
حائره .. بين مطرقة ((تقدمي واقبلي )).. وسندان ((تراجعي واحذري ))
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاشك فيه ولا جدال .. الأهميه العظيمه والفائده المرجوه من الزواج المبكر .. بالنسبة للشاب او الفتاة على حد سواء ...
تكمن اهميه هذه الفائده لأنها تلبي المطالب النفسيه الجسديه والروحيه والفطريه اللتي وهبها الله تعالى للبشر ..
وبما ان صلاح المجتمع من صلاح افراده .. لايلبث ان ينعكس اثر هذا الرباط المقدس العظيم ايجابيا على المجتمع منتجا ثمارا يانعه يسعد الكل بقطفها...
بأختصار ..
ان الوضع الطبيعي للأنسان يكون في الألتحاق بركب المتزوجين ودخول هذا العالم واتمام الأرتباط بالنصف الأخر
..
ولكن عندما يضيئ اللون الأحمر .. وتدق اجراس الخطر معلنه ان الوضع الحالي لم يعد (( طبيعيا ))...
والفتاة هي المعنيه بهذا التغير .. كون طلبها للزواج هو في انتظاره فقط .. ولا شئ غير الأنتظار .. وقد يطول هذا الأنتظار ويثمر الى ( لاشئ) ...
كذلك هو الأهم لها لطبيعه تكوينها كأنثى .. حيث انها تتقدم في العمر وتنضج اسرع من الرجل .. كما ان عمرها في الأنجاب يكون اقصر من الرجل ....وغير ذلك من الأسباب الصحيه اللتي اثبتها الطب الحديث ...
بالطبع ... ان اي سبب لا قيمه له ولا وزن اذا اراد الله عزوجل وقدر ان ترتبط الفتاة بالزوج الصالح متأخره وتنجب الذريه الصالحه حتى لو كانت متأخره ....
في وسط هذه المعمعه وقفت حائره .. متوتره .. قلقه .. اتقدم خطوه اعود خطوات ....
فقد وقعت بين " المطرقه " و " السندان "...
مطرقة ( اقدمي وتزوجي من اي طالب لك حتى لو لم ترغبي به وحتى لو اتضح لك وضوج الشمس انه لايصلح لك و انه قد ينتهي قبل ان يبدأ ..على الأقل ستنجبين الولد اللذي طالمات حلمت به .. وستسعدين حتى لو عشتي جحيم الزواج فهو افضل من جنه اهلك )
وسندان (اياك ثم اياك ثم اياك ان تتزوجيه ... فكري وفكري وفكري وتراجعي وارفضي .. فبقائك في بيت اهلك معززه مكرمه افضل لك ...ولا يغرك من قال لك ان جحيم زوجك افضل من جنه اهلك .. فأنت لاتعرفين هذا الجحيم ولم تجربيه وقد لاتعتادين عليه وتخرجين من رمضاء العنوسه الى نار الطلاق .. ولا تأملي نفسك بالولد وتظنين انك ستملكين السعاده به .. انه من زينه الحياة الدنيا .. ولكنه قد يكون سبب شقائك وتعاستك ايضا )
لم كل هذا التخويف والتحذيرمن امر قد قال الله عزوجل كن فكان .. وقدره لصاحبه من خلقه جنينا في بطن امه ؟؟
لم هذا التصادم والأختلاف واثاره البلبله والقلاقل ؟؟؟
هل اقبلت الحروب والأوبئه علينا لتزرعوا في قلبي هذا الفزع ؟؟؟
هل سأتزوج رجلا ام اقاتل وحشا ؟؟؟؟
اصبحت كتائهه لااعرف طريقي .. رغم نضوجي الفكري والجسمي والعلمي بشهاده الجميع ... فأنا محاطه بمن يلغي كل ذلك ... ولا يتعرف به ...ولا يسمح بأن يكون القرار لأحد ... غير قراره هو ...
تشتت ذهني وتبعثرت اوراقي بين من يدفعني للأمام زاجرا يقول ( تقدمي تقدمي تقدمي .. هذا طريق سعادتك واستقرارك ومحط متعاك )
وبين صائح بي بلوعه ومحذرا وساحبا اياي للخلف ((اياك ان تمضي .. فهذا طريق شقائك وعذابك ))
والكارثه .. والمصيبه العظمى .. الأمر المضحك المبكي .. وشر البليه الذي اضحكني .. ان من ينادي بي قائلا : (ارجعي .. احذري .. لاتتهوري ...) هم اقرب الناس اليّ .. واعزهم الى قلبي ( ابي وامي واخواتي )
ومن يدعمني صائحا ..(( تشجعي وسيري للأمام ولا تخافي ))
اناس غرباء عني لم ارهم قط .. اقراء واسمع الأيجابيه واستشعرها في كتاباتهم ومحاضراتهم .. واشعر بصدقها وواقعيتها وروح التفاؤل فيها ...
وبعد هذا كله استنتجت ان الحل هو احد امرين لاثالث لهما ...
اولا .. استسلم ... وارفع الرايه البيضاء واسلم نفسي لمن حولي ليختاروا ويقبلوا ويرفضوا ويقرروا ويستخيروا .. اتلقى بعدها امر التنفيذ .. ولزاما علي ان اقبله من غير جدال واعمل به ....
ثانيا .. ارفع رايه العصيان والتمرد .. على كل من حولي صارخه بالكل .. انني الوحيده اللتي لها الحق والأمر بالقبول والرفض في اتخاذ شريك لحياتي ....
ويبدو ان كلا الأمرين احلاهما مر .. ولكن يبقى في قلبي امل ورجاء كبير وثقه بالله ان اتذوق رشفه من سعاده .. حتى لو اكتويت قليلا بنار الألم .. فكما يقال (الم ساعه ولا الم كل ساعه )
و( من يريد ان يحصل على العسل فليصبر على لسع النحل )
اتمنى منكم دعوه صالحه صادقه لي في ظهر الغيب ان يهدي لي اهلي وخاصه امي .. وان يكون دعمهم لي دفعا الى الأمام .. وليس جراً الى الوراء خوفا من مجهول لايعلم ماخبئ فيه الا الله عزوجل ....
فأنا لن اكون سعيده ابدا عندما اكون سجينه داخل قصر من ذهب ...
لاتنسوني ارجوكم من الدعاء وجميع اخواتي ....