|
أختي الكريمة/ برق و سحاب
قرأت مشاركتك هذه، و ردّك في موضوع "مشاعر الزوجين وقت الهجر". و ما قلته عن تواجدك في بيت أهلك. و كم يحزننا والله تشتّت البيوت و الأسر لأسباب واهية كوهن بين العنكبوت. سأحدثك حديث أخٍ لأخته، وحديث ينطلق من وجهة نظر الرجال. فأقول وبالله التوفيق: ▪الحياة الزوجيّة حينما يدخلها العناد، و التكبّر، و حديث الآخرين، و يحصل الشدّ و الجذب من الطرفين مع عدم تنازل الطرف المخطيء أو صاحب الخطأ الأكبر فإنها تصبح حياة سقيمة مملة مريضة مهدّدة بالانهيار والتحلّل في أي وقت. ▪نحن جميعاً نشكر زوجك على ما قام به من إنشاء بيت مستقل لك لوحدك كي تكوني ملكة هذا البيت، و سيدة هذا البيت، و مديرة هذا البيت. ألا يستحقّ هذا الرجل الذي ضحى بماله و جهده و وقته من أجل إسعادك أن يرى منك خطوة للأمام؟! بلى إنه يستحق. ▪إن بيت والدك كان بيتك في السابق، أما الآن فأنتِ ضيفة هناك، و تشعرين بثقل وجودك هناك، لكن وضعك في بيت الزوجية مختلف فأنت الملكة يا رعاك الله. صحيح إن لم تصدقي قولي هذا فاسألي المتزوجات خصوصاً ممّن لديهنّ أطفال. ▪إن نصائح الأخريات و ما تتضمّنه من عبارات (هو سوف يأتي..لا تذهبي..أنتِ هنا معزّزة مكرمة في بيت والدك..لا ترخصي نفسك..هو سيعايرك فيما بعد). إنها نصائح تهدم و لا تبني. إنها نصائح تشتّت و لا تجمّع. إنها نصائح تزرع الجفاء، و تحصد الهجر. و لو استمعتِ لهم أكثر فسوف تندمين العمر كله. أسألك بالله: لو تزوج زوجك بأخرى، و أدخلها شقتكِ الجديدة، و في غرفتك أنتِ. فهل ستنفعك تلك النصائح؟! أسألك بالله: هل هؤلاء الذين ينصحونك هم ناجحون حكماء في حياتهم أم فاشلون؟! أسألك بالله: هل من ينصحك لهم خبرة في الحياة الزوجية أم مجموعة من البنات العازبات اللاتي لا يفقهنَ في الحياة الزوجية مقدار حبّة من خردل لكنهن يبدين الثقافة الزوجية و هم أجهل الناس فيها. و لن أكون مجحفاً ظالماً لو قلت: لو تقدّم زوجك لأحد هؤلاء الناصحات لقبلت به زوجاً بدون تردّد. و ستموتين أنت بالحسرات. ▪كلام الناس لن يرحمك سواءً كنت في بيت أهلك أو في بيت زوجك أو حتى على سطح المريخ. و لو سمعت كل كلمة قالها الناس فلن تعيشي حياتك باستقرار. إذن ثقي بذاتك، و دعيهم يقولون ما يشاؤون، و دعيهم يفسّرون الأمور على هواهم كيفما اتفق، وأنتِ انظري لهم من بعيد بابتسامة؛ حيث تعيشين في كنف زوجك و في بيتك بسعادة. الناس سوف ينسون بعد فترة من الزمن، وسوف يتذكّرون فقط أن فلانة بنت فلان (برق و سحاب) امرأة متزوجة لها بيتها الخاص، و أولادها، و زوجها فقط. أما الأشياء الأخرى فسوف يطويها الزمان و النسيان. و هؤلاء الذين يتحدثون عندهم من الأشغال ما يلهيهم عن ذكرك، و عن ذكر أخبارك. ▪ارسمي لك شخصيتك المستقلة التي تدير الأمور بكفاءة وحكمة ذاتية؛ وليس اعتماداً على نصائح قاصرة فقيرة في الفهم والإدراك تأتيك من أناس لا يعرفون النصح الحقيقي العاقل. خبرتي بالحياه الزوجيه قليله ومن سالتهم والله فوق الخامسه والابعين لا اخفيك كنت احتاج من يقول لي اذهبي اليه ولكن الاغلب يقول لي لالالا ▪إن زوجك لا يوجد به عيب في دينه و أخلاقه حتى نقول لك اهجريه و لا ترجعي. ▪إن زوجك قد قدّم خطوة مباركة يُشكر عليها. والآن جاء دورك يا أخية كي تكملي هذه الخطوة حتى تلتقيان في نقطة وسط. و هذا ما يفسّر سبب عدم ردّه عليك وتجاهله؛ لأنه مجروح، و ينتظر مبادرتك كما بادر هو وأنشأ الشقّة المستقلة. ▪زوجك لن يعايرك أبداً في حالة رجوعك؛ بل سيشكرك، و يقدّرك، و ترتفع منزلتك عنده حتى تعانق السماء، و سيكرمك، و سيذكر لك هذا الجميل طالما كان حياً، و سيقدّم لك التضحيات حتى يجازيك علي فعلك و رجوعك له. أنا رجل، وأعرف وجهة نظر الرجال في هذه الحالة. ▪سأخبرك بقصة حقيقية أعرفها: يوجد أهلٌ فرّقوا بين بنتهم وزوجها لمدة ستة أشهر بدون سبب مقنع. بعد ستة أشهر من الانقطاع الكلي عن زوجها قامت البنت وتركت بيت أهلها و رجعت لزوجها، وهم يعيشون الآن بسعادة كبيرة-ما شاء الله لا قوة إلا بالله- و لديهم بنت و ولد. يقول لي هذا الزوج: كلما تذكرت يا حاتم هذه التضحية منها أقوم بتجاوز أخطائها، و مسامحتها، و إكرامها، و تقديرها أكثر لأنها فعلت معي شيئاً لا أنساه. ▪آمل منك ما يلي: 1) تجاهلي كلام الناس، و احذفي العناد من قاموسك؛ لأن هذا زوجك، و جنتك و نارك، و ليس شيئاً هامشياً. 2) الاتصال عليه مرة، أو مرتين، أو ثلاث على ثلاثة أيام متفرقة. إن ردّ على الاتصال فقولي له كلمات معسولة مع عتب لطيف، وأخبريه أنك ستعودين إكراماً و تقديراً و محبةً و عرفاناً و احتراماً له و لصنيعه. 3) إن لم يرد الاتصالات فاستخدمي الرسائل. وفي الرسالة الأخيرة قولي له: أنا سوف أجهّز أغراضي، وأكلّم أحد أخواني (الذي تثقين به) كي يأتي بي للبيت فانتظرني عند الباب الساعة 00:00 كما تحددينها أنتِ. 4) أخبري والدتك بتلميحات بعيدة برغبتك في العودة لزوجك.. أو دعيها بلا خبر حتى ترى تجهيزك لأغراضك وقولي لها: أنا سوف أعود لبيتي. أو احملي أغراضك، وأخبري أخاك بالموعد المحدد للانطلاق، و إذا وصلت عند زوجك اتصلي على والديك وأخبريهما أنك الآن في بيت زوجك، و أنك لم تحبّي إزعاجهما لأنهما كانا نيام.. صدقيني سوف يدعوان لك ولن يغضبا أبداً؛ لأنهما مهتمان بحالتك و باستقرارك. 5) بعد لقائك بزوجك عاتبيه بلطف و أنوثة على الجفاء والهجر، واتفقي معه على حياة سعيدة، وقوما بصلاة ركعتين معاً شكراً لله على اجتماعكما مرة أخرى. 6) أكرمي أهل الرجل، و ركّزي على والدته خصوصاً بالهدايا والتواصل حتى تملكي قلب زوجك. 7) اتركي استماع النصائح الهدّامة، وعيشي حياتك في هناء؛ لأن أحد أسباب خراب البيوت هي هذه النصائح الشيطانية، و لن ينفعك أحد من الناصحات لو انهدم بيتك. 8) احذري الخروج من بيت زوجك مرة أخرى مهما كان و مهما حصل. و قومي بحل مشاكلك معه تحت سقف البيت، و احفظي أسرار الحياة الزوجية، و لا تحاولي لوي ذراع الرجل بخروجك لبيت أهلك؛ فإنّ خروجك المرة القادمة سيكون نتائجه وخيمة عليك. فانتبهي يا رعاك الله. ::: ارجعي لزوجك يا أخية..و احذري أن تتأخري حتى لا يفوتك الزمان، أو يبدأ الرجل بالتفكير بالزواج من أخرى طالما أن شقته جاهزة فلا ينقصه شيء سوى امرأة تسكن هذا البيت. ::: خذي بنصائح من سبقني في المشاركة بموضوعك وبالتحديد الأخ الأكبر لنا رجل الرجال. ::: أسأل الله لكما الاجتماع القريب. ::: أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد-الرياض |
| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|