بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اخواني،اخواتي في الله هذه أول مشاركة لي في شبكتكم الموقرة. أكتب لكم هذه الكلمات و السعادة تغمرني, لماذا؟ لأني أرى فيكم النخوة والغيرة على ديننا واخواننا، كيف لا وأنتم تمدون يد العون لكل مكروب. أسأل الله عز و جل أن يجعل أعمالكم خالصة لوجهه.
أخي في الله سمير، بينما أنا أتصفح هذه الشبكة اذا بي أقرأ قصتك التي تركت أثرا كبيرا في قلبي، ياأخي والله ليحزنني ماأراه يحدث لشباب خير أمة.
أصارحك القول ياأخية، أنا لست هنا لأطربك بكلمات رنانة ولا عبارات مزخرفة ولهذا ياأخي في الله وبحكمي من جنسك فانه لن تكون كلماتي عاطفية، بل سأوجه لك كلمات ناقدة تحرق الشيطان الذي يوسوس لك وأسأل الله عز و جل في علاه أن يخلصك من نفسك الخبيثة التي تدعوك الى التفكير في أشياء قد تودي بك الى الهلاك و العياذ بالله كتوقفك عن الأكل والشرب لأجل ماحدث، أنت تقول أنك لن تأكل وتشرب حتى ينزل الله أمره.أنا أرد وأقول قد يكون الذي ينزله الله هو ملك الموت ليأخذ روحك وأنت على هذه الحال من عدم رضاك لقضاء الحي الذي لايموت. فلتتب الى الله قبل ذلك الوقت الذي لا ينفع معه الندم.
لو كان فعلا ايمانك بالله وثقتك به كبيرة كما تدعى ما كان منك كل هذا الأخذ والرد والتردد في العودة الى الحق, بل الطامة الكبرى هواعتقادك أنك تسير على سبيل الحق و التقوى وأنك لم ترتكب خطأ. سأعود لهذا بعد قليل.
فأما عن ايمانك بالله فاني لن أتألى على العلي القدير الذي يعرف سرائر الناس ولكن ياأخي فالمؤمن الحق عليه أن يتقبل القدر خيره وشره لأنه ضعيف لايملك القدرة على تغييره,بل على المؤمن أن يرضى ويتذلل لله وأن يسأله أجر هذاالابتلاء. فعليك ياأخي أن تؤمن وتعمل بقول الصادق الأمين: "من ترك أمرا لله عوضه الله خيرا منه". حتى ياأخي ان لم يبلغك خيره وثوابه في الدنيا فتيقن أنك ستجده أمامك يوم العرض ان شاء الله.
فدع عنك الأوهام و أعلن حربك على الشيطان اللئيم وأغضه بعودتك الى الرحمان غفار الذنوب.
كما ذكرت سابقا, الخطأ الذي وقعت فيه وللأسف لازلت تعتقد بأنك على صراط الحق هو محادثتك لصاحبتك بالشات والهاتف. وفي هذا احتمالين:
أولا- جهلك بأن هذا محضور في الاسلام حتى و ان كان من اجل الزواج, ان كنت فعلا تريد الزواج بصالحة ولا ترى هذا تام الا بهذه الطريقة فاعلم يارعاك الله أن هذا تعد لحدود الله وعليه فتب الى بارئك. فالطريق الى الصالحات لايتم بالشات و لا بالهاتف, وانما يتم بطرق أزكى وأحصن وأطهر لأن الشات تفتح باب فتنة عظيمة على الشباب من الرجال والنساء.
ثانيا-علمك بمحضورية الامر الا أنك لم تمنع نفسك الأمارة من الخوض فى هذه الفتنة, قولك بأنك تعلم نفسك جيدا وتعلم أنك لن تقع فيما يغضب الرب وأنكما انما تتحدثان عن الدين فحسب فدعني أرد عليك:
-أين أنت وأنا وشباب المسلمين من السلف الصالح الذين هم قدوتنا بعد النبي الصادق الأمين صلوات الله عليه, سأذكر لك موقفا على سبيل التمثيل لا الحصر. الشافعي و ما أدراك ماالشافعي رحمه الله يقول في كلامه معلقا على الصالحين:" أحب الصالحين ولست منهم". فما نقول أنت وأنا يا أخي سمير, فالأحر بنا أن نظن سوءا بأنفسنا ونعمل بجد لنيل ثواب الآخرة لأن الشيطان انما يزين للانسان سوء نفسه ويمنيه حتى يرديه في النار وأعوذ بالله أن نكون من أهلها. فياأخي الشيطان أذكى منك ومنى, فان كنا ننام فهو لا ينام وشغله الشاغل هو أن يكيد بأهل الفلاح.
ان كانت صاحبتك تريد أن تتعلم دينها فلها ذلك بطرق أخرى كأن تستمع الى درؤس دينية والشبكة اليوم توفر ذلك والفضل لله أولا وأخيرا. وقد قرأت في رسالتها التي بعثتها لك تعزيك في موت قريبك قولها: -تصبح على خير ياأغلى الناس-, هي ليست بزوجتك أو قريبتك, و لاأرى فعلها هذا الا بأنه قد تعدى حدود الله ولا أعتقد أن الصالحات يجرأن علي التحدث مع غرباء عن طريق الشات ولا الهاتف. نفس الكلام أوجهه لك, الصالحون لايقومون بهذه التصرفات الشبانية.
الآن ياأخي في الله اذا نظرنا الى سنك, فأنت كما قلت ذو 45 سنة. كم تعتقد أنك ستعيش ؟ 10, 20, 30 سنة و ماذا بعد ذلك ؟ قال الحبيب المصطفى:" أعمار أمتي مابين الستين والسبعين". فكم بقي لك أخي سمير؟ عوض أن تملأ حياتك بطاعة الرحمان تقوم بتضييع وقتك في الشات والهاتف, ماذا تقول لله يوم يسألك عن وقتك فيما أهدرته ومالك فيما أنفقته, هل ستقول أنك كنت تتكلم مع صاحبتك لتعلمها دينها ولتعدها بالزواج؟ كان بامكانك أن تتصدق بالأموال التي كنت تنفقها على الهاتف على اليتامى, و و و و... ياأخية الحياة قصيرة فتحرك وأعرض عن غيك قبل أن ترحل الى حياة لا عمل فيها وفيها حساب عسير, فأنت الآن في دار العمل. يوم تموت لن تؤخذ للقبر الا وحيدا, لن تأخذ معك صاحبتك وحبيبتك بل عملك وماأودعت لآخرتك.
ان كنت لحاجة في نفسك تريد الزواج فهناك الصالحات في كل مكان, وان كانت صاحبتك صالحة فهناك أصلح منها فاسأل الله أن يوفقك في العثور على زوجة صالحة. اذ أنت ألححت على الزواج من صاحبتك السابقة أو قررت مقاطعتك للزواج لأجلها فاذا قد لعب الشيطان بعقلك و أسأل الله ولاخواني العافية, فعد الى رشدك يارعاك الله.
ملاحظتي الاخيرة هي رؤيتي استعمالك كلمة "الحب الطاهر" في غير محلها,
لايوجد حب طاهر بين الجنسين الا بين الزوجين فما عداه يعد نزوات شيطانية ينبغي لصاحبها التوبة. وأراك قد بالغت في حبك لهذه الفتاة, أما فمثل هذا الحب فهو لله ثم للرسول, فان حاججتني بقول أنك تحب الله أكثر فاذا تقبل حكم الله وانسى صاحبتك وتب الى بارئك. ألا تشتاق الى حور العين أخي, ارقى بنفسك واجعل الحور هدفك و اسأل الله أن يرزقك منهن, وكم هو الفرق بين نساء الدنيا والحور العين ياأخي؟القرآن يجيب هذا السؤال.
اعذروني اخوتي فقد يرى البعض أني كنت قاسيا في حكمي, فالذي نفسي بيده مانصحت الا أخا أحسبه و لم تلده أمي.
في خاتمة حديثي أسأل الله أن يفك كربتك ويعوضك خيرا منها, أتمنى أن تجد هذه الكلمات صدى في قلبك. اللهم اشهد أني ماأردت سوى النصيحة فان أصبت فمن الله و ان أخطئت فمن نفسي و من الشيطان, فاللهم اغفر لي خطئي ونسياني وزللي واجعل عملي خالصا لوجهك الكريم.
وصلى الله على محمد و على آله وصحابته وتابعيه الى يوم الدين
أخوكم في الله عبدالله