
شبكة (العروس) تقليد أعمى وواقع مؤلم
شبكة (العروس) تقليد أعمى وواقع مؤلم
ابتليت عدد من الأسر اليوم بتبعات هذه الشبكة التي يقدمها الخطيب لخطيبته فقد بدأت بطريقة بدائية قبل نحو عشرة أعوام حيث كانت لا تعدو قطعة ذهبية تقدمها إحدى قريبات الخطيب إلى مخطوبته كخاتم أو نحوه. وهي عادة دخيلة على مجتمعنا لكنها اليوم أخذت مساراً عجيباً حتى أصبحت تنافس تكاليف الزواج. ويحسب لها ألف حساب. وأصبحت لدى بعض الأسر من الضروريات التي لابد منها ويعاب على من تجاهلها. إن الواقع اليوم لهذه العادة المحدثة احتل ما نسبته 40٪ من التكاليف الاجمالية مادياً ومعنوياً، وأصبحت الأسرتان تعد العدة لتلك الليلة التي تقدم فيها الشبكة على سلة من ماء الذهب تزف كما تزف العروس على عربة فاخرة والزهور والورود من كل جانب فضلاً عن تحمله تلك السلة من الجواهر الثمينة التي تقارب قيمتها مقدار مهر النكاح حتى أصبح المهور مهر قبل العقد ومهر عند العقد والضحية في ذلك هو الزوج المسكين الذي تحمل تلك الديون بسبب عبث النساء والتقليد الأعمى وغياب القوامة من الرجال.
إن سلبيات تلك العادة الدخيلة لا تقف عند حد فقد بلغت حد الاسراف والتباهي والتفاخر دون وازع من دين أو ضمير، لقد سلبت الزوج جهده وطاقته قبل موعد الزواج حتى أن البعض من الأزواج ذوي الدخل المحدود يستدين من أجلها، فضلاً عما يترتب عليها من إسراف في اللباس والحلي والموائد والهدايا المتنوعة وفضلاً عن تكاليف قاعة المناسبات.
إن شبكة العروس اليوم تتعداها إلى غيرها: إلى أمها وأم أمها وأم أبيها وأبيها وأخيها كل له ما يناسبه من الهدايا الثمينة. وإليك أخي القارئ الكريم هذه الاحصائية لإحدى الشبكات لإحدى الأسر المتوسطة.
1 - ذهب للعروس 12000 اثنا عشر ألف ريال.
2 - ذهب لأم العروس 4000 أربعة آلاف ريال.
3 - ذهب لجدة العروس 3500 ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال.
4 - ساعة لوالد العروس 800 ثمانمائة ريال.
5 - جوال لأخ العروس 1200 ألف ومائتا ريال.
6 - استئجار عربة مذهبة 500 خمسمائة ريال.
7 - زهور وهدايا 1800الف وثمانمئة ريال.
8 - صالة مناسبات 4000 أربعة آلاف ريال.
9 - وجبة عشاء مع الحلويات 3100 ثلاثة آلاف ومائة ريال.
10 - فساتين للأسرتين 6400 ستة آلاف واربعمائة الف ريال.
11 - حلي للأسرتين 7800 سبعة آلاف وثمانمائة ريال.
المجموع 45,600 خمسة وأربعون ألفاً ومائة ريال.
أما عن المخالفات الشرعية التي تصاحب هذه الشبكة فأشدها خطراً ما وصلت به الحال لأسر عميت بصيرتها حتى وقعت في المحذور من حيث لا تشعر. فنتيجة للتنافس في شراء الهدايا وكل جديد مبتكر ليقدم للمدعوين بعد الفراغ من وجبة العشاء. وصل بهم الحال - ومع الأسف الشديد - إلى شراء مصاحف متناهية في الصغر 483سم جعلت على شكل هدايا تضاف إلى الحلويات الملبسة.فلا حول ولا قوة إلا بالله. أمر يثير العجب والاستغراب من أسر مسلمة غطى الجهل بصيرتها وأصبح همها التقليد فإلى الله المشتكى وإلى متى وهذا العبث يزيد والله تعالى يقول (وأما بنعمة ربك فحدث) فهل هذا هو لتحدث بالنعمة. أقول تهدر ما أنزل الله بها من سلطان.
لقد أصبحت الشبكة اليوم شبحاً يطارد الزوج في كل مكان إلا من عصمة الله هذه نتيجة التوسع في المباحات حتى أصبح المباح محرماً بسبب ما يؤول إليه من المحاذير الشرعية فهل من مدكر؟
منقووووول