اختى الفاضلة اوهام
اولا انا لا اعلم ان كنتى ستعود لتقرأ
ما كتبت ام انك خرجت ولن تعودى لنا
مره واخرى وان كان هذا يحزينا لفقد
اخت لنا فى الله لا نحب لها الا كل
خير ولكن اكتب لكى اكون قد ابرأت
الذمه منك على اقل تقدير ولاظهار
حسن النيه لك اختى الكريمة
والله لا اجد ما اقول
ولكنى ربما حاولت ان اوضح لك الصورة
ولكن يبدوا لى ان ما قلت سبب لك
جرح وهذا ما لم اقصده ابدا والله
وهذا لسبب بسيط وهو كما قال الصادق
الآمين عليه صلوات الله وتسليمه
كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابين
او كما قال صلى الله عليه وسلم
فكلنا اخطاء وذنوب وانا اولكم غفر الله
لى ولك ولكل المسلمين
اللهم اغفر لى ما لا يعلمون واجعلنى
احسن مما يظنون آمين يا رب العالمين
نأتى الى نقطه هامه انت اشرت اليها
فى ردك وهى اننى قلت ان الحياء قد
نزع منك وانا لم اقله ابدا ولا استطيع
ان اقوله لاخت لنا جاءت تطلب طريق
الصلاح والتوبة الابتعاد عما يغضب
الله عز وجل
ولكن ما قلته هو ان هذا الآمر يقلل من
حياء الفتاه ويجعلها تعرف اشياء يصعب
عليها معرفتها اذا لم تشاهد هذه الاشياء
اختى انا كتبت الآثار المترتبه على هذا
الآمر والمتوقع ان يحدث لك بعض هذه
الآثار او ان يحفظك الله منها جميعا
اما قلت انت من انكى لا تستحقين الرحمه
لمجرد انك اعترفت بذنب وهو ذنب فقط
صغر ام كبر ومن منا بلا ذنوب ومعاصى بل
ربما هى اشد وافظع مما تقولى
مرة اخرى اقول نسأل الله العفوا والعافية
وان يغفر لنا ويرحم ضعفنا كنفس بشريه
لها ذلات وهفوات
وكلنا يا اختى نخطىء ثم نتوب ثم نعود
وهذا ان يدل فأنما يدل على نفس
تخاف الله وتكره المعصيه ، نفس
لوامه تلوم صاحبها كلما اخطأ
وتجعله يعود سريعا الى طاعه
الله عز وجل
وهذه بشرى لك ولى ولكل مسلم
من حديث قدسى لرب العزه سبحانه
وتعالى اكيد انت على علم به ولكن
من باب التذكره بأذن الله
روى البخاري (7507) ومسلم (2758)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ : أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا
فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ،
غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ
اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي
أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ
بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي . ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ
أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ
وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي . . الحديث .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي :
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال :
"خياركم كل مفتن تواب . [ يعني كلما فُتِن
بالدنيا تاب ] . قيل فإذا عاد ؟ قال : يستغفر
الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال :
يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟
قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : حتى متى ؟
قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور " .
وقيل للحسن : ألا يستحيي أحدنا من ربه
يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود
، فقال : ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا
تملوا من الاستغفار .
وروي عنه أنه قال : ما أرى هذا إلا من أخلاق
المؤمنين يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب .
وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته : أيها
الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب ،
فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد
فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوقة
في أعناق الرجال وإن الهلاك في الإصرار
عليها .
ولكن الله جعل للعبد مخرجا مما وقع فيه
من الذنوب ومحاه بالتوبة والاستغفار فإن
فعل فقد تخلص من شر الذنوب وإن أصر
على الذنب هلك
واعلمى اختى الكريمة ان عقوبة الذنوب
تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب :
أحدها : التوبة ، وهذا متفق عليه بين المسلمين .
السبب الثاني : الاستغفار كما في الصحيحين
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم
ولجاء بقومٍ يذنبون ثم يستغفرون فيُغفَرُ لهم "
السبب الثالث : الحسنات الماحية ، كما قال
تعالى : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفَاً من
الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، وقال
صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " رواه
مسلم (344)
وقال : " الصدقةُ تُطْفِئُ الخطيئة كما يُطْفِئُ
الماءُ النارَ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل
النارُ الحطبَ . "
والسبب الرابع الدافع للعقاب : دعاءُ المؤمنين
للمؤمن ، مثل صلاتهم على جنازته ،
السبب الخامس : " ما يعمل للميت من أعمال
البر ، كالصدقةِ ونحوها ، فإن هذا ينتفع به
بنصوص السنة الصحيحة الصريحة
السبب السادس : شفاعة النبي صلى الله
عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة
السبب السابع : المصائب التي يُكَفِرُ الله بها
الخطايا في الدنيا ، كما في الصحيحين عنه
صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " ما يُصيب
المؤمن من وصبٍ ولا نصب ولا همٍ ولا حزن ولا
غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله
بها من خطاياه " رواه البخاري (5210) ومسلم
(4670) .
السبب الثامن : ما يحصل في القبر من الفتنة
، والضغطة ، والروعة ( أي التخويف ) ، فإن
هذا مما يُكَفَرُ به الخطايا .
السبب التاسع : أهوال يوم القيامة وكربها
وشدائدها .
السبب العاشر : رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا
سبب من العباد ." المرجع مجموع فتاوى ابن
تيمية ج7 ص " 487- 501 " .
ارجوا من الله ان يكون ما كتبت قد ادخل
اليك السرور والسعاده وازال كثير مما
شعرت به بأذن الله
واخيرا اسأل الله لك الخير والتوفيق
فى الدارين