
الصراحة و الحدة في الحوار مسبباتها و طريقة الحد منها
صُبحتم بكل ما هو جميل يا رفقْه .
عندما أبدأ بالفصحى عموما إعلموا أنني بائسة : ( الله المستعان
أنتم مقربون لقلبي كثيراً لذلك آثرت الكتابة لكم عّل في كلماتِكم فائدة أستنير بِهَا
أختكم أم خالد كما تعرفونها مسبقا ولست بصدد الكتابة عن نفسي و شخصيتي
لكنني في الحقيقة أعاني من بعض صفاتي و تعبت جاهدة محاولات عديدة لتغيرها ولم أستطع
أعاني من حدة إسلوبي سواء في النصح أو الإيلام ؛
أنا هُنا لحل المشكلة و لست لأبث شكوى عابرة
قلقت .. تعبت من لساني الذي تأذى منه الكثير
صريحة لدرجة تصل للجرح و هذه صفة غير محمودة على الإطلاق
قسيت على من أعرف في محيطي و دائمة التعبير بقسوة عن رأيي ولا يهمني من قسيت عليه
أقول لا يهم ، المهم انني على حق و سيعرفون نيتي لاحقا
الجميل في قلبي أنني أثق بنواياي جيّدا و على ثقة بأنهم سيعذرونني إن إتضحت الصورة بشكل جيّد
و إن لم تتضح لا يهم فأنا إستحضرت نيتي لله أولا و اخيراً يكفيني رب العباد عن العباد .
و قسيت أيضاً على من لا اعرف في العالم الافتراضي و لست أوردها وقاحة بقدر ماهي خجل منكم و منكن و حرجٌ أصبح ظاهرا
صحيح يقال عني انني أتميّز بإسلوب عفوي و أميل للمرح قليلاً
لكن هذا لا يشفع لي دائماً
بل على العكس أجدني في أحايين كثيرة [ بكحلها عميتها ]
و أقول ليتني بقيت صامتة و اكتفيت بفظاظتي
حقيقة لا أعلم منشأ حدتي و قسوتي في بعض عباراتي لكنني لا أتوانى عن إطلاق الكلمات
التي من شأنها تعبر عن ما أريد بكل أريحية
تعرضت بالأمس لموقف مع أحد إخوتي كنا نتكلم عن موضوع عائلي و قلت رأيي بانفعال
نحن عائلة يسود أفرادها الاحترام بفضل الله و الصراحة أيضاً
لكنني الوحيدة من بينهم المتبرعة بشدتي و كإنني قد تبنيت عواطفهم أجمع
مع انني في الأصل شخصية عاطفية و حالمة حد البكاء ولا اعلم سر حدتي اليتيمة مع كمية العاطفة المفرطة التي أتمتع بها
بعد انتهاء الحديث بيننا أقبلت علي أختي تلومني بكل شدة لسانك يبغاله قطع
أعترفت بعدها لنفسي أنني اخطأت و أخرجت صوتي بناءا على موقف قديم شخصي
أي نستطيع أن نقول بأن هنا المنشأ نفسي بحت
طيب ، ماذا عن المواقف الأخرى التي لا تمت لشخصي بصلة
و أجد في نفسي صراحة غير مقبولة في إطلاقها
قد تكون الحدة ككل عبارة عن نتاج مواقف قديمة أو تربية شديدة أو لها منشأ نفسي غير واضح لدي
هذا موقف مع أحد أفراد عائلتي و لأنني لا أريد أن اخسرهم كتبت لكم بعد أن فكرت مليا
لأنني كنت لا أظن بأنها مشكلة من الأصل
لا اخفيكم مع أقربائي بنفس الأسلوب المخجل حتى لو كنت لم أراها منذ وقت طويل
في حين تقابلنا و تناقشنا في أي موضوع أو مشكلة أبدا بالتكلم ولا أراعي الذوق ولا أهتم لردة الفعل
في الغالب هذه صفة غير محببة ولا أحد يرتضيها لنفسه
لكنني و بكل صدق أكتبها لكم لا أتضايق من الصراحة ولا الحدة إذا ما وجهت لي
بل على العكس احاول دائماً أن أستفيد من مجمل الحوار وأستشف المهم فقط بغض النظر عن الأسلوب
ينطبق علي المثل القائل [ كلن يرى الناس بعين طبعه ]
حاولت ان أمسك لساني مرات عدة لكنني أحيانا كثيرة لا أصبر
أريد أن أعرف بشكل عام هل للصفة السيئة هذه علاج ؟
هل أحد يعاني مثلي ، وماذا فعل لكي يتخلص منها ؟! و هل وجد تغيرا كبيرا ؟
ما الشعور الأولي لمن يصدر تجاهكم هذه الصراحة ، و كيف تتعاملون مع هؤلاء الأشخاص الذين
يوجهونكم بقسوة ؟
و هل تفضل أن يقسى عليك أحدهم في النصيحة أو التعبير اذا كان نيته غير عدائية تجاهك ،
أم تفضل النصح لينا رطبا يوافق هواك ؟
الحقيقة أريد أن أعبر عن إعجابي البالغ بتوقيع الخالة الفاضلة بيتا لأنه يختصر موضوعي
و بالعموم تواقيعك دائماً أستفيد منها كلمة حق و إعجاب بحقك يا أم بلال
أتحفوني بأرائكم و مشاركاتكم و نصائحكم
همسه ؛ لكل من قسيت عليه بأي رد من مشاركاتي الألفان و السبعمائة فليقبل اعتذاري هاهنا
و يعلم الله انني لا أحمل أي مشاعر سلبية تجاه أحدكم أنا أكتب فقط بناءً على المكتوب و ليس الكاتب
لأرواحكم البياض يا صحبِ
دمتم بكل خير
__________________
الوعي هو الملاذ ..
أستغفر الله العظيم ؛
( الفردوس غايتي )