أختي الفاضلة/لؤلؤ مكنون ... أولاً أسأل الله أن يرزقك بالزوج الصالح
وكما ذكرت أنه لا يتقدم لك الخطاب لطلب يدك فأحب أن ألفت نظرك إلى عدة أمور بخصوص هذا الشيء :
قد يكون تأخير الزواج بالنسبة لك فيه خيراً كثيراً ولكنك في الوقت الراهن تجهلين هذا السبب وليس كل شيء يتخيل للإنسان أنه هو الصحيح والخير له يكون حقاً كذلك وقد قال تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} مثلاً أن تكون إرادة الله لك بأن يرزقك بفلان من الناس ولكن لم يحن الوقت المناسب الذي قدره الله عز وجل.
قد يكون تأخير الزواج بسبب ذنباً أذنبتيه وهذا عقاب لك عجله الله في الدنيا ليطهرك ويرفع درجتك في الآخرة.
قد يكون تأخير الزواج ابتلاءً لك وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( عظم الجزاء مععظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )
وأذكرك أن مايحصل لك مكتوب ومقدر في علم الله وأدعوك إلى أن تتأملي حديث ابن عباس الذي قال فيه(كنت خلف رسول الله صلى اللهعليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجدهتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علىأن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعتالأقلاموجفتالصحف )
قال هذا حديث حسن صحيح
أختي لست هنا بصدد مجاملتك أو الثناء عليك ولكني هنا بقصد أن أركز انتباهك على الجانب المشرق في حياتك فدعينا نستعرض النعم التي أنت فيها أسأل الله ألا تزول :
جعلك الله إنسانه ويوجد الحيوان وهو من خلق الله.
أنك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي فضلها الله على باقي الأمم وغيرك لم يحضا بهذا التشريف
موحدة بالله وغيرك كافر ومشرك به
بصحة وعافية وغيرك مريض
أسرة طيبة وغيرك مقطوع من شجر أو لديه أهل وجودهم كعدمه
أصدقاء طيبين وغيرك أصدقاء سوء
مال طيب وغيرك فقير لا يجد قوت يومه
بلدة طيبة وغيرك في بلاد الكفر
أنعم الله عليك بالعقل وغيرك مجنون
أنعم الله عليك بالصلاح والهداية وغيرك ضال
أما بالنسبة لسؤالك عن حاجتك العاطفية وكيفية إشباعها وكيف السبيل إلى عدم الانحراف فأقول لك أن الأمر يسير لمن يسره الله له فإليك الجواب:
التوبة إلى الله من جميع المعاصي ولو كانت صغيرة.
التعلق بالله حتى تجدي حلاوة الإيمان فلا يوجد شيء تشبعين به عاطفتك أجمل وأحلى من حب الله عز وجل.
أن تتيقني أن ماعند الله خير وأبقى .
أن تتيقني أنك لو سلمت من آثار الانحراف في الدنيا فلن تسلمي منها في الآخرة إلا أن تتوبي إلى الله وقد يدركك الأجل من غير توبة.
أما بالنسبة لقولك مهما شغلت وقت فراغي فهذه الحاجة تقفز أمامي في كل وقت حتى لو كنت في قمة الشغل والمشاغل؟؟
فأقولك لك لو أصبحت العاطفة مشبعة بحب الله فهذا المطلوب أن تقفز أمامك في كل حين
ولا تنسى يا أختي ليس كل شغل هو شغل نافع فالمطلوب منك أن تشغلي نفسك في النافع والمفيد فكم من مجال الأمة بحاجه فيه إلى أمثالك وسوف أعود واذكر لك أمثلة على ذلك
أختي الفاضلة أهديك هذه الحكمة ... من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد