align=center](51-61)
العثور على الراحة بالتحدث
عندما تتعرض المراة للضغط فانها تشعر غريزيا برغبة في الحديث عن مشاعرها وكل المشكلات التي يحمتل ان تكون مرتبطة بمشاعرها، وعندما تبدا بالحديث فانها لا تراعي اولوية اي مشكلة حسب اهميتها، فعندماتكون متضايقة، فانها تكون متضايقة من كل شيء، كبيره وصغيره، انها غير مهتمة مباشر بالعثور على حلول لمشكلاتها ، بل تبحث عن الراحة بالتعبير عن نفسها وبان تكون مفهومه، وبالحديث عشوائيا عن مشكلاتها، تصبح اقل انزعاجا.
............................
المراة الواقعة تحت ضغط غير مهتمه مباشرة
بالعثور على حلول لمشكلاتها
بل تبحث عن الراحة
بالتعبير عن نفسها وان تكون مفهومه.
....................
وكما ان الرجل الواقع تحت ضغط يميل الى التركيز على مشكلة واحدة وينسى الاخرى، فالمراة الواقعة تحت الضغط تميل الى التوسعوتصبح غارقة في كل المشكلات، وبالحديث عن كل المشكلات المحتملة دون التركيز على حل المشكلة تشعر هي بالتحسن، وعن طريق استكشاف مشاعرها بهذه الطريقة تكسب وعيا اعظم بما يزعجها حقا، ثم فجاة لا تعود غارقة جدا.
لتشعر بالتحسن تتحدث النساء عن مشكلات ماضية،مشكلات مستقبلية ، ومشكلات محتملة، وحتى عن مشكلات لا حل لها،وكلما كثر الحديث والاستكشاف،كان الشعور بالتحسن اكبر، هذه هي طريقة عمل المراة، وتتوقع من غير ذلك يعني انكار مفهوم الذات.
عندما تكون المراة غارقة فانها تجد الراحةعن طريق الحديث بتفصيل دقيق عن مشكلاتها المتنوعة، وتدريجيا، اذا شعرت بانها سمعت، يتلاشى ضغطها، وبعد ان تتحدث عن موضوع واحد، تتوقف برهة ثم تنتقل الى الذي يليه، وبهذه الطريقةتستمر بالتوسع متحدثة عن المشكلات،و مثيرات قلق، خيبات امل ، احباطات،ولا حاجة الى ان تكون هذه الموضوعات على اي ترتيب وتميل ان تكون غير مترابطة منطقيا، واذا شعرت بانها لم تفهم، فيمكن حتى يتوسع وعيها اكثر،وربما اصبحت منزعجة من مشكلات اخرى .
كما ان الرجل العالق في الكهف يحتاج الى مشكلات صغيرة لتصرفه، فالمراة التي تشعر بانها قد سمعت ستحتاج للحديث عن مشكلات اخرى اقل صلة مما قد يؤدي الى شعور بالراحة ، ولكي تنسى مشاعرها المؤلمة الخاصة ربما اصبحت متورطة عاطفيا في مشاكل الغير،بالاضافة الى ذلك يمكن ان تجد الراحة عن طريق مناقشة مشكلات صديقاتها،اقاربها، ولاذين لهم صلة بها، وسواء كانت تتحدث عن مشكلاتها او مشكلات الغير، فالتحدث رد فعل طبيعي وصحي للضغط عند الزهريات.
..........................
لكي تنسى مشاعرها المؤلمة الخاصة
ربما اصبحت المراة متورطة عاطفيا
في مشاكل الغير
.................
كيف يتفاعل الرجال عندما تحتاج المراة الى ان تتحدث
عندما تتحدث النساء عن المشكلات، يبدي الجال عادة مقاومة، يفترض الرجل انها تتحدث معه عن مشكلاتها لانها تعتبره مسئولا عنها، وكلما كثرت المشكلات، زاد شعوره باللوم، انه لا يدرك بانه تتحدث لكي تشعر بالتحسن، ولا يعرف الرجل انها ستكون ممتنه له لو انه انصت فقط.
اهل المريخ يتكلمون عن المشكلات لسببين فقط ، لانهم يلومون شخصا ما او يلتمسون نصحا، واذا كانت المراة منزعجة حقا فالرجل يفترض انها تلومه، واذا كانت تبدو اقل انزعاجا، فانه يفترض انها تلتمس نصحا.
فذاذ افترض انها تطلب نصيحة، فانه حينها يضع قبعة الخبير لحل مشكلاتها، واذا كان يفترض انها تلومه،فانه حينئذ يسحب سيفه ليحمي نفسه من الهجوم، وفي كلتا الحالتين، يجد سريعا انه من الصعوبة ان ينصت.
واذا تقدم بحلول لمشكلاتها، فانها تستمر تماما في الحديث عن مشكلات اخرى، وبعد تقديم حلين او ثلاثة، يتوقع منها ان تشعر بتحسن، وهذا لان اهل المريخ انفسهم يشعرون بتحسن مع الحلول، ماداموا قد طلبوا ان تقدم الحلول، وعندما لا تشعر هي بتحسن، يشعر بان حلوله قد رفضت ، وانه غير مقدر حق قدره.
من ناحية اخرى، اذا شعر بانه مهاجم، فانه يبدا في الدفاع عن نفسه، انه اذا وضح موقفه فانها ستتوقف عن لومه، ولكن،كلما اصبحت اكثر انزعاجا، انه لا يدرك ان التوضيحات ليست ما تحتاج اليه، انها تحتاج الى ان يفهم مشاعرها ويدعها تنتقل الى الحديث عن مشكلات اخرى، فلو انه حكيم وانصت فقط، حينها بعد لحظات قليلة من شكواها منه، ستغير الموضوع وتتحدث عن مشكلات اخرى ايضا.
والرجال ايضا يصبحون محبطين بصفة خاصة عندما تتكلم المراة عن مشكلات لا يستطيع ان يعمل حيالها شيئا، على سبيل المثال، عندما تتعرض المراة للضغط يمكن ان تشتكي:
*" انني لا اتقاضى ما يكفي في العمل"
*"عمتي لوسي تتردى من سيء الى اسوأ، لك عام تزداد حالتها سوءا"
*" بيتنا ليس كبيرا بما يكفي تماما"
*"هذا موسم جاف جدا..متى ستمطر"
*" لدينا تقريبا عجز في حسابنا البنكي"
يمكن ان تدلي باي من التعليقات الانفه كطريقة للتعبير عن قلقها، خيبة املها، و احباطاتها، يمكن ان تدرك انه ليس هناك ما يمكن عمله لحل هذه المشكلات، ولكن لتجد الراحة فهي لا تزال تحتاج الى التحدث عنها، انها تشعر بالدعم اذا تواصل المستمع مع احباطها وخيبة املها، ولكنها، ربما تحبط شريكها الذكر- الا اذا ادراك انها نحتاج فقط الى ان تتحدث عنها ومن ثم ستشعر بتحسن.
والرجال ايضا يصبحون غير صبورين عندما تتحدث النساء عن مشكلاتهن بتفاصيل دقيقة، يفترض الرجل خطا انه حين تتحدث المراة بتفصيل دقيق ان كل هذه التفاصيل ضرورية له للعثور على حل لمشكلتها، ويجاهد للعثور على صلة بينها وينفذ صبره، فهو مرة اخرى لا يدرك انها تبحث لا عن حل منه ولكن عن رعايته وتفهمه.
بالاضافة الى هذا، فان الانصات صعب بالنسبة الى الرجل لانه يفترض خطا وجود ترتيب منطقي عندما تنتقل عشوائيا من مشكلة الى اخرى، وبعد مشاركتها له في ثلاث او اربع مشكلات يصبح محبطا للغاية ومرتبكا يحاول منطقيا ان يربط بين تلك المشكلات.
وسبب اخر يمكن ان يجعل الرجل يقاوم الانصات هو انه يبحث غن النتيجة النهائية، انه لا يستطيع ان يبدا في تشكيل حله حتى يعرف الناتج، وكلما كانت التفاصيل التي تدلي بها اكثر كان الاحباط اكبر وهو ينصت، ان احباطه سيتناقض لو استطاع ان يتذكر انها تنتفع بدرجة عظيمة بالحديث عن التفاصيل، واذا استطاع ان يتذكر ان الحديث بتفصيل يساعدها لتشعر بالتحسن، فيمكنه عندذ ان تسترخي، وكما ان الرجل يشعر بالرضا عن طريق رسم التفاصيل المعقدة لحل مشكلة، تشعر المراة بالرضا عن طريق الحديث عن تفاصيل مشكلاتها.
......................
وكما ان الرجل يشعر بالرضا غن طريق رسم التفاصيل
المعقدة لحل المشكلة، تشعر المراة بالرضا عن طريق الحديث
عن تفاصيل المشكلة
....................
الشيء الذي تستطيع ان تقوم به لتجعل الامر اسهل قليلا على الرجل هو ان تخبره مقدما بالنتيجة للقصة ثم تعود الى الوراء لتسرد التفاصيل،تحاشي ان تتركيه يترقب في قلق، والنساء عادة يستمتعن بترك القلق يتعاظم لان ذلك يبث شيئا من المرح في القصة ، وامراة الاخرى تقدر هذا، لكن الرجل يمكن ان يحبط بسهوله.
وبقدر عدم فهم الرجل للمراة بقدر ما يقاومها وهي تتحدث عن المشكلات، وكلما تعلم الرجل كيف يرضي المراة ويمدها بالدعم العاطفي اكثر سيكتشف ان الانصات ليس صعبا جدا، والامر الاهم ،اذا استطاعت المراة ان تذكرجل بانها تريد ان تتحدث عن مشكلاتها فقط وانه ليس ملزم بحل اي منها، فان هذا يمكن ان يساعده على الاسترخاء والانصات.
كيف وجد اهل المريخ واهل الزهرة السلام
لقد عاش اهل المريخ واهل الزهرة في سلام لانهم كانوا يحترمون اختلافاتهم ، تعلم اهل المريخ ان يحترموا ان الزهريات يحتجن الى الحديث ليشعرن بالتحسن، حتى لو لم يكن لديه ما يقوله، تعلم انه بالانصات يمكن ان يكونمعينا، وتعلمت الزهريات ان يحترمن حاجة اهل المريخ الى الانسحاب ليتعايشوا مع الضغط لم يعد الكهف غامضا او نذير شؤم.