.
.
.

(بداية، الرجل بطبيعته يحب النساء، وكاذب من يدعي غير ذلك. ذكر هذه الحقيقة الفطرية يسعد الرجال، ويضايق أغلب النساء.

ولكن، فلننتبه جميعاً، هذه الحقيقة لا تعني بأي حال من الأحوال إلغاء مشاعر الحب المقدسة، وتهميش قيمة الارتباط الروحي والوجداني، وبالتأكيد لا تعني إهمال أهمية التوازنات العاطفية، الأخلاقية، والمادية التي يجب أن يتحلى بها الرجل، أي رجل، كل رجل يحترم نفسه قبل الآخرين. وهنا يجب أن ندرك الفرق تماماً بين طبيعة الرجل في ميله الفطري للأنثى، ما يجعله ينظر ويُعجب بشكل عام وعابر، وبين اتخاذه قراراً واعياً مسؤولاً بمشاركة حياته مع امرأة واحدة دون غيرها إلى الأبد.

في الثقافات عبر التاريخ نجد قدسية ارتباط الرجل بامرأة واحدة فقط. كل النظرات العابرة، كل الخيانات، كل الأمراض النفسية بتنوعاتها لم تتمكن من مس قدسية هذه العلاقة الخاصة جداً منذ فجر التاريخ حتى اليوم.

الآن، سنجد دائماً من يحتمي بالدين، كالعادة للأسف، ويطوّع معانيه، كالعادة للأسف، كي يصل إلى الاستمتاع الصبياني بإباحة التعدد، دون التمعن في أسبابه، ودراسة نتائجه، على نفسه، على زوجته، على عائلته، وعلى المجتمع ككل. هؤلاء هم الذين شوهوا بسذاجة وجهل كل القيم السامية للإنسانية، والتي يؤكد عليها الدين، لأنهم يفصلون الأحكام حسب حاجتهم فقط، دون مراعاة الأمر وظروفه من كافة الجوانب، وفي هذا تحريف مخجل للأحكام، وتشويه مختل للمعاني، لا ينطليان سوى على السطحيين الذين دُربوا على عدم استخدام عقولهم حتى في أبسط الأمور. لا أود الخوض في الأمر من المنظور الديني، ولكن، لهؤلاء أورد قول الشعراوي "الذين يأخذون حكم الله في إباحة التعدد، يجب أن يُلزموا أنفسهم بحكم الله أيضا في العدالة. فلا يمكن أن تأخذ إباحة الله في شيء، ولا تأخذ إلزامه في شيء آخر".

لتبسيط الفكرة، خذ المال مثالاً، فليس هناك سقف لما يمكن أن تملكه من مال، وكل ما تكسبه حلال مباح لك مهما بلغ، إلا أن العبرة تكمن في الكيفية التي ستنفقه بها. هذه هي حكمة العقل التي تشكل ميزان كل الأمور.

الدين الإسلامي يدرك تماماً قدسية العلاقة الزوجية، ويؤكد عليها دوماً، لذلك فإن إباحة التعدد جاءت بموازين يعقلها العاقل.

إنسانياً، الرجل الناضج، السوي، والمتوازن، نفسياً وفكرياً، يدرك تماماً أنه لا يحتاج سوى امرأة واحدة فقط.

أما من يسعون خلف الفتاوي المريضة التي يطلقها بعض المهووسين بالجنس واستعباد المرأة، ويلهثون خلف عبارات استهلاكية من قبيل "أحسن من الحرام" و"هذا حقي الشرعي" تبريراً واهياً للتعدد المجرد، تراهم يأخذون زوجة بعد الأخرى دون حساب لأي مبادئ، دون احترام لمشاعر أو أخلاق، وغالباً في السر. لماذا في السر؟ إنه يعلم تماماً أنه مخطئ، بكل المقاييس، ثم يقول بكل بجاحة: قال الله وقال الرسول! هؤلاء لا يثبتون شيئاً سوى نزعتهم الحيوانية، وفي أفضل الأحوال أنانيتهم الناجمة عن خلل نفسي في تركبيتهم الفكرية، ويؤكدون أنهم مرضى بفيروس التأسلم، فالمسلم ليس لاهثاً ضعيفاً منساقاً، بل هو قوي عاقل حكيم.)
.
.
.
رأي أخي الحبيب.

وبالمناسبة لم يطلع على الموضوع ولم يرَ أياً من المشاركات الواردة هنا.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.