رد : هل اللى اسويه غلط ؟؟!
السلام عليكم
اتمنى ان تأخذي كلامي بصدر رحب ومحبة واحترام
الشعور الذي وصلني من شخصيتك انك شخصية مندفعة في عواطفك للغاية
أرى والله اعلم انك منذ الطفولة لديك حساسية زائدة عن اللزوم لدرجة انه من الممكن ان
تسمعي كلاما مذموما ليس لك وتبذلي مجهودا في فعل عكسه وكأنه موجه لك إلى المرحلة التي أوصلتك
إلى شعور داخلي يقول لك ان كل الناس في هذا الكون يروك خطأ وانك تحاولين التعامل بطيبة زائدة عن
حدود المعقول والمنطق إلى الدرجة التي تجعل من حولك يشعور بالكره والإنزعاج وفكرة ان هناك امرا مريبا
يحدث من ناحيتك
الأمور حبيبتي لا تؤخذ بهذا الشكل
إنه بالفعل امر مريع .. ما تقمين به امر لا يقبله الدين ولا المنطق ليس لأنك خطأ
ولكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن طيبا وساذجا " حاشاه " بل كان شديد القوة وله هيبة
إلى جانب اللين والعطف
ولكن عندما يصبح العطف بمثابة وسيلة غير شرعية لكسب الآخرين يصبح مضمون العلاقات خَرِقَة
ونهاياتها سريعة ولا تجسد العلاقات الإجتماعية الطبيعية
من الطبيعي ان تحزني لحزن احد حصل معه مصيبة ولكن الغير طبيعي ان تتصرفي وكأنك في جنازة لأقاربك " مجرد مثال "
أو مثلا
من الطبيعي ان تحبي لأخيك المسلم مثلما تحبي لنفسك ولكن الغير طبيعي ان تحرمي نفسك الراحة والتمتع بنعم الله مقابل إعطاء شخص اخر
الحياة لا تؤخذ بهذه الطريقة .. العطاء الزائد يولد غضب داخلي للمتلقي ويجعله يشعر بالضيق والكره من ناحية المعطي
كما وان فرط الأحاسيس الزائدة عن اللزوم تعبر عن مخزون أجوف وكله اكاذيب " هذه هي الحقيقة التي يراها الناس ولا ترينها انتي "
كما وأن العلاقات السريعة تعني امرا واحدا إما مصلحة شخصية أو تصرف غير اخلاقي " في هذا الزمن هذه حقيقة لا يمكن نفيها "
وأيضا العلاقات السريعة .. سريعة التحطيم والهدم أيضا
عندما ذكرتي في المشاركة انك اعتبرت هذه السيدة أمك .. وقلتيها تماما " ماما " هذا الأمر خطأ جدا جدا ولا يصلح
لأن من يتلقى هذا النوع من فائض المشاعر سوف يشعر بضغط شديد على صدره يجعله يفض هذه العلاقة تماما
ولا يريدها .. لان نهايتها إما غير اخلاقية أو نهاية تعيسة بغض النظر عن الطريقة
احذري من استخدام العاطفة وسيلة لكسب الناس
احذري من المبالغة في المشاعر للآخرين
واحذري من العطاء الزائد لان تفسيره الاجتماعي غير اخلاقي
الأمر ايضا ليس مجرد تغير نفوس الناس او طريقة التفكير بل حتى وعلى زمان النبي صلى الله عليه وسلم
لم يكن العطاء عبارة عن قبلات واحضان أو تفخيم للشخصيات التي بينهم علاقات صداقة او قرابة بل كان هناك
حدود اجتماعية .. حدود فكرية ومنطفية ونسبية وأشياء اخرى
لقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار السابع ولكن لم يقل لك ان تجعل بابا منزلك مفتوح وحرمة المنزل مهدرة لاجل
هذا الجار .. بل هناك حدود .. هناك حرمة للعلاقات الإجتماعية .. الأم تبقى ام والصديقة تبقى صديقة .. والاخت تبقى اخت
لا يجوز لأحد ان يأخذ مكان احد اخر .. ولا يجوز تفخيم الشخصيات واعطائها اكبر من حجمها الحقيقي تماما .. فنحن في النهاية عند الله لا نسوى جناح بعوضة .. فنقوم نحن بتفخيم الشخصية لدرجة تصل مثلا لمرحلة العبودية ؟
انتبهي حبيبتي حتى لا يفهمك الآخرون خطأ
هذه السيدة لم تقل لك فجأة انها لا تريد ان تأتي إليكِ او ان تكمل معك مشوار الصداقة بل هي قيمت العلاقة بينك
وبينها .. ربما الآخرون حذروها وقالوا لها انك مثلا يبدو لهم انك تعانين من جوع عاطفي " الأمر ليس جوع عاطفي بالمعنى الحرفي " ولكن اسلوب تحجيم الناس لديك خاطئ
كما انك تجعلين الآخرين يرون كما لو كنت تستحقرين نفسك .. لماذا تفتحين دائرة الشخصية عندك لتقحمي شخصيات اخرى في عالمك الخاص .. وكل انسان في هذا الكون له عالمه الخاص وتسمى في علم الفسيولوجيا الهالة
هذه الهالة إذا كسرت اختلت موازين انزيمات الدماغ .. وهذا كله بسبب طريقة تفكير الشخص نفسه فهو يسمع بهذه الهالة ان
تنكسر وتتشقق ويدخل من خلالها اشعاعات ضارة بسبب شخصيات اخرى قد تكون معقدة او باردة او ساذجة فتتأثرين لتحصلي
في النهاية على شخصية ممسوحة وليس لها قوام وقوامها يبنى عن طريق تغذية نفسك بعطف الآخرين وهي الوسيلة التي تستخدمينها في تكوين علاقاتك
تماما مثل شخص يقوم بتكوين صداقاته عن طريق البزخ في المال
فإن ذهب المال اصبح كشخص معدم وليس له وجود
تماما كالبزخ بالعاطفة تجذب إليكي الشخصيات الساذجة ومن خلالها تكسر الهالة لديك وتصبح سذاجتك اضخم
كما وصلت انتي تماما لمرحلة جعلت الآخرين يشعرون بضغط نفسي عندما تكونين إلى جانبهم
صدقيني انت بطيبتك شخصية رائعة ولكن اجعلي هذه الطيبة لها خطوط حمراء لا تتعداها لكي تنقذي عملية
بناء الشخصية لديكي وكلها اغلقت منافذ الهالة المحطمة لديك كلما استعدت استعادة توازنك النفسي واصبحت
تدركين ان المبالغة تعبير عن نقص تسببه كسر حواجز الخطوط الحمراء بينك وبين الناس
ارجو ان تنفعك مشاركتي وارجو لك النجاح في حياتك
01-09-2014, 03:26 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري