ويمكن بالتاكيد ان تكون رحلة بناء علاقة حب شديدة الصعاب احيانا، ان المشكلات حتميه، ولكن هذه المشكلات يمكن ان تكون مصدر استياء ورفض او تكون فرصة لتعميق علاقة حميمة ونمو الحب، والرعاية، والثقة ، ان الاستبصارات التي في هذا الكتاب ليست " اصلاحات سريعة" للقضاء على كل المشكلات، انها بدلا من ذلك تقدم طريقة جديدة يمكن عن طريقها لعلاقاتك ان تساندك بنجاح في حل مشكلات الحياة كلما ظهرت، وبهذا الوعي المختل ستكون لديك الوسيلة التي تحتاجها للحصول على الحب الذي تستحق ولبذل الحب والدعم الذي يستحقه شريكك.
لقد قمت في هذا الكتاب بصياغة الكثير من التعميمات عن الرجال والنساء، ربما تجد بعض التعليقات اكثر صدقا من البعض الاخر..فنحن، على الرغم من كل شيء، اشخاص فريدون ذوو خبرات فريدة، ففي ندواتي احيانا يبوح الازواج وافراد بانهم يجدون رابطة ذهنية مع نماذج الرجال والنساء ولكن بطريق عكسي ، فيتواصل الرجل مع الاوصاف التي حددتها للنساء وتتواصل المراة مع الاوصاف التي حددتها للرجال، انني اسمي هذا تبادل الادوار.
فاذا اكتشفت ان لديك خبرة تبادل الدور، فانني اريد اطمئنك ان كل شيء على ما يرام، انني اقترح عليك عندما لا تستطيع الارتباط بشيء من هذا الكتاب، اما ان تتجاهل ذلك( متجركا نحو شيء يمكن ان تربتط به فعليا) او ان تنظر بعمق داخل نفسك، الكثير من الرجال انكروا بعض صفات رجولتهم لكي يصبحوا اكثر حبا ورعاية، وبالمثل انكرت كثير من النساء بعض صفاتهن الانثوية لكي يحصلن على لقمة العيش في قوى العمل التي تكافئ الصفات الذكرية، فاذا كان هذا هو الحال، فبتطبيق المقترحات، والاستراتيجيات، والاساليب التي في هذا الكتاب فانك لن تضع فقط العاطفة اكثر في علاقاتك بل ستوازن بصورة متزايدة صفات الذكورة والانوثة لديك.
انا لا اناقش في هذا الكتاب بطريقة مباشرة السؤال لماذا الرجال والنساء مختلفون، هذا سؤال معقد وله اجابات متعددة، تتراوحبين الفوارق البيولوجية، والتاثير الوالدي،والتربية، وترتيب الميلاد إلى التشريط الثقافي من قبل المجتمع، ووسائل الاعلام، والتاريخ، ( هذه الموضوعاتتناقش بعمقاكبر في كتابي الرجال والنساء، والعلاقات: صناعة السلام مع الجنس الاخر)
وعلى الرغم من فوائد تطبيق الاستبصارات التي في هذا الكتاب فورية، فهذا الكتاب ليس بديلا حين الحاجة إلى العلاج والاسترشاد في العلاقات المضطربة او انقاذ حياة عائلية متعطلةن حتى الاشخاص الاصحاء يمكن ان يحتاجوا إلى العلاج والارشاد في الاوقات الصعبة، انني اؤمن بقوة التحول التدريجي الذي يحدث في العلاج، والاستشارات الزوجية، ومجموعات الاثنتي –عشرة-خطوة للاستشفاء.
ومع ذلكفقد سمعت مرارا اناسا يقولون انهم استفادوا من هذا الفهم الجديد اكثر مما استفادوا من سنوات العلاج، ولكنني اؤمن ان سنوات العلاج وعمل الاستشفاء قدم ارضية العمل التي مكنتهم من تطبيق هذه الاستبصارات بنجاح في حياتهم وعلاقاتهم.
فاذا كان ماضينا متعطلا، فاننا حتى بعد سنوات العلاج او حضور المجموعات الاستشفاء لا نزال بحاجة إلى صورة ايجابية عن العلاقات الصحية، وهذا الكتاب يقدم هذا التصور، ومن ناحية اخرى، حتى ولو كان ماضينا مليئا بالحب والرعاية، ان الوقت قد تغير، وطريقة جديدة لهم العلاقات بين الجنسين لا تزال مطلوبة، ان من الضروري تعلم طرق جديدة وصحية للارتباط والاتصال.
انني اعتقد ان كل فرد يستطيع الاستادة من الاستبصارات الموجودة في هذا الكتاب، لقد كانت الاستجابة السلبية الوحيدة التي سمعتها من مشاركين في ندواني وفي رسائل التي اتلقاها:" اتمنى لو احدا اخبرني هذا من قبل".
لم يفت بعد اوان تنمية الحب في حياتك. كل ما تحتاجة هو ان تتعلم اسلوبا جديدا، وبغض النظر عما كنت منخرطا في علاج او لست كذلك، اذا كنت تريد ان تحصل على علاقات مثمرة اكثر مع الجنس الاخر، فهذا الكتاب لك.
ان من دواعي سروري ان اشاركك الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، ادعو دائما ان تكبروا في عقل وفي حب، كما ادعو ان تتناقص معدلات الطلاق وا تتزايد اعداد الزيجات السعيدة، ان اطفالنا يستحقون عالما افضل .
جون غراي
15نوفمبر،1991
مل فالي، كاليفورنيا