د.هبة قطب
أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية


1- زوجتي ترفض دائماً العلاقة الجنسية بيننا وذلك بعد أن أنجبت لي مولودا عمره سنة واحدة. أريد الرد وشكراً.

سيدي الفاضل، العلاقة الجنسية بالنسبة للمرأة مختلفة عنها بالنسبة للرجل فهي بالنسبة للمرأة تتويج لعلاقة الحب والتعاطف والتراحم بينها وبين زوجها، أي أن لها علاقة بالعلاقة الحياتية اليومية بينهما أي أنها ليست علاقة مجردة لتفريغ شهوة ولكنها بالنسبة لها استقاء لمعنى أسمى كثيراً وهو الانصهار العاطفي والمعنوي بين كيانها وكيان زوجها..


ولذلك يا سيدي فإني أنصحك أن تفتح حواراً صريحاً ومطولاً مع زوجتك، يكون هذا الحوار مغلفاً بالعاطفة والهدوء وحبذا لو كان هناك تقارب جسدي "وليس جنسياً" أثناء هذا الحوار كأن تكون محتضنها أو ممسكا يدها أو.. أو.. فقد تكون مستاءة من شيء في معاملتك لها أو قد تكون راغبة في المزيد من المداعبة أثناء لقائكما الجنسي وكانت تشعر بالخجل من الخوض في موضوعات كهذه وأن تطرحها معك أو قد تكون تشعر ببعض الألم بسبب إصابتها باحتقان أو التهاب وفي هذه الحالة تحتاج لطبيب متخصص لفحصها وعلاجها..


وإن أبت أن توضح أسباباً بعينها، فاتحها أنت في هذه النقاط السابقة واستبين استياءها من أي منها مع طمأنتها أن لكل شيء حلا وأنك ستتقبل كلامها مهما كان قاسياً، ولكن في المصارحة راحة وتقارب نفسيين لكليكما فتوكل على الله يا صديقي وستصير الأمور إلى الخير بإذن الله.

2- ما آخر مراحل النشوة عند المرأة؟؟؟

إن مراحل النشوة عند المرأة تمر بأربع مراحل هي مراحل الدورة الجنسية –راجع الدورة الجنسية عند المرأة– أما مرحلة النشوة الجنسية سواء عند الرجل أو المرأة فهي المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية وهي المسماة أيضاً بالشبق وتستطيع المرأة أن تعرف إذا وصلت إلى هذه المرحلة أم لا، وهي مجموعة من ردود الأفعال الجسمانية التي تصاحب هذه المرحلة الانفعالية، وهي تشمل زيادة في الدورة الدموية كماً وكيفاً وزيادة في ضربات القلب من حيث العدد والقوة وقشعريرة تصيب الجلد في معظم أنحاء الجسم ويكون كل ذلك -وبعض الأعراض الأخرى- مصحوباً بإحساس عمومي بالرضا والاستمتاع، وليس شرطاً عند المرأة أن تنتهي هذه المرحلة بالعودة إلى نقطة الصفر أو مرحلة اللاإثارة في حين أن هذه هي القاعدة عند الرجل، أما عند المرأة فيمكنها أن تصل إلى مرات متتالية ومتعددة من ذروة النشوة أو الشبق وذلك إذا استمر التطور الانفعالي والمداعبات التي تسببه...

وعلى ذلك يمكن إنهاء الدورة الجنسية عند المرأة في الوقت الذي تشعر هي فيه، وبالتالي يشعر فبه زوجها، بتمام الإشباع والاستمتاع، وهناك ذلك النوع الآخر من الشبق الأنثوي الذي يسمى الشبق الداخلي أو الشبق المهبلي والذي يكون حشوياً في المقام الأول ويحدث بتمام العلاقة الجنسية أي بالإيلاج ويكون ذلك نتاجاً للاحتكاك مع الجدران الدائرية للمهبل حيث توجد المستقبلات العصبية التي تثار بالضغط والحركة وعلى ذلك يتم توصيل هذه الإشارات العصبية إلى مركز الحساسية الجنسية في المخ فيجيب بالتصاعد الانفعالي التدريجي في الدورة الجنسية حتى الوصول لقمتها، وهي مرحلتها الثالثة والتي هي.. الشبق..
أرجو أن أكون يا صديقي قد وفقت في إيضاح كل ما أردت معرفته عن آخر مراحل النشوة عند المرأة عسى الله أن ينفعك بهذا العلم وأن يوظف في الحلال الذي يرضي ربنا عنا.

3- سمعت أن هناك أوقاتا معينة تكون فيها المرأة أكثر خصوبة وأن هناك أيضاً أوقاتا أخرى تكون رغبتها الجنسية مرتفعة وهذه الأوقات محددة بالنسبة إلى الدورة الشهرية أي قبل أسبوع من الدورة أو بعدها مباشرة فهل هذا الكلام صحيح؟

قبل أن أجيب مباشرة عن هذا السؤال أود أن أوضح لقرائنا الأحباء أن تلك القوانين التي تتحدث عنها لا تسري على جميع البشر أو بالأحرى على جميع النساء فكما أن لكل إنسان شكلا خارجيا يختلف عن الآخر، أيضاً فإن لكل إنسان تركيبا جسمانيا وعصبيا وهرمونيا يختلف عن الآخر وتلعب المواصفات الشخصية دوراً مهماً حيال هذه الأمور، وحيال الاستجابة النفسية لهذه التغيرات الدورية الهرمونية، ولذلك وبالرغم من احتمال سريان ما قلته على البعض أو الكثير من الفتيات أو النساء ولكن لا بد أيضاً أن نأخذ في الحسبان أنه لا يسري على الأخريات..

فقد ثبت في الدراسات التي أجراها ماستر جونسون على الانفعالات الجنسية عند المرأة في العقدين السادس والسابع من القرن الماضي أن الرغبة الجنسية عند المرأة لا تخضع في معظم الأحيان إلى تلك التغيرات المتعلقة بمستوى الهرمونات في الدم، وإن كانت تلك التغيرات الهرمونية تتحكم في استجابة الغدد الجنسية والتناسلية للإثارة، وفي نوعية الإفرازات التي تخرج من تلك الغدد من حيث الكمية والقوام..

ومن الخطأ الكبير أن يبدأ الناس حياتهم وعلاقاتهم الجنسية مع أزواجهم "رجالاً كانوا أم نساء" بفكرة مسبقة وراسخة عن ماهية الإثارة وتغير شدتها وخضوعها للهرمونات أو الدورة الشهرية أو غيرها ولكن يترك ذلك للفطرة السليمة التي سيلتقي في ضوئها الطرفان، وللقوالب الجنسية التي سيطبعانها على بعضهما البعض..

أما بالنسبة لمسألة الخصوبة فهذا شيء يفتي فيه الزملاء أطباء النساء والتوليد أكثر مني وأفضل مني ولكن هنا أقول إن الله الخالق العلي الكبير هو القادر على كل شيء وهو مانح النطفة القدرة على الإخصاب وبالتالي تكوين الجنين وعلى ذلك فليس علينا سوى الأخذ بالأسباب من حيث الانتظام في العلاقة وتخير الفترة التي يكون فيها الاحتمال كبيرا لحدوث الحمل ولكن لنستعن أولاً وأخيراً بالدعاء أن يوفقنا ويمنحنا ولا يمنع رزقه عنا فإنه سميع قريب مجيب الدعوات.

4- أرجو المعذرة في سؤالي ولكنه سوال يحيرني وهو ما الوضع الشرعي للجماع مع الزوجة؟ وهل بعض الممارسات مثل الجنس الفموي "والذي يمارس بالفم" حرام أم جائز؟ أرجو الفتوى حتى تتضح الأمور. جزاكم الله عنا كل الخير وشكراً.

أرجو ألا تختلط الأمور على قرائنا وأحبائنا من حيث الخلط بين القدرة على عرض وإطلاق الحكم العلمي أو الحكم الديني وخاصة في الأشياء التي عليها خلاف وحدث فيها جدل حول حلها أو حرمتها ومنها الجنس بالفم أو الجنس الفموي، فأنا لست أهلاً للفتوى ودائماً ما أستحضر قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار" ولفضيلة الشيخ "يوسف القرضاوي" آراء في هذا الشأن، ولكثير من فقهاء المسلمين أيضا، فلتبحث يا صديقي عن هذه الفتاوى وتلك الآراء التي عرضها العلماء الذين نحسبهم على خير دائماً..و.. "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع من سبقونا ولحقونا في الإسلام... والله أعلم.