

أما عن سؤالك عن تأثير كثرة ممارسة الجنس على الشهوة فهناك رد علمي مجرد وهو ألا تؤثر كثرة ممارسة الجنس على الشهوة ولكن بالطريقة التي أشرت أنت إليها فإنها ستؤثر على أشياء كثيرة أخرى أهمها أن قالبك الجنسي الآن أصبح ممسوخا بحيث لن تثيرك ولن ترضيك أية زوجة في المستقبل إذا بقيت على هذه الحال.

ثانيا: إن القدرة الجنسية تتأثر بالتالي لأن الإثارة قد تأثرت وهي الطريق المنطقي لاستجابة الأعضاء الجنسية ومن ناحية أخرى لأنه أحيانا ما يحدث إنهاك للأنسجة الانتصابية أو يحدث تسريب وريدي.

ثالثاً: لقد رأيت حالات مشابهة لحالتك من المترددين عليَّ في العيادة يشكون من أعراض جنسية مختلفة دون وجود أي سبب عضوي لها ويظهر ذلك في كثير من الأحيان بعد الزواج وهذه هي الظروف التي أراهم فيها.

وقد يستجيب البعض لأنظمة العلاج المختلفة وقد لا يستجيب البعض الآخر ويظل يشكو دون أي سبب واضح إلا أن الجزاء دائما يكون من جنس العمل وكأن الله يبلغ هؤلاء رسالة قائلا لهم فيها: لقد استعجلتم بالحرام الخبيث واستعضتم به عن الحلال الطيب. فها هو الحلال الطيب بين أيديكم ولكنكم غير قادرين بل عاجزين أحيانا عن الاستمتاع به.

وصدق الله العظيم حيث قال: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً".

وصدق رسوله الكريم حيث قال "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" وأخيرا أود أن أختم بهذا الحديث القدسي الرائع والذي أدعو الجميع بأن يتخذونه مبدأ لحياتهم "البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت يا ابن آدم كما تدين تدان" صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم مبلغ الحديث.