أنــــــا الآخــــــــــر
خلق الله الخلق على اختلاف ألوانهم و أشكالهم فمنهم الأبيض و الأسود و منهم الرفيع و السمين
و استطاع الخلق التعايش رغم اختلاف ألوانهم و أشكالهم و وجدوا في بعضهم نقاط التلاقي و القدرة على التعايش
و سبحان من أبدع فتزاوج الأسود و الأبيض و ظهر لون خليط يسعى له الجميع في أكبر صالونات التجميل
و تزاوج الرفيع و السمين و ظهر جسم ممتليء متناسق يسعى له الجميع في أكبر الأندية الرياضية
هذا هو حال الخلق مختلفة ألوانهم و أشكالهم و كذلك أفكارهم و أرائهم
فلماذا لا نستطيع التعايش مع اختلاف الآراء و الأفكار
و لماذا لا نجد نقاط التلاقي في أفكار و أراء بعضنا البعض
لماذا نغيب و نعزل كل الأفكار و الآراء و لا نرى سوى رأينا و فكرنا الشخصي
لماذا نقصي بعض و نمعن في الإبعاد و العزل
لماذا لا نرى التكامل في أفكارنا و آرائنا
و أنا أي رأي يكمل ما نقص من أي رأي فهو لم ينفه و لكنه أكمله و بنا عليه
فا الأفكار تبني الأفكار و الإقصاء يهدم كل الأفكار
عنصرية اللون و الشكل فتكت بالمجتمعات و أهلكت الحرث و النسل
فحوربت و وضعت لجان حقوقية تُعنى بهذه القضية
و استطاعت المجتمعات التعايش مع اختلاف الأعراق و الأديان
فلماذا لا نحارب عنصرية الرأي و الفكر حتى لا نفتك بمجتمعاتنا و نهلك الحرث و النسل
ما يثير السخرية لدي أننا دائما نقول ( بنات أفكار ) فبحق الله فلنكف عن اغتصاب الأفكار و الآراء و وأدها
و ليكون الإطار العام و القاعدة في التعامل مع الأفكار و الآراء أن نردها لله و للرسول
قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
قال صلى الله عليه و سلم (إن ربكم واحد وإن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى ) حسن
و لنقرأ هذه الآية و هذا الحديث بتركيز و مفهوم شامل يتعدى اللون و الشكل ليصل أيضاً للفكر و الرأي
دعوتي هنا هي دعوة لقبول الآخر
الآخر الذي يكملنا
دعوتي هنا هي دعوة لتعايش الأفكار و الآراء