|
لقد أدركت منذ قراءتي الأولى أنك لا تقصدين الأعمال المنزلية حتى أني لم آتي على ذكرها مطلقا لعلمي أنها ليست المقصد من الموضوع
ولإعتقادي أننا قد تبرمجنا على أعمال المنزل لأننا نمارسها بشكل يومي ومن مدة بعيدة حتى أصبحت جزء من روتيننا اليومي ولو لاحظتي سترين أنني استهللت ردي بتحديد الأهداف ثم العمل على إنجازها والأهداف كلمة واسعة فضفاضة تستطعين إدخال ما تشاءين تحت مظلتها لا أظن أن مشكلتك هي عدم إدراك أهمية الوقت والإحساس بقيمته وسؤالك هو خير دليل على حرصك على الوقت مشكلتك حسب وجة نظري هو أنك تشعرين أن لديك الكثير من الوقت المهدر الذي يمكنك إستغلاله لكنك تفتقدين الآلية والتحفيز أمالآلية فمن السهل إيجادها إذا ما وجد المحفز كما أنك تعتقدين أنك عندما تقومين بأعمال روتينية فإنك تهدرين وقتك وهذا بلا شك غيرصحيح فالنوم مثلا عمل روتيني لكن انظري ماذا يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه " ((إني لأحتسب نومي كما أحتسب قومتي)) هو يحتسب نومه لأن له هدف من النوم وهو استعادة نشاطه للعبادة إذن عندما نضع لنا هدف إيجابي لأعمالنا فإننا لا نهدر أوقاتنا قال الحسن البصري عن عمر بن عبد العزيز: ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية هناك أمور تزيد من فاعليتك وقد تكون معلومة لدى الكثير لكن لابأس من التذكير بها ولعل من أعظم الأسباب التي تعينك على الإنتاج وتمدك بالطاقة اللازمة هي الإستعانة بالله 1)استعيني بالله ولا تعجزي قال تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين" وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجزو الكسل (اللهم إني أعوذ بك من العجز الكسل وأعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) كرري هذا الدعاء كل صباح تأملي الرسول عليه الصلاة والسلام قد استعاذ من الهم والحزن مباشرة بعد استعاذته من العجز والكسل لماذا؟؟ لأن الكسل والعجز أكبر جالب للهم والحزن وأظنك قد لمستي بالفعل هذا الكلام وشاهدتيه على أرض الواقع فالأشخاص الفاعلين يشعرون بالسعادة فالعمل وإن كان في بعض الأحيان مرهق لكنك حالما تفرغين منه تشعرين بالسعادة تلك هي لذة الإنجاز التي حدثتك عنها في المشاركة السابقة لذلك فإن العمل مرتبط بالسعادة والعكس صحيح الكسل مرتبط بالهم والحزن ولابد أنك سمعتي يوما ما من أحدهم هذه الجملة الشهيرة ((أنا زهقان طفشان )) هذه الجمل لا تصدر غالبا إلا من ؤلئك الكسالى العاجزين 2)*قال الرسول صلى الله علية وسلم عندما أرسل علي رضي الله عنه فاطمة لتلتمس خادم من أبيها "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أوتيما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبِّرَا أربعًا وثلاثين، وسبِّحَا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم" البخاري" وهذا دليل على أن ذكر الله يمد الإنسان بالطاقة ولايهم بعد ذلك أن أستغللتيها في أعمال المنزل أو غيرها مادامت أعمال تعود عليك بالفائدة 3)ابدئي يومك بذكر الله والوضوء والصلاة فقد ورد عن الرسول صلى الله علية وسلم ((يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ)) البخاري 4)أكثري من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله" فلها مفعول عجيب يقال أن كلمة حول من معانيها التحول فإن كنت مثلا في حالة ضيق وكررتيها تحولت حالتك إلى فرح وسرور بحول الله وقوته وهكذا 5) لا تسهري واستيقضي مبكرا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لامتي في بكورها ) وهذا دعاء من نبي الامة بالبركة لأهل التبكيربركة في كل شيء في الوقت والعمل والصحة ...الخ ويؤسفني حقا أن معظم ربات البيوت تعود للنوم بعد ذهاب زوجها وأطفالها إلى أعمالهم ومدارسهم فيضيع عليها هذا الوقت المبارك وتفوتها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم شخصيا أنجز في هذا الوقت مالا أنجزه في بقية اليوم فالوقت طويل وفيه بركة عجيبة 6)مارسي الرياضة يوميا ولو لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة ولا أظنه وقت طويل وبإمكانك أثناء ممارسة الرياضة قراءة أوراد الصباح هو وقت قصير لكن مردوده كبير ستشعرين بعد مدة من مزاولة الرياضة بإنتظام بنفسية مرتفعة وحيوية ونشاط وإقبال على الحياة بكافة أشكالها الحقيقة أني أشجع بشدة على الرياضة خاصةً لربات البيوت لكني دائما ما أصاب بخيبة أمل لأنهن يعتقدن أنه لكي تمارسي الرياضة لابد أن تكوني من أصحاب الوزن الزائد ويستغربن عندما تمارسين الرياضة ووزنك في المعدل الطبيعي ويعتبرنك مهووسة بالرشاقة أو يقال لي يكفينا الركض في أعمال المنزل ومطاردة الأطفال تعتبر أكبر رياضة !! وذلك ظنا منهن أن الرياضة عبأ إضافي فهن لا يدركن أن الرياضة تكسبهن لياقة عالية تمكنهن من القيام بأعمالهن بكفائة وروح عالية 7) اختاري من محيطك أومن واقعك شخصية ذات ((همة عالية )) عن نفسي كنت عندما أشعر بفتور يكفي أن اتصل بأختي الكبرى حفظها الله بل أني بمجرد أن أفكر فيها أشعر بالرغبة الجامحة فالإنجاز والعمل وحاليا بعد وفاة إحدى أخواتي أصبحت عندما أتذكرها أشعر أني في سباق مع الزمن !! فقد تذكرت أحلامي وأهدافي التي رسمتها لنفسي قبل عشر سنوات ثم نظرت إلى واقعي وأين أقف اليوم بالنسبة لها فوجدت أني قد تأخرت !! وعلي أن أحث السير لكي لا اتخلف عن الركب قبل أن يدركني الأجل لا سيما وأن ثقافة اللحظة الأخيرة ثقافة منتشرة !! فلا نجتهد إلا في الوقت الضائع على سبيل المثال المذاكرة قبل دخول قاعة الإختبار أعود وأؤكد على إختيار القدوة من محيطك فإن تعذر فمن شخصيات معاصرة لأنها أقوى في التأثير لقربها الزماني والمكاني وواقعيته ومصداقيتها وهذا ليس تقليلا من تتبع سيرة سلفنا الصالح فهي أيضا ملهمة وسأؤجل الحديث عنها في تعليقي على ردودك الأخيرة إن كان في العمر بقية في النهاية يأتي دور الألية فعندما تكتبين أهدافك و تضعين لها خطط زمنية فإن هذا يعطيك دافع لإنجازها حسب الجدول الزمني أخيرا مجاهدة النفس ولا سيما في البدايات فلا شيء يتأتى بلا جهد ومجاهد وإلا فإن مقولة لكل مجتهد نصيب ستكون بلا قيمة والله سبحانة وتعالى يقول" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" يقول علماء النفس لإكتساب نظام معين لابد من الإلتزام به 20 يوم و10 أيام تأكيديه يعني شهر واحد فقط جاهدي نفسك في هذا الشهر وبعد ذلك يصبح الموضوع نظاما لا تستطيعين الإستغناء عنه أبدا لي عودة لتعليق على المشاركتين الأخيرتين في وقت لاحق موفقة |
| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|