السلام عليكم اخواني و اخواتي،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كثيرا ما اسأل تفسي، ماهي التي فرضها ديننا على عمل العقل؟ من نافلة القول ان الدين هو تنظيم لكل شؤوون الحياة، فهناك حدود للمعاملات التجارية، و حدود للمعاملات الانسانية و تعريف دقيق للعبادات، و لكن، هل هناك حدود مفروضة على إعمال العقل و ممارسة التفكير؟ لكي اوضح اكثر، هذه بعض الملاحظات و الاشارات من حياتنا العامة. 1. أحيانا في مجلس خاص او عام، تذكر خبر معين من اخبار الدنيا (بصيغة الخبر) و فجأه ترى الناس تجهمت وجوهها و عبست و ساد الصمت ![]() أين إعمال العقل وممارسة التفكير في نقل الأخبار؟؟النقطة هذه غير واضحة بالنسبة لي ليتك ذكرت مثالا كي تتضح الصورة مانوع الخبر؟؟ هناك أخبار ليس لها أي داع بل هي من قبيل القيل والقال وكثرة السؤال الذي نهينا عنه 2. في البرامج الحوارية، ترى بعض المواضيع المعاصرة، ما ان تفتح سيرتها حتى يحذرك الجميع من الفتنه و تبداء لهجة المحاورين في الصعود حتى تصل لدرجة الصراخ. هل تقصد المواضيع الخلافية؟؟ أدعم الفكرة بمثال 3. في احد المنتديات قمت شخصيا بطرح نص من احد الكتب المعتبرة في تاريخنا الاسلامي و لا يرقى شك لا للكتاب و لا للكاتب، و بعد طرح هذا النص المجرد (نقل حرفي) هب اعصار من الردود المستنكرة قراءة النص (علما ان الكتاب محوري و اساسي في العبادات و المعاملات). أيضا هذا يعتمد على مقطع النص الذي جلبته أحيانا أخي الكريم يقوم البعض بإقتطاع جزء من كتاب بشكل مخل تماما كما لو قمت بإقتطاع جزء من الأية (( ولا تقربوا الصلاة )) هذه جزء من أية في القران الكريم أعظم كتاب وأصدق كتاب ولكن كما ترى إقتطاعه بهذا الشكل مخل بالمعنى حيث أن تتمت الآيه هي"" ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون "" فطرح النصوص بعيدا عن السياق السابق والاحق قد يسبب فهما مختلفا تماما بل أحيانا يتحتم عليك أن تكون على إطلاع بمؤلفات ذلك الكاتب فقد يكون ذكر في أحد مؤلفاته ماينقض ما تكلم به في كتابه الأول وقد يتجاوز الأمر إلى قراءة المؤلفات التي تتعلق بقضية النص المطروح فالكتب والروايات أقصد بالروايات ((النقولات)) يكمل بعضها بعضا حتى تصل لفهم صحيح للنص وهنا تصدق المقولة العربية ((نصف العلم أخطر من الجهل )) 4. يتذرع الكثير بانه لا يقراء لفلان او لا يقرأ الكتب الفلانية لانها فتنه و لا خير في الاطلاع عليها.... و الغريب ان الفتنه يتم ربطها بالقراءه في حين ان الفتنه تعتمد على الجهل في الانتشار. إن كان رابليه يقول أن ((الجهالة أم الشرور)) فالحكمة العربية تقول ((نصف المعرفة أخطر من الجهل)) عندما يطلع أنصاف المتعلمين لكتب تحوي شبهات فلا شك أنه يعرض نفسه للفتنة فليس لديه من العلم مايدفع به تلك الشبهه التي قد تتمكن من نفسه فيضل بغير هدى كما أن هناك كتب بالفعل الإطلاع عليها مضيعة للوقت 5. عندما تسأل عن حقيقة ما عرضه فلان من الكتاب او المفكرين عن قضية معينه (سواء دينية او غير دينية) يأتي الرد السريع، ان فلان ملحد أو فلان شيوعي أو فلان كذا دون الدخول في معنى الكلام أو مصداقيته العقلية او النقليه. فيصدر الحكم مسبقا دون مراعاة للحيثيات او الاسلوب العلمي في النقاش. يا أخي الكريم عندما تطرح فكر لشخص ما ينبغي أن تراعي حال المطروح عليهم هل تطرح ذلك الفكر ((للنخبة أم للبسطاء)) فعادة ًالبسطاء لا يملكون الأدوات التي يستطيعون من خلالها تفنيد الأراء لذلك يلجأون لإصدار الأحكام ارجع لسؤالي ...... هل هناك حدود على عمل العقل ؟؟؟ |
عذرا عدت لكي لا يفهم من كلامي أنني أحارب العلم وممارسة التفكير
أنا فقط أحارب العلم الغير ممنهج الذي يقفز لمراحل متقدمة وهو لا يتقن الأبجديات ينبغي المشي بخطى ثابته أما القفز فمن شأنه أن يتعثر بصاحبه موفق |
الله يوفق الجميع اخوي ![]() ذكرت حضرتك في سياق الرد الكثير من التسؤالات و الافتراضات، و حرصا على تركيز الطرح في سياق واحد، سأرد بالمجمل، فهو اقرب للفائدة ان شاء الله، و إن اردت رد تفصيلي، فهو من دواعي سروري. سأختصر بضرب مثال عن الممنوع من عمل العقل، يتوهم الكثير ان قراءه كتب التاريخ هو من قبيل الانجرار للفتنه، و ما أقصده هو كتب التاريخ الاسلامي مثلا، تاريخ دمشق لابن عساكر، انساب الاشراف للبلاذري، مروج الذهب للمسعودي، تاريخ الامم و الملوك للطبري، المعجم الكبير للطبراني. أرجوا ان تكون العينة كافيه لتبيان نوع الكتب المقصودة. فترى البعض يستنكف من مراجعة نصوص هذه الكتب مع ان من خطها هم من اعلام الامه، و لا اعتقد ان هؤلاء العلماء كتبوا تلك الكتب صدفة، بالذات اننا نتكلم عن فترة من التاريخ لم يكن التدوين فيها متيسرا او رخيصا. بالتاكيد اراد هؤلاء الاعلام ان يقرأه من جاء بعدهم لا ان يستنكف الناس عن قراءه ما كتبوه. و للتوضيح اكثر، انا لا اتكلم عن عامة الناس، انما اتكلم عن أراء من يفترض بهم ان يكونوا الطبقة المثقفة من المجتمع. بخصوص النهي عن كثرة السؤال، عندما اقرأ هذه العبارة، يتباذر لذهني السؤال اكثر من مره و باكثر من طريقة عن نفس الشيء، و ليس هذا هو المقصود بموضوعي. شكرا لك اخي لردك المفصل، و اتمنى ان أكون قد وفقت في تحديد الموضوع بما فيه الكفاية. |
الحقيقة أخي الكريم الكتب التي ذكرتها في ردك أعلاه لا أعرف منها سوى تاريخ الطبري وهو كتاب كبير جدا
. . . . أما أخر مقطع من كلام المتعلق بكثرة السؤال فالمعذرة منك أخي لأني لم أفهمه موفق |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|