السلام عليكم
يرجع سبب بقاء أكثر من 80 % ممن هـن بدون أزواج إلى مايعتري أنفسهن من
خـوف وتردد ورهبـة من الارتباط ، وكلما تقدم بهن العمر زادت تلك المشاعر أكثر
وأكثـر ، تصـور لهـن أنفسهـن أنهــن سيدخـلن أجـواء المسئــوليـات والمشـاكل
وربط الحريات ، إلى جانـب مالايمكـن معـرفتـه عـن الرجـل إلا بالعـشرة الزوجيـة ،
وهروبا من ذلك يرمين بأنفسهن إلى ماهو أصعب وأمر من كل المـشاكل الزوجـية
يرمين بأنفسهن إلى عالم الكبت النفسي والجنسي والوحـدة الروحـية وسجن الذات
وحرمان الأمومة وإلى مزيدا من الضغوط الاجتماعية والتساؤلات ، ولما كل هذا ؟
الزواج ليس قبر لاخروج منه إلا إلى الآخرة ، فقد شرع الله برحمته الطلاق ليكون
خلاصا للتي تجـد في زوجها مايعيبـه ، وكفل لها الشرع الخلاص بالطلاق إن لم تنفع
الحلول ، وشرع للمرأة ان تتزوج مرة أخرى وثالثه ورابعه وعاشرة ، ولم يحدد لهــا
الإسلام بفضل الله أو يقيدها بعدد لاتتزوج بعـده 0
قد تقول بعضهن لا أريد أن احمل لقب مطلقة وأفضل أن ابقى كما أنا بدون زوج وقد
تقول مطلقة لا أريد أن اكرر تجربة الفشل مرة أخرى ،
فأقول إن كنـتى راضيــة في دين الرجل وأخلاقه وكان مؤهلا لتحمل المسئولية فأتركي
الباقي على الله ، وكل من تزوجن أقدمن على الزواج برجاء توفيق الله ولايوجد متزوجة
واحدة أقدمت على الزواج وهي ضامنة للسعادة والتوفيق ،
أما المشـاكل الزوجيـة التـي تخشين منها فعلى الأقل لها حلول وتجـدين من يساعــدك
في ايجاد الحلول ، ولكن الكبت النفسي والجنسي والوحدة الروحية وسجن الذات ليـس
لك إلا الصبر عليها وتبقى مشاكل شخصية سرية تكابدينها وحدك وتحاولين قدر استطاعتك
إخفائها عن أقرب الناس إليك حتى تقودك إلـى الإحباطـات والأمـراض التي انتى في غنى
عنها ،
لذلك أكرر وأقول أقدمي على الزواج بكل شجاعة وتوكل على الله ولاتخـافي مما قد يحدث
من مشاكل ، فنحن نفعل الأشياء ولسنا نضمن نجاحها بالتأكيد 0
والمثل يقول ( ليس العيب أن تفشل ولكن العيب أن لاتحاول ) وأعلمي أن الشرع قد كفل لك
الخلاص إن وجدتى مايعيب الزوج أو حتى لم ترغبه نفسك ولست في سجن مؤبد لاخروج منه
ولك ان تتزوجي مرة أخرى وأخرى 0
وأركز هنا على اللاتي يخشين التعدد لمشاكله ويفترضن الظن السئ في التجربة معتمدات
على مايسمعنه ، أو على تصورات قد لاتكون صحيحة ودقيقة 0
لاتحرمن انفسكن الزواج لمثاليات أو غيرة في انفسكن أو كبرياء أو لخوف من كلام الناس
اسألن الله التوفيق وأبذلن مافي وسعكن لإسعاد أزواجكن وأتركن الباقي على الله وتنازلن
عن بعض الأشياء المرجوة في المتقدم لخطبتكن فلا كمال إلا لله سبحانه وتعالى ،
ومن مرت بتجربة زوجية لم يكتب لها التوفيق فلا يعني ذلك أن الزواج مرة أخرى مصيره الفشل
على كل حال ومن تتوقع ذلك فقد تقود نفسها إليه ،
فعليكن بالتفاؤل وإحسان الظن بالله والتوكل عليه فوالله لم يخسر إنسان توكل على الله حق
التوكل وجعل أمره بين يدي رحمته تعالى 0
اسأل الله التوفيق للجميع 0
أخوكم الكبير